هيمن خبر تعيين مغنّي الرّاي عبد القادر هيباوي المعروف بكادير الجابوني سفيرًا للتّراث الشّعبيّ الجزائريّ من طرف وزارة الثّقافة والفنون، الجمعة، على تفاعل روّاد موقع التّواصل الاجتماعيّ فيسبوك، بعد أن ورد في موقع جريدة "الحياة"، وأكّده المعنيّ في تغريدة له على حسابه بموقع انستغرام، شكر فيها الوزارة على الثّقة التّي وضعتها فيه ودعا الجزائريّين إلى اكتشاف تراث بلادهم.
قال البيان الوزاريّ إنّه لا توجد ألقاب من هذا المصاف ولا رتب لمن يخدم الثّقافة والفنّ والتّراث الجزائري
مالت معظم التّفاعلات إلى استهجان الخطوة، باعتبار كادير الجابوني، حسب أصحابها، لا يرقى إلى هذه المهمّة. فهو مغنٍّ متخصّص في فنّ شبابيّ عادةً ما يُنظر إليه على أنّه فنّ مُتَحَفَّظ عليه من طرف الأسرة الجزائريّة.
وتساءل قطاع واسع من الفسابكة الجزائريّين عن خلفية هذا التّعيين في ظلّ وجود من هم أجدر وأقدر، بما جعل بعضهم يذهبون إلى اتّهام وزارة الثّقافة والفنون بمحاولة تخريب الذّوق العامّ وتشويه هيبة التّراث الثّقافيّ الوطنيّ.
بعد ساعات من انتشار الخبر، أطلقت الوزارة، في صفحتها الرّسمية، بيانًا قالت فيه إنّ الأمر مجرّد إشاعة لا أساس لها من الحقيقة.
وقال البيان الوزاريّ إنّه لا توجد ألقاب من هذا المصاف ولا رتب لمن يخدم الثّقافة والفنّ والتّراث الجزائريّ، وإنّ الوزارة تشيد بموقف ومساهمة كلّ فنّان في تقديم الفنّ والتّراث والثّقافة الجزائريّة، وتخصّ الفنّان كادير الجابوني الذّي بادر بتقديم فيديو ترويجيّ للتّراث الجزائريّ، وساهم بحضوره في مواعيد فنّيّة تطوّعًا بالشّكر الجزيل.
"إنّ وزارة الثّقافة والفنون تعي جيّدًا موقع المثقّفين والفنّانين المتقدّم للتّرويج للتّراث الجزائريّ وحمايته وتعميم حضوره، وتعتبرهم سفراء من دون الحاجة للتمتّع بهذه الصّفة رسميًّا، وتجدّد نفيها توزيع لقب مشابه، إلّا في سياق الحوار أو الكلام الموجّه احتفاءً واعتزازًا بدورهم".
وفيما سارع البعض إلى حذف منشوراتهم التّي تفاعلوا فيها مع خبر التّعيين، بعد ظهور البيان الوزاري، شكّك البعض في صحّة عدم اتّصال الوزارة بالفنّان واقتراح اللّقب عليه، لكنّها تراجعت في اللّحظة الأخيرة تحت ضغط الرّأي العام.
وإلا ما الذّي دفع كادير الجابوني، حسبهم، إلى إعلان الأمر؟ ويقول الفنّان طارق قوسمي إنّ أكثر ما يهمّه في الموضوع كلّه، بغضّ النّظر عن تفاصيله، هو أنّ الشّارع الجزائريّ بات متابعًا لما يتعلّق بوزارة الثّقافة والفنون ويدلي بالرّأي فيه بما بات يشكّل ضغطًا يحسب له القائمون على القطاع ألف حساب.
ويختم محدّث "الترا جزائر" بالقول؛ "لم يعد متاحًا لوزارة الثّقافة أن تجانب المعايير المتعلّقة بالكفاءة والجدارة في تعييناتها المختلفة لأنّها باتت محلّ مراقبة شعبيّة يقظة ومواكبة. وهذا مكسب كبير علينا تثمينه".
اقرأ/ي أيضًا:
إرث مغاربي مشترك.. طبق الكسكسي على قائمة اليونسكو
وزيرة الثقافة تمارس الرقابة على حسابات فيسبوكية لإطاراتها