30-ديسمبر-2019

المثقفون الجزائريون طالبوا الدبلوماسية الجزائرية بالتدخل (الصورة: سودافاكس)

وجّهت أسرة المقهى الثّقافيّ في ولاية برج بوعريريج، رسالة إلى سفير الصّين في الجزائر، دعته فيها إلى وقف جملة الانتهاكات التّي تتعرّض لها أقلّية الأويغور المسلمة من طرف النّظام الصّيني.

بيان المثقفين الجزائريين: مضطرون إلى إعادة النّظر في قبولكم بيننا ما لم تضعوا حدًّا لانتهاك حقوق الإنسان

وورد في الرّسالة، أنّ أسرة المقهى الثقافي في ولاية برج بوعريريج أنهت ملفًّا "كنّا سنقترحه على سفارتكم، يتعلّق بمباشرة توأمة ثقافيّة بين مدينتنا وإحدى المدن الصّينيّة، في إطار الدّيبلوماسيّة الثقافيّة التّي نرى أنّها منوطة بالمجتمع المدنيّ، لكنّنا قرّرنا التّنازل عن الخطوة؛ لأنّ ضميرنا الإنسانيّ والدّينيّ منعنا من ذلك بسبب ما تتعرّض له أقلية الأويغور المسلمة، من تعسّفات وانتهاكات بشعة من طرف النظام في بيكين".

اقرأ/ي أيضًا: أزمة ثقة بين الجزائري وإعلامه

وبادرت الرّسالة إلى القول، إنّه ليس تدخّلًا في الشّؤون الدّاخلية للصّين، "مثلما رفضنا مؤخّرًا أن يتدخّل الآخرون في شؤوننا الجزائريّة. ولا نمنح الحقّ لأنفسنا في تحديد المساحات التّي تمنحها دولتكم كاملة السّيادة لمواطنيها، لكن ما يصلنا من أخبار وصور وفيديوهات وتسجيلات، وصرخات تحرّك الضّمير الإنسانيّ، تجعلنا نجد حرجًا في التّعامل معكم، كما تدفعنا إلى أن نطالب ديبلوماسيتنا بالتّدخل على مستواكم، انطلاقًا من البعد الإنسانيّ الذّي ميّزها منذ تأسيسها".

ولفتت الرّسالة التّي وقّعت عليها نخبة من الكتّاب والإعلاميّين مثل محمّد بن زيان، ومحمود العيّاشي، وأميمة أحمد، ومسعود حديبي، وكمال بركاني، وسعاد بولقناطر، انتباه السّفير الصّينيّ إلى أنّه "بات لكم حضور لافت في بلادنا، ليس اقتصاديًّا وتجاريًّا فقط، بل اجتماعيًّا أيضًا، حتّى أنّه باتت لكم أحياء تُعرف بالأحياء الصّينيّة. وبات لكم مربّع خاصّ بموتاكم في مقبرة العالية، ونحن بصفتنا مواطنين لم نعاملكم ولن نعاملكم خارج كونكم شركاء في الإنسانيّة والتّنمية، لكنّنا سنجد أنفسنا مضطرّين إلى إعادة النّظر في قبولكم بيننا ما لم تضعوا حدًّا لانتهاك حقوق الإنسان في أوساط الأقلّية الأويغوريّة".

إنّها ليست دعوة للتّعامل العنيف مع الرّعايا الصّينيين المقيمين بيننا، تقول الرّسالة، فهم ضيوفنا المكرّمون وضيوف دولتنا، لكنّنا سنباشر حركة إنسانيّة وحضاريّة واقتصاديّة، احتجاجًا على تصرّفاتكم العنيفة الخارجة عن أعراف حقوق الإنسان، في حقّ بشرٍ يفترض أن تعاملوهم بصفتهم مواطنين، كما تعاملون 56 أقليّة تشكّل النّسيج الصّينيّ.

وذكّر موقّعو الرّسالة السّفير الصّينيّ بالخلفية التّاريخية والإنسانيّة التّي دعتهم إلى اتّخاذ هذا الموقف بالقول: "نحن أبناء ثورة قدّمت عددًا من الشّهداء، يساوي عدد مواطني 67 دولة عضوة في هيئة الأمم المتّحدة، من أجل رفع الظّلم والتعسّف. وإنّنا نناشدكم بحقّ الأرض والسّماء: أوقفوا هذا النّزيف".

رشيد بلمومن: "إنّنا مطالبون بالوقوف عند الحدّ الإنسانيّ في المسألة. نحن نرى ونسمع قمعًا لشركاء لنا في الإنسانيّة"

سألنا منسّق مشروع المقهى الثّقافي الشّاعر رشيد بلمومن، عن إمكانية أن تكون إثارة المسألة الأيغوريّة في هذا الوقت بالذّات، محاولة من أطراف معيّنة للحدّ من نفوذ الاقتصاد الصّينيّ في الأسواق الإسلاميّة، فقال "إنّنا مطالبون بالوقوف عند الحدّ الإنسانيّ في المسألة. نحن نرى ونسمع قمعًا لشركاء لنا في الإنسانيّة، وعلينا أن ننصرهم". يضيف: "نصرة حقوق الإنسان لا تتجزّأ. وإخضاعها للأيديولوجيا انتهاكٌ للإنسانيّة نفسها".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جداريات الغضب.. حاجز أمني يتحول منصةً لرسائل الحراك الشعبي

باعة الرايات والأعلام في مسيرات الحراك.. تجارة وسياسة