يأتي مسلسل "أولاد الحلال" في قالب درامي من 25 حلقة، مواكبًا لشهر رمضان، وعلى ما يبدو لتطلعات الجمهور الجزائري لدراما افتقدوها طويلًا.

يعيد مسلسل "أولاد الحلال" تصوير الواقع المأساوي، حيث معاناة ملح الأرض، ضحايا كل ما يفرزه موقعهم الطبقي

المسلسل الذي تم تصويره بأحد الأحياء الشعبية الفقيرة المعروفة بحي الدرب بمدينة وهران، تكشف مضامين حلقاته الأولى محاوره، مزيحةً الستار عن خبايا عمق المجتمع المسكوت عنها، كما يرفع النقاب عن الطابوهات المجتمعية، بتسليطه الضوء على زوايا المظلمة في تلك الأحياء المنسية المهمشة.

اقرأ/ي أيضًا: "الرايس قورصو" والرئيس بوتفليقة.. جدل السياسة والكوميديا

دروب الباهية

المسلسل الذي حظي باهتمام ومتابعة كبيرين جزائريًا، وحتى عربيًا كما تكشف السوشيال ميديا؛ يعيد تصوير الواقع المأساوي والدراماتيكي، حيث معاناة ملح الأرض، ضحايا كل ما يفرزه موقعهم الطبقي. كما أنه يعرج عرجات هامة على قضايا المرأة والعنف الأسري.

لم يوثق المسلسل فقط حالًا اجتماعية، إذ استطاعت كاميراته أن ترصد بالتوثيق الجغرافي لدروب وأزقة حي الدرب بالباهية، التناقضات الطبقية للمجتمع الوهراني. كما أنه اعتمد في النص والحوار على اللكنة الوهرانية ومفرداتها التي تعكس خصوصية ثقافية لثاني أكبر المدن الجزائرية بعد العاصمة.

ويأتي المسلسل من إخراج التونسي نصرالدين السهيلي، وتأليف كاتبة السيناريو التونسية رفيقة بوجدي، مع مراجعة عبد القادر جريو. ويتقاسم فيه دور البطولة كل من يوسف سحيري وعبد القادر جريو ومصطفى لعريبي ومليكة بلباي وسهيلة معلم وآخرون.

"نقلة كبيرة في الدراما الجزائرية"

ومن جانبه أبدى الإعلامي والناقد السينمائي فيصل شيباني، إعجابه بالمسلسل على كافة المستويات، قائلًا في تدوينة له على فيسبوك: ""نقلة كبيرة في الدراما الجزائرية، سواء على مستوى السيناريو والحوار والإخراج والكاستينغ، كما أن هناك اشتغالًا كبيرًا على مستوى المضمون".

وأضاف شيباني في تصريح لـ"الترا جزائر": "لابد من الاشارة إلى القدرات التمثيلية لرجال المسرح، الذين يقفون أول مرة أمام الكاميرا، أمثال أحمد مداح وعبد الله جلاب، والذين أعطوا قوة في الأداء والتمثيل".

وعن الجدل الذي أثاره البعض حول المسلسل، قال شيباني إن "محاكمة أي عمل تلفزيوني أو سينمائي من خلال إقامة أحكام أخلاقية، والاستناد على البعد الواقعي في القصة، هو كمن يقفز في الهواء، وهو تقدير خاطئ"، موضحًا أن "العمل الفني والدرامي مبنيّ أساسًا على الخيال، وبالتالي لابد من الابتعاد عن إطلاق الاتهامات في هذا الصدد".

وعلى نفس خط الإعجاب بالمسلسل كتبت الروائية فضيلة فاروق على صفحتها بفيسبوك: "لا مانع من أن نشرك أولادنا لمشاهدة مسلسل أولاد الحلال، عسى أن يتأثروا بشخصية مرزاق الذي يحترم بنات بلاده ويحمي أخاه".

استطاع "أولاد الحلال" أن يرصد بالتوثيق الجغرافي لدروب حي الدرب، التناقضات الطبقية للمجتمع الوهراني

وخصصت فاروق إشادة للممثل عبدالقادر جريو، قائلةً: "نجاح عبد القادر جريو لم يأت من فراغ، ولا من وسامته، بل لأنه خريج معهد مسرحي حقيقي، ولديه من الوعي ما يكفي لحمل قضية إنسانية يناضل من أجلها، وطنيته لا جدال فيها، وفوق ذلك يتميز بكاريزما قوية، ما أروع شباب بلادي".

اقرأ/ي أيضًا:

دراما رمضان في الجزائر.. ضحك على الكوميديا لا منها

الجزائر.. فوضى البرامج في رمضان