حظيت صورة الناطق الرسمي لكتائب القسّام في قطاع غزة، بحضور لافت وسط الجزائريين على مدرجّات الملاعب منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث ظهر "الملثم" في لافتات عملاقة يطلق عليها تسمية "التيفو" محليًا، رفعها مشجعو عدد من الأندية الجزائرية على مدرجات الملاعب على غرار جماهير مولودية الجزائر واتحاد العاصمة وشباب قسنطينة.
بعد ظهور صوره على لافتات جماهير الملاعب الجزائرية وإدراج اسمه في أسئلة الامتحانات ظهر اسم أبو عبيدة مجددًا ليصنع الحدث وسط ترحيب شعبي واسع على لوحات إعلانية للمقاهي
ولم يقتصر حضور أبو عبيدة على الملاعب وهتافات الجماهير فحسب، بل امتد ذلك إلى مقاعد المدارس الجزائر، فاجتهد عدد من الأستاذة في تكييف أسئلة الامتحانات وفقًا للأحداث الجارية في غزة، وكان لحضور الناطق باسم كتائب القسام نصيب من هذه الأسئلة في جميع مواد المقرّرات الدراسية.
امتدت هذه الفكرة، لتشمل لافتات المقاهي التي فتحت حديثًا، حيث ظهر اسم أبو عبيدة مجددًا ليصنع الحدث وسط ترحيب شعبي واسع، بعدما تداول جزائريون على منصات التواصل صورًا لعدد من المقاهي ببعض مناطق البلاد تحمل اسمه، حيث تزامن رواجها مع إجبار صاحب مطعم "7 أكتوبر" في محافظة الكرك جنوبي الأردن، على إزالة اسم المطعم بعد غضب إسرائيلي تناولته صحافته المحلية، وعد حصول صاحب المطعم على موافقة سلطات بلاده.
في ولاية برج بوعريريج شرقي البلاد، افتتح أحد المواطنين يلقب بـ "الفوشي العسلة" مقهى رفع على واجهته لوحة تحمل على واجهته اسم "مقهى أبو عبيدة" مكتوب باللون الأصفر الذهي، وبجانبه صورة لشخصية أبو عبيدة بالكوفية، كما قام مواطن بولاية الجلفة (300 جنوبي العاصمة)، بافتتاح مقهى "أبو عبيدة"، مع حرصه على وضع صورة "الملثم"، ويأتي ذلك في سياق اتفاق شعبي على نصرة المقاومة الفلسطينية، وعدم اعتراض السلطات على مثل هذه المبادرات.
ترحيب بـمقاهي "الملثم"
قوبلت هذه الخطوة التي قام بها الجزائريان، بترحيب واسع وإشادة كبيرة على مواقع التواصل، حيث اعتبر البعض أنّ افتتاح مقاهي ومحلات تجارية باسم أبو عبيدة هو ردّ واضح على ضغوطات الكيان بعد حذف اسم "7 أكتوبر" من واجهة مطعم بالأردن، وأنّ الجزائر وشعبها داعمين لفلسطين ولا يقبلون إملاءات الآخر.
وذهبت تعليقات كثيرة، إلى أن الخطوة التي أقدم عليها مواطنان جزائريان، وعدم مواجهتهما إجراءات بيروقراطية من طرف الإدارة الجزائرية، لها دلالات سياسية، تشي بأن السلطة لا تعمل على التطبيع مع الاحتلال ولا تتعاطى مع الضغوطات الإعلامية التي تسعى لتقويض عمل المقاومة الفلسطينية وتجريمها.
في هذا السياق غردّت الإعلامية آنيا الأفندي على حسابها بمنصة "إكس"، قائلة: "مقهى أبو عبيدة في الجزائر"، وأرفقت صورة لعلم البلاد".
مقهي ابو عبيدة في الجزائر 🇩🇿 pic.twitter.com/rNo1IujLuK
— Ania El Afandi آنيا (@Ania27El) January 28, 2024
وعلق الشيخ الدكتور موسى على منصة "إكس": "في الجزائر العظمى، فتح مقهى باسم أبو عبيدة".
في الجزائر العظمى 🇩🇿 فتح مقهى باسم ابو عبيدة.#الجزائري pic.twitter.com/lE2E968GTM
— الشيخ.د موسى الخلف (@Moussa_Alkhalaf) January 26, 2024
وكتبت موفي من الجزائر، معلقًا على منشور الشيح الدكتور موسى، قائلًا: "والله لو عندي فلوس، أفتح سلسلة مطاعم، كل مطعم باسم مقاوم معروف، والسلسلة باسم السنوار، يخبطوا رأسهم بالحيط".
والله لو عندي فلوس افتح سلسلة مطاعم كل مطعم باسم مقاوم معروف والسلسلة باسم السنوار ويخبطوا رأسهم بالحيط
— Moufi 🇩🇿 (@moufialg) January 27, 2024
من جهتها، علقت أيضًا ناشطة تسمي نفسها بـ" فيفي 7 أكتوبر" على المنشور بقولها: "عندنا لا يوجد من يغلق المقهى، الحمد لله".
عندنا لا يوجد من يغلق المقهى الحمدلله
— FiFi 7 October 🇩🇿🇵🇸 (@fifi82064) January 26, 2024
ورحب بفخر يوسف بلحور بافتتاح مقهيين بالجزائر، وكتب على حسابه بفايسبوك: "مقهى أبو عبيدة، شخصيًا، اسمًا وصورة في الجزائر، بالضبط بولاية الجلفة".
بن جدو بخلير، نشر صورة مقهى أبو عبيدة وقال:" في حين تم حذف اسم 7 أكتوبر في الأردن، مقهى أبو عبيدة شخصيًا اسمًا وصورة في الجزائر بالضبط في الجلفة."
من جهته، وليد زروق، كتب: "مقهى أبو عبيدة في الجزائر، مدينة الجلفة، ولعدم الالتباس واعتقاد تشابه بالأسماء وضعوا صورة الملثم. .".
ووجهت نوال فكرون رسالة للصهاينة قائلة: "مقهى أبو عبيدة في الجزائر، مدينة الجلفة، ولعدم الالتباس واعتقاد تشابه بالأسماء وضعوا صورة الملثم.". وأضافت نوال فكرون: "خلي الصهاينة يموتوا رعب وخوف".
زكريا فيلالي، تفاعل مع الحدث وأثنى على حسابه بفايسبوك على المبادرة: "تحية وتقدير أيضًا لسكان البرج، نزيدوهم وحدة؟، قبل أن يضيف مقهى أبو عبيدة 2، ولعدم الالتباس وتشابه الأسماء وضعوا صورة أبو عبية وتضيء كمان (أيضًا)، مدينة برج بوعريريج من الجزائر". وتابع قوله: "شاركوه حتى يصلهم، فيتوجعوا أكثر".
سخط إسرائيليين
ومقابل ذلك، أثارت "مقاهي أبو عبيدة" بالجزائر، سخط وغضب نشطاء إسرائيليين، على منصات التواصل، حيث تهجم بعضهم على الجزائر وشعبها والمقاومة في فلسطين، مستحسرين في الوقت نفسه من الإجراءات السلسلة والبسيطة في إنشائها.
وقال في السياق ذاته، المحلل السياسي والأكاديمي بإحدى جامعات الكيان، مئير مصري، على حسابه بمنصة "إكس" حول مقهى أبو عبيدة: "تعرّفوا على مقهى أبو عبيدة، في الجزائر، حصل على الترخيص بكل سلاسة، والاسم لقي ترحيبا شعبيًا".
وتابع قوله: "التأييد لحماس أصبح "عيني عينك".
وعلق "كينغ أوف أوروك" على منشور مئير مصري، ساخرًا من المقهى واسمه: "ليس مهمًا، المهم هو ما يحصل في أرض الواقع، ههه أبو عبيدة يفتتح مقهى باسمه وإسرائيل تتقدم في أرض الواقع".
ليس مهم
المهم هو ما يحصل في ارض الواقع هههه ابو عبيدة يفتتح مقهى بأسمه و اسرائيل تتقدم في ارض الواقع— King Of Uruk (@KingOf71391) January 29, 2024
ظهرت حسابات مزيفة تحمل أسماء عربية حاولت انتقاد الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي بسبب تداول لافتات مقاهي اسم أبو عبيدة
يشار هنا، إلى ظهور حسابات مزيفة تحمل أسماء عربية حاولت انتقاد الجزائريين على منصات التواصل الاجتماعي، وعبرت عن إنزعاجها من مقاهي تحمل اسم أبو عبيدة، والترحيب الشعبي الذي حظيت به وسط الجزائريين، وحاولت خلق نقاشات هامشية تهدف إلى تقويض هذه المبادارات والتقليل من أهميّتها.