05-نوفمبر-2023
أبو عبيدة

(تركيب: الترا جزائر)

كشفت معركة طوفان الأقصى انتصار المقاومة الفلسطينية في الحرب الإعلامية ضدّ الآلة الإعلامية الغربية والصهيونية، فعرفت كيف تضرب ومتى تضرب دعاية العدّو؟،.. هذا الانتصار وراءه "جيشٌ" بقيادة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزالدين القسّام الجناح العسكري لـ"حماس" أبو عبيدة المشهور بـ"الملثم".. هذه الشخصية خطفت حب وعشق الجزائريين وكسبت قلوبهم.

الجزائريون عبرّوا عن فخرهم بالقائد أبوعبيدة كما يفتخرون ويعتزون ولا زالوا بأبطال ثورتهم التحريرية ضدّ الاستعمار الفرنسي الغاشم

في 2003، كان الجزائريون يتسمرّون أمام شاشات التلفزيون لسماع ومعرفة أخبار بطولات العراقيين إبّان الغزو الأميركي لبلادهم، خاصة عندما تأتي على لسان محمد سعيد الصحّاف وزير الإعلام في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، فالرجل الذي أطلق على المارينز الأميركي وصف "العُلوج" كسب قلوبهم ومحبتهم طوال تلك الحرب غير العادلة.. لقوّة الكلمة والإقناع وفن الردّ.. الشجاعة وتحركاته الميدانية لنقل الحقيقة.

بانر

وبعد نحو 20 عامًا يخرج "مُلثّم" فلسطين الذي أسكت العالم، وأخرس الصهاينة، ليخبرهم أنّ الأمّهات العربيات لا ينجبن إلاّ أبطالًا، لا ينجبن إلاّ من يقض مضاجع العدو، رجال محنكون في الميدان وفي إدارة الحروب، إعلاميًا ونفسيًا، لأنّها جزء من اللعبة التي يتقنها العدو لإخفاء خسائره الفادحة.

أبو عبيدة أو المُلثّم، الذي يعود ظهوره الأوّل إلى 2006 عندما أعلن نبأ أسر كتائب القسّام للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أصبح أكثر الشخصيات المحبوبة في الجزائر، وصار اسمه يتكرّر ليل نهار في أوساط الجزائريين، وعجّت منصات التواصل الاجتماعي منذ السابع أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، إشادة وفخرًا به، وبات الجميع يترقب إطلالته على التلفزيون وينتظره بفارغ الصبر، يضبط عقارب ساعته حتى لا يفوّت خطابه الناري المشحون بالعزيمة والإصرار، ومعرفة خسائر الاحتلال الصهيوني.

بكوفيته الحمراء "يسرق" عيونهم، بكلامه ولغته الدقيقة يشدّ انتباههم، وبثقته العالية يبعث فيهم الطمأنينة وروح الثورة.. ليس الجزائريون فحسب، بل شعوب العالم قاطبة، فرض نفسه في الساحة كصوت لكتائب القسام وتحوّل إلى رمز يحبه العرب والمسلمون ويكرهه الصهاينة... هكذا جعل أبوعبيدة بوصلة العالم تتجه إليه.

بانر

الجزائريون عبرّوا عن فخرهم بالقائد أبوعبيدة، كما يفتخرون ويعتزون ولا زالوا بأبطال ثورتهم التحريرية وأبطال المقاومات الشعبية، ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، فهم يحبّون مثل هؤلاء القادة ويرفعون لهم القبعة تحية وشكرًا.

السيناريست فريد حمينة نشر على حسابه بفيسبوك عن أبو عبيدة قائلًا: "رجل لا تظهر منه سوى عيونه، لكن فيهما تبرز كل معاني التحدي والصمود، تستمع إلى صوته فتتجسد أمامك صورة للمنّعة والقوة."

الصحفية إيمان عويمر كتبت هي الأخرى: "سبحان الذي زيّنه بفصاحة لسان تهتز لها الأبدان وترتفع بها الهمم.. إنه الملثم."

ناشطة تدعى "الجزائرية" نشرت على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مقطع فيديو يبرز رسومات في شوارع بومرداس لأبطال جزائريين وعرب وأبو عبيدة واحد منهم وعلقت: "إذا أحبك الشعب الجزائري".

وفي مسيرات داعمة لنُصرة فلسطين، هتف الجزائريون باسم أبوعبيدة، وهذا ما يظهره الفيديو الذي نشرته قناة المعرفة على حسابها بمنصة "إكس"، والذي علقت عليه: "حناجر الشعب الجزائري تهتف باسم أبوعبيدة الناطق العسكري (الله أكبر.. أبو عبيدة)."

الناشط جمال الدين عبد الحفيظ كتب على جداره بفيسبوك: "تحيا الجزائر، وتحيا فلسطين، وتحيا أبو عبيدة وكل الأبطال في غزّة."

وعلقت صفحة "الجزائر أونلاين"، عن فخرها بالملثم وكتبت: "إذا كانت هذه هيبة وعِزة أبو عبيدة، ضدّ الكفار فكيف كان سيدنا عمر وعلي وخالد وحمزة والقعقاع وسائرهم !!وكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم."

صفحة الجزائر نشرت صور لأشخاص من مختلف أنحاء العالم ومن أماكن مختلفة وهم يتابعون خطاب أبو عبيدة وعلقت: " لله درّك يا أبو عبيدة الله يحفظك ويحميك، جيل كامل بيتحرر ."