10-ديسمبر-2020

هشام بوداوي، وسط ميدان المنتخب الوطني (الصورة: فيسبوك/الترا جزائر)

تصدّر وسم "بوداوي لا يمثل الجزائر" الترند في موقع تويتر، بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إعلان  نادي نيس الفرنسي سفره مع الفريق إلى الأراضي الفلسطينية المُحتلة، لمواجهة نادي هبوعيل بئر السّبع الصّهيوني، برسم المباراة الختامية من دوري المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي.

ناشطون طالبوا بشطب اسم بوداوي نهائيًا من قائمة المنتخب الوطني

وأثار وسط ميدان الخضر، هشام بوداوي، غضب جمهور واسع من الجزائريين، كونه سيكون أوّل رياضيّ يحمل جواز سفر جزائري يُبصم عليه بختم الاحتلال.

وعبّر هؤلاء عن امتعاضهم من تصرف بوداوي، كون التعامل مع الكيان الصهيوني، هو اعتراف به وعمليّة تطبيع مباشرة.

بالمقابل نجا يوسف عطال، من مأزق التطبيع رفقة الفرانكو جزائري، أمين غويري، كون يوسف عطال قد عاد لِتوّه إلى أجواء التدريبات، بعد إصابة تعرّض له مُؤخّرًا.

فيما تم إعفاء المهاجم أمين غويري، بِسبب الطابع الشكلي للمواجهة، حيث ودّع فريق الجنوب الفرنسي المسابقة قبل الآوان.

غضب شعبي

وتهاطلت المنشورات الغاضبة على تصرف، هشام بوداوي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ندّد معلّقون بسفر النجم الشاب للخُضر للأراضي الفلسطينية المُحتلة، معتبرين ذلك تصرفًا غير مسؤول تمامًا.

وعلّق الصحفي الرياضي، يوسف عزري،  قائلًا: "هشام بوداوي يخالف كل التوقعات ويتنقل مع فريقه نيس إلى الأراضي المحتلة، في خطوة لم تكن منتظرة من لاعب مولود في الجزائر ويحمل قميص المنتخب الوطني".

وتابع عزري "بوداوي يعرف مدى الحساسية الموجودة في هذه القضية، وأن الذهاب إلى هناك مرفوض مهما كان".

وأضاف: "اللاعب وضع نفسه في ورطة حقيقية في وقت كان يجب عليه عدم التنقل، وأن يجد حلا ينقذ به نفسه، خصوصا أن المباراة شكلية بعد إقصاء فريقه من دور المجموعات للدوري الأوروبي".

وتساءل أحمد حفصي "هل كان اللاعب الجزائري هشام بوداوي مجبرًا على التنقل مع فريقه نيس الفرنسي إلى الأراضي الفلسطينية المُحتلة لمواجهة فريق يمثل الكيان الصهيوني؟، هل في لوائح المنتخب الوطني أو الفاف مادة تمنع وجود ختم الاحتلال الإسرائيلي على جوازات سفر اللاعبين المحترفين؟".

ووصل البعض إلى حدّ طلب شطب اسم هشام بوداوي نهائيًا من قائمة المنتخب الوطني، وعدم استدعائه مرّة أخرى.

فيما ذهب أخرون للتفكير في حلّ نهائي للأمر كي لا يقع فيه لاعب أخر مجدّدًا، مقترحين "اشتراط اللاعبين الجزائرين بندًا في عقودهم يسمح لهم بالتغيّب عن مباريات نواديهم ضد فرق من الكيان الصهيوني".

ضحية

وفي أول ردّ فعل من عائلة اللاعب، قال شقيقه كمال أنّ "هشام حاول جاهدًا لكي لا يتواجد ضمن بعثة نادي نيس، لكن كل مخططاته سقطت في الماء".

وأكّد متحسرًا: "هشام صغير ، إنّه يعيش كابوسًا حقيقيًا ولم يجد حل آخر سوى التنقل لأنه مرتبط بعقد مع ناديه".

من جهته اعتبر الإعلامي الرياضي، محمد بوروبي، تركيز نادي نيس على صورة هشام بوداوي في منشور سفرية النادي نحو الأراضي المحتلة "تصرفًا غير بريء"

ومن ذات الزاوية، اعتبر المدوّن صلاح الدين مقري، أن بوداوي ضحية فيما حدث، وأنّه واجه الموقف وحيدًا بلا أي دعم.

وأضاف: "كان يفترض أن تتصل به الاتحادية أو جهة عليا أخرى لتشجيعه وطمأنته على أنهم يهتمون بمستقبله وأنهم مستعدون لدعمه، حين يتخذ موقفًا أخلاقيًا مبدئيًا يمثّل به الدولة التي يحمل جنسيتها".

سوابق

وفي خضم موجه الغضب، وبعض المنشورات المتضامنة، ذكّر البعض بسفريات سابقة للاعبين دوليين إلى الأراضي المحتلة لمواجهة نواد صهيونيّة، حيث سبق للاعبين جزائريين آخرين السفر إلى الأراضي المحتلة، على غرار رشيد غزال وإسحاق بلفوضيل وسفير تايدر، لكن عندما كانوا في صفوف المنتخب الفرنسي للشباب، أي بجواز سفر فرنسي.

 فيما رفض ياسين براهيمي سابقًا السفر إلى هناك عندما كان لاعبًا مع نادي بورتو، فيما واجه نادي حيفا في مباراة على الأراضي البرتغالية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

هشام بوداوي يروي قصّته.. من صحراء الساورة إلى ساحل نيس الفرنسية

صحافي يعتدي لفظيًا على لاعب "الخضر" هشام بوداوي