20-يناير-2021

المؤرّخ الفرنسي بنجامين ستورا (تصوير: رافييل جيلارد/Getty)

سلّم المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، الأربعاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تقريره المنتظر حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962)، الذي يحوي مقترحات ترمي لإخراج العلاقة بين فرنسا والجزائر من الشلل الذي تسببه قضايا الذاكرة العالقة.

اقترح بينجامين ستورا إيجاد أرضية للتفاوض مع الجزائر حول تنقل الحركى وعائلاتهم بين البلدين

وقال ستورا في تصريحات لوكالة فرانس برس إنّه "يريد تعزيز الرغبة في خلق جسور وتداول وتفكيك الذاكرة بين البلدين".

وأضاف أن "هذا العمل ليس إيديولوجيا فحسب، وليست مجرد خطابات نلقيها، وكلمات مختارة نقولها، ولكنها أفعال، أي فتح الأرشيف، وتحديد الأماكن، والبحث عن المفقودين، وإحداث مقابر".

وتابع حديثه: "هذه أشياء بسيطة للغاية وعملية للغاية وواضحة للغاية، لكنها كلّها مسائل خلافية وثقيلة للغاية بين فرنسا والجزائر".

عودة الحركى؟

ومن المقترحات التي تضمّنها تقرير ستورا تواصل الاحتفالات التذكارية، مثل يوم 19 آذار/مارس 1962، الذي طلبته عدة جمعيات للمحاربين القدامى حول اتفاقيات إيفيان، فيما تمّ اقتراح يوم 25 أيلول/سبتمبر يوما تكريم الحركى، و17 تشرين الأول/أكتوبر كذكرى لقمع العمال الجزائريين في فرنسا.

 كما اقترح بينجامين ستورا إيجاد أرضية للتفاوض مع الجزائر حول تنقل الحركى وعائلاتهم بين البلدين، وتنصيب لجنة من المؤرخين للتحقيق حول عمليات اغتيال لفرنسيين بعد الاستقلال.

علاوة على ذلك، سيكون مطلوبًا من الجزائر وفقا للمقترحات الفرنسية القيام بعمليات  ترميم على مقابر الأوروبيين واليهود بالجزائر.

وفي مجال جمع الشهادة الحيّة حول الفترة الاستعمارية اقترح المؤرخ الفرنسي تنظيم عملية جمع أقوال الشهود الذين تضرروا بشدة من هذه الحرب لإثبات المزيد من الحقائق وتحقيق مصالحة الذكريات.

مؤشرات حسن نيّة

من جانب آخر، وردت ضمن المقترحات الـ22 مبادرة صنع تمثال للأمير عبد القادر، الذي قاتل ضد الغزو للجزائر في منتصف القرن التاسع عشر، في منطقة أمبواز حيث عاش في المنفى بين عامي 1848 و 1852، حيث يمكن وضع النصب التذكاري بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر في عام 2022.

وفي السياق ذاته، ستعترف فرنسا بمسؤوليتها في اغتيال المحامي علي بومنجل، الذي قُتل خلال معركة الجزائر في عام 1957، وهي مبادرة ستتبع إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن موريس أودين في سبتمبر 2018 حيث اعترفت فرنسا للمرّة الأولى بمسؤوليتها في اغتيال المناضل أودان.

واقترح ستورا على اللجنة المشتركة بين البلدين العمل على إصدار "دليل المفقودين" من الجزائريين والأوروبيين، وستقوم بهذه المهمة "مجموعة العمل" التي تم تشكيلها عقب إعلان الصداقة الموقع خلال زيارة الرئيس السابق، فرانسوا هولاند للجزائر عام 2012، حيث يتعين تم على المجموعة مواصلة عملها للسماح بتحديد موقع قبور الجزائريين والفرنسيين المختفين من حرب الاستقلال.

أمّا بخصوص التجارب النووية التي شهدتها الصحراء الجزائرية فسيتم مواصلة العمل المشترك الخاص بمواقع التجارب النووية الفرنسية في الجزائر بين عامي 1960 و1966 ونتائجها وزرع الألغام على الحدود.

وإضافة لما سبق، اقترح ستورا في التقرير المرفوع إلى ماكرون إنشاء لجنة مؤرخين فرنسية جزائرية مسؤولة عن تاريخ مدفع "بابا مرزوق" والذي يلقّب بالمدفع الأسير.

الأرشيف

وحملت المقترحات الفرنسية أيضا مواصلة نشاط اللجنة المشتركة للخبراء العلميين الجزائريين والفرنسيين المكلفة بدراسة الرفات البشرية لمقاتلين جزائريين من القرن التاسع عشر محفوظة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.

وضمن خطط العمل المشترك يقترح المؤرخ الفرنسي الشهير، جرد المحفوظات والأرشيف الذي أخذته فرنسا أو تركته في الجزائر وستستعيد الجزائر بعض المحفوظات الأصلية.

كما ستمنح فرنسا كل عام تأشيرات لعشرة باحثين مسجلين في أطروحة عن تاريخ الجزائر والحقبة الاستعمارية، فيما سيستفيد الطلاب الفرنسيون من تأشيرة دخول متعددة ومن سهولة الوصول إلى الأرشيف الجزائري لنفس الفترة.

وفي الصدد عينه، سيتم إنشاء مجموعة "فرنسية جزائرية" ضمن دار نشر كبيرة، لوضع أسس مشتركة للذاكرة.

كما سيكون هناك مشروع إنشاء صندوق لترجمة الأعمال الأدبية والتاريخية من الفرنسية إلى العربية ومن العربية إلى الفرنسية، قد يدعم هذا الصندوق أيضًا كتابات باللغة البربرية.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

فرنسا لن تعتذر للجزائر

الجزائر قد تلجأ للتحكيم الدولي ضد فرنسا لاستعادة أرشيفها