اتفقت إيطاليا وألمانيا والنمسا مع الجزائر على إنشاء خط أنابيب للغاز أكبر من الخط القائم مع إسبانيا وفرنسا، بامتداد يصل إلى أكثر من 3000 كيلومتر سينقل ضعف أطنان الهيدروجين الموجودة في الخط المغاربي "ميدغاز".
الخط سيكون على امتداد أكثر من 3000 كلم وسينقل أضعاف ما يمر عبر خط "ميدغاز"
ووفقًا لما أورده الموقع الإسباني "ذي أوبجكتيف" فإنّه "قبل عدة أيام، وقّع وزراء الطاقة في إيطاليا والنمسا وألمانيا رسالة مشتركة تؤكد الدعم السياسي لتطوير خط الأنابيب المعروف بـ"الممر الجنوبي" (SoutH2Corridor)، وهو أنبوب يمتد على مسافة 3300 كيلومتر ومخصص لنقل الهيدروجين ومن المتوقع أن يكون الشبكة الرئيسية لنقل الهيدروجين في أوروبا."
وتابع: "تم إعداد هذا المشروع لعدة أشهر في ظل خطة برّاقة تحظى بتأييد المفوضية الأوروبية، لكنها ستكون ضمن مسافة 2597 كيلومترًا."
كما نشرت، بحسب المصدر، شركات شبكات نقل (GRT) في هذه البلدان، وهي شركة Snam الإيطالية، وشركتي TAG وGCA النمساويتين، وشركة Bayernets الألمانية، بيانات تؤكد التوافق السياسي لتطوير خط الأنابيب الذي سيربط شمال أفريقيا بإيطاليا والنمسا وألمانيا لنقل الهيدروجين.
وعن موعد جاهزية الخط الطاقوي، فكشف الموقع الإسباني بأنّه "من المتوقع أن يكون جاهزًا قبل عام 2030. على أن تكون طاقته أربعة ملايين طن سنويًا من الهيدروجين، أي ما يعادل 133.2 تيراواط ساعة سنويًا. وهو الضعف مما سيرسله ميدغاز والذي يقدر بحوالي مليوني طن."
ويثق المروجون للخطة في "الأهمية المشتركة" للحصول على تمويل من الجزائر، لهذا تم توقيع مذكرة تفاهم بينها وألمانيا في نهاية عام 2022 لبناء أول محطة للهيدروجين في البلد الشمال أفريقي بطاقة إنتاج تصل إلى 50 ميغاواط من الطاقة، يردف "ذي أوبجكتيف".
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس عبد المجيد تبون، في كلمة أدلى بها في افتتاح منتدى رجال الأعمال الجزائريين والبرتغاليين بمدينة لشبونة، عن الشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر إقامة شراكة مع دول الاتحاد الأوروبي لتسويق المنتج.
وقال تبون إن "الجزائر انطلقت في إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن برنامج تطوير قطاع الطاقات البديلة". وأضاف: "سنقوم بعرض المنتج على الدول الأوروبية في إطار شراكة اقتصادية مستقبلية."
ولم يفصّل تبون في معطيات المشروع الطاقوي والجهة التي بدأت الإنتاج سواء كانت شركة سوناطراك أو بشراكة مع مجمعات نفطية دولية.
وكان مدير الدراسات والاستشراف بوزارة الطاقة، ميلود مجلد، تحدث في شباط/فيفري الماضي، أن الجزائر رصدت ميزانية تتراوح بين 20 و25 مليار دولار لاستغلال الهيدروجين الأخضر.
ولفت إلى أن "الجزائر تسعى لإنتاج 1 مليون طن من الهيدروجين الأخضر آفاق سنة 2040، والدخول في السوق العالمية وتصدير هذه المادة الطاقوية الهامة."
وأضاف مجلد أن "الجزائر تعتبر سوقًا واعدًا أمام أوروبا في مجال الهيدروجين"، مؤكدا أن "الجزائر ستكون من بين الدول المصدرة لهذه المادة للدول الأوروبية."
وخط "الممر الجنوبي"، أُعلن عنه في كانون الثاني/جانفي المنقضي، خلال زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، إلى الجزائر، وسيكون ناقلًا لأربع مواد طاقوي هي، الغاز والهيدروجين والأمونياك والكهرباء إلى إيطاليا (سردينيا)، ومنه نحو أوروبا كلها.