09-فبراير-2023
ألجيريان كوفي ستور

مقهى "ألجيريان كوفي ستور" بلندن (الصورة: Getty)

متجر يكتنز في كل زاوية حكاية، ومع كل فنجان قهوة تتحرك آلة الزمن نحو الأمام لتضيف قصة جديدة للمكان، طاولات ورفوف خشبية، وأكياس ورقية حمراء تعبأ بالبُن، الذي يتم تحمِيصه مرتين في الأسبوع، لتُغادر المتجر متجهة نحو منازل من طلبها ليعيش معها لحظة أنس تنسيه تعب اليوم.

المتجر أنشأه رجلٌ جزائري يدعى حسان عام 1887 ويقدّم حاليًا 80 نوعًا من حبوب البُن

"ألجيريان كوفي ستور"، هو متجرٌ يختص ببيع القهوة والشاي يقع في شارع أولد كومبتون، بمنطقة سوهو العريقة وسط لندن، تديره شقيقتان، تحرصان على الحفاظ على أدقّ تفاصيله، وخاصة اسمه الأول، بعد أن اشترت عائلتهما المتجر من مالكه البلجيكي، الذي اشتراه بدوره من "صاحب القصة وأصل الحكاية"، رجل جزائري يُدعى "حسان" أنشأ هذا المحل في الخامس من نيسان/أفريل من عام 1887 لبيع القهوة المحمّصة وتقديم الشاي.

ألجيريان كوفي ستور

كل ثلاثاء وخميس يقوم المتجر العريق بتوصيل طلبيات الزبائن، حيث يقوم بتحميص القهوة مرتين في الأسبوع بنفس الطريقة التقليدية، فحفاظ العائلة على هذا الإرث كان راجعًا لحب الناس للبن الذي يتم تحميصه هنا، ما تغيّر فقط أن الطلب بات عن طريق الموقع الإلكتروني للمتجر، الذي تديره شقيقتان من عائلة كروسيتا الإيطالية التي ورثته عن صهرها الإنجليزي.

ألجيريان كوفي ستور

يقدّم المتجر أكثر من 80 نوعًا من حبوب البن، و120 نوعًا من الشاي، يتم انتقاؤها من عدة دول حول العالم، يسعد المديرون الحاليون لهذا المتجر بسرد كل تفاصيل تاريخ المقهى الخاص بهم على أحد الجدران الداخلية لهذا المحل يمكنك أن ترى صورة تخلد بدايات هذا المحل بحضور مؤسسه حسان المهاجر الجزائري الذي وهب لندن ثاني أعرق محل قهوة بها.

لا يُعرف لـ "المستر حسان" تاريخ قدومه للأراضي البريطانية، لم يبقى من تاريخه سوى بعض الصور له ولعائلته داخل المحل، خاصة أنه تنازل عن ملكيته، لشخص بلجيكي أعاد بيعه عام 1946 ثم ورثته العائلة الإيطالية في السبعينات، لكن رغم تغيّر مالك المتجر إلا أن الاسم والتخصص لم يتغيّر، ولم تتغيّر معه طوابير الزبائن أمام بابه من أجل أخذ فنجان قهوة صباحي في برد لندن، أو لأخذ حصة من البن المحمّص والمسحوق في المتجر والذي يبقى إرثا خالصا يفتخر به المتجر اللندني.

ألجيريان كوفي ستور

اكتسب المتجر سمعة طيبة بين "خبراء الكافيين" الذين يملؤون بانتظام المساحة الصغيرة للمتجر الذي تسكن رائحة البن جميع زواياه، تقول عائلة كروسيتا في حديث لشبكة "سي إن إن" إنه: "يمكنك غالبًا معرفة ما إذا كان شخص ما جديدًا في المتجر، لأنهم يأتون إليه، ينظرون حولهم فقط ويقولون أحيانًا رائع إنهم مذهولون بعض الشيء".

ألجيريان كوفي ستور

وعن حفاظها على نفس الاسم والديكور الداخلي، أوضحت العائلة الإيطالية أنها "لا تريد أن تجعل من المكان يلمع بديكورات حديثة، حتى الناس يريدونه أن يظلّ كذلك (..) من المهم الحفاظ على لندن القديمة وبعض التاريخ على قيد الحياة، لأنه إذا كان كل شيء جديدًا وحديثًا فتصبح كل الأشياء متشابهة".

ألجيريان كوفي ستور

وكشفت العائلة أنها "ترسل القهوة إلى جميع أنحاء العالم، إنه ليس شيئًا جديدًا في تاريخ هذا المتجر"، لتتساءل: "في السوق الواسع والمتنوع، لماذا لا يزال العملاء يتجهون إلى متجر عتيق يبلغ من العمر 136 عامًا؟ لا بد أن هناك سرّا ما".