أحمد التيجاني وأوريلي بيكار.. عن قصة الحب التي تحرُس الصحراء
24 أبريل 2023
على بُعد أزيد من 400 كيلومتر جنوب الجزائر العاصمة، تقع مدينة عين ماضي التابعة إداريًا لولاية الأغواط، في تلك المدينة التي تلوّنت بيوتها العتيقة بلون الطوب، يقع مقرُ الزاوية التيجانية، أكبر طريقة صوفية نشأت في الجزائر وانطلقت منها نحو العالم.
وقع الخليفة الرابع للطريقة التيجانية في حب ّالفتاة الفرنسية في سجن بوردو بفرنسا وتزوجها وعاش معها بعين ماضي التي تحتضن قبرهما
في تلك الزاوية نشأت قصة حبٍّ من نوع خاص، حين وقع أحمد التيجاني أحد شيوخ الطريقة في حبّ فتاة فرنسية، قصّة بدأت في سجنٍ في بوردو، بفرنسا، وانتهت في قبر يحتضنه تُراب عين ماضي كشاهدٍ على هذه التفاصيل.
حبٌّ وراء القضبان
في عام 1869 ألقت السلطات الاستعمارية الفرنسية القبض على سي أحمد التيجاني وشقيقه محمد البشير بتهمة المشاركة في ثورة "أولاد سيدي الشيخ" الشعبية (1864 - 1867م)، وتم إرسالهما لسجن عسكري في مدينة بوردو بفرنسا، هناك تعرّف الشقيقان على "بيكار" الذي سبق له وأن اشتغل في جهاز الدرك الفرنسي بالجزائر، وكان لـ "السيد بيكار" ابنة تُسمّى "أوريلي".

كانت البنتُ تأتي عند والدها في عمله، وهناك التقت سي أحمد عمار التيجاني، وكانا يتبادلان أطراف الحديث في بعض الأحيان، كون أحمد عمار التيجاني وشقيقه كانا يستطيعان الخروج لساحة الثكنة والتجوّل بشكل عادي نظرًا لأنهما كانا حينها يحملان رتبة أمير، حسبما ورد في أرجح الروايات حول هذه القصة.
بعد نهاية محكومية الخليفة الرابع للطريقة التيجانية وشقيقه، أفرجت السلطات الفرنسية عنهما، ليقرر عمار التقدم لوالد أوريلي وطلب يدها.

انتشر خبر تقدّم أحمد عمّار التيجاني لخطبة الفتاة الفرنسية، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض لكن "العاشقين" كانا عاقدين على المضي قدُمًا، فسافرا إلى الجزائر وعقد قرانهما سنة 1871 في مدينة عين ماضي، بالأغواط.
وافق والد أوريلي على زواج ابنته بثلاثة شروط: أن يتم الزواج وفقًا للقانون المدني، أن يكون بإمكان أوريلي أن تظل مسيحية (فيما يقول عقد الزواج أنها أسلمت) وأن يُطلّق سي أحمد التيجاني زوجاته الثلاث الأخريات، ومع ذلك، واجه هذا الزواج في البداية معارضة رسمية، سواء من الإدارة الفرنسية أو من قاضي الجزائر.

عاشت "أميرة الرمال" كما أصبحت أوريلي بيكار تُسمى بعد زواجها، في مدينة عين ماضي، حيث تعلّق بها الناس كثيرًا، فيما ساهمت بدورها بتعليم الأطفال وتقديم المساعدة الصحية للنساء اللواتي أطلقن عليها اسم "لالا يمينة"، وقامت سنة 1882 بتشييد مدرسة ومستوصف.
للقصة بقيّة..
كانت أوريلي تعيش رفقة زوجها بقصر "كوردان" بالأغواط، الذي شيده أحمد عمار التيجاني الخليفة الرابع للطريقة التيجانية ليكون مسكنًا لزوجته التي تعلّقت كثيرًا بالمكان واختارت أن تُدفن فيه.

بعد 26 سنةً من زواج عمّار وأوريلي، توفيّ عمار أحمد التيجاني، وخلفه على رأس الطريقة التيجانية أخوه سي محمد البشير التيجاني، الذي عرض الزواج على أوريلي فقبلت بذلك لتعلّقها بالمدينة والقصر والعائلة التيجانية، وما جعلها تحمل اسم "زوجة السيّدين".
وبعد تسع سنوات توفي هو الآخر، وعادت "أميرة الرمال" إلى فرنسا، لكن الحنين إلى عين ماضي أعادها مرّة أخرى إلى قصر "كوردان" لتُواصل حياتها هناك، حيثُ توفيت عام 1933 وأوصت بأن تُدفن إلى جانب زوجها الأول سي أحمد عمّار التيجاني، ولا زال القبران لحد اليوم قبلة للزوار من مريدي الطريقة والراغبين في السفر في قصة حبّ جميلة عاشت في زمن الحرب.
الكلمات المفتاحية

مراد حرز الله لـ"الترا جزائر": توثيق الحياة البرية بالكاميرا يكشف أسرار تغيّر المناخ
في خضمّ أزمة تغيّر المناخ المتصاعدة والاهتمام المتزايد بالبيئة، لا يقتصر دور بعض المصورين على التقاط صور عابرة للحظات طبيعية، بل يتعداه إلى عمل توثيقي رصين لجمال الحياة البرية في الجزائر. فتصوير ورصد مراد حرز الله الميداني الدقيق لعشرات أنواع الثدييات وأكثر من 350 نوعًا من الطيور، يقدم معلومات قيمة تعكس صحة النظم البيئية.

بحيرة طونغة الجزائرية.. اختارها الشاذلي للصيد وحوّلها التايلاندي لأيقونة بيئية
لم يكن أشدّ المتفائلين يتوقّع، قبل عام 2004، أن تتحوّل بحيرة طونغة (أو طنقة)، الواقعة ببلدية السوارخ، أم الطبول، في دائرة القالة بولاية الطارف، أقصى شرق الجزائر، إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة البيئية في البلاد. هذه الرقعة الساحرة المنسيّة، التي تتّفق الروايات على أن اسمها مشتقّ من قبيلة أفريقية استوطنت المكان قبل أن تُباع في أسواق العبيد بأوروبا خلال القرون الغابرة، أصبحت اليوم تستقطب مئات…

جولة في الحي العتيق بالجزائر العاصمة.. مدينة القصبة التي تُبعث من أنقاضها
كلما حلّ الصيف، تتحول المدينة العتيقة بعاصمة الجزائر "حي القصبة" إلى محجّ للسياح من داخل الوطن وخارجه، أفواج من السياح على رأسهم عائلات جزائرية مغتربة تأتي بأبنائها وأحفادها لزيارة هذه المدينة المصنّفة لدى منظمة اليونيسكو تراثا إنسانيا، بعضهم يدخلها لأول مرة، وبعضهم أعاده الحنين بعد عمر من مغادرتها.

بيئة مُهدّدة.. الوجه الآخر للشواطئ المعزولة في الجزائر
تعدّ الشواطئ المعزولة التي يصل عددها إلى نحو 400 شاطئ على طول 1600 كيلومتر في الجزائر، ملاذًا مميزًا لمحبي الاستجمام والهدوء، خاصة بعد جائحة كورونا. لكن هذا الاهتمام المتزايد، مدفوعًا بوسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، أدى إلى اكتظاظ هذه الشواطئ وتعرضها للتلوث والنفايات، ما حولها من جنة طبيعية إلى مواقع بيئية مهددة.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

إجماع سياسي على إدانة العدوان الإسرائيلي على سوريا.. وتحذير من توسيع دائرة الصراع
أدانت مختلف الأحزاب السياسية في الجزائر العدوان الإسرائيلي على سوريا، معتبرة أنه انتهاك لسيادة دولة عربية ومسّ بأمنها واستقرارها، في وقت عبّرت فيه الجزائر رسميًا عن رفضها لهذا التصعيد ودعت إلى تحرك أممي لوقف الاعتداءات.

وفاة الصحفي علي ذراع بعد صراع مع المرض
توفي مساء أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الإعلامي علي ذراع عن عمر ناهز 78 سنة بعد صراع مع المرض، حسب ما أفاد به أقاربه.

طقس الجزائر: حرّ شديد ورعد وضباب
توقعت مصالح الأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء 16 تموز/جويلية 2025، تسجيل موجة حر وتساقط أمطار رعدية معتبرة محليا على عدة ولايات من الوطن.