14-أبريل-2024
الخبير العسكري

أكرم خريف (صورة: فيسبوك)

يرى الخبير العسكري أكرم خريف، أن الردّ العسكري الإيراني على "إسرائيل"، حقّق في المجمل ما كانت تريده طهران من وراء هذه العملية، وهو استعراض قدرتها على المواجهة والتحذير من أي استهداف يطالها مستقبلا.

خريف: إيران أرادت بالتحديد ضرب القواعد الإسرائيلية التي انطلقت منها الهجمة على القنصلية الإيرانية في دمشق، متفادية أي أهداف أخرى

وأوضح خريف في تصريح خاص لـ"الترا جزائر"، أن مجرد الإعلان بأن الحرس الثوري هو من قام بالضربة، كان يعني أننا أن لم نكن ذاهبين لحرب شاملة، لأنه لو كان الأمر كذلك، لكان الجيش الإيراني وباقي أجهزة الدولة الإيرانية في مقدمة المواجهة.

وذكر أن الخيارات المعلن عنها من قبل إيران، كانت تدل على أن الرد محدود وأن أهدافه كانت متعلقة فقط بالرد على الاستهداف الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق.

وكانت دفعات المسيرات الإيرانية قد انطلقت ليل أمس نحو الأهداف الإسرائيلية، وشوهدت وهي تجوب الأجواء العراقية قبل أن تعلن رسميا طهران بدء الهجوم.

وأبرز مدير موقع "مينا ديفونس" أن إيران أرادت بالتحديد ضرب القواعد الإسرائيلية التي انطلقت منها الهجمة على القنصلية الإيرانية في دمشق، متفادية أي أهداف مدنية أو عسكرية أخرى، للتأكيد على أن "الأمر يتعلق برد على عدوان استهدفها وليس الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل".

لذلك، من الناحية البسيكولوجية، قال خريف إن "الرد كان ناجحا لأن قواعد "رامون ونيفاتيم" في إسرائيل تم ضربها من طرف المسيرات الإيرانية، وأثبتت طهران بالتالي، حسبه، أن لديها القدرة على تخطي المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

وفي هذه النقطة، أشار الخبير إلى أن الرد الإيراني تطلب دفع ثمن باهظ جدا من الناحية المادية، لأن طهران اعتمدت استراتيجية إلهاء منظومة الدفاع الإسرائيلية بمئات الطائرات المسيرة وصواريخ الكروز، قبل الضرب بالصواريخ الباليستية التي لديها مفعول تدميري على القواعد المستهدفة.

  • مسيرات "شاهد"

ومن الناحية التكتيكية للهجوم، يقول الخبير إنه من الصعب، تحديد بدقة نوعية الطائرات والصواريخ المستعملة، بسبب عدم وجود معطيات دقيقة عن ذلك لحد الآن، إلا أن ذلك لا يمنع من التحليل انطلاقا من بعض البيانات، كنوعية الصوت وبعض الصور البعيدة ومسار الصواريخ.

وبناء على ذلك، نستطيع القول، وفق خريف، أن الإيرانيين استعملوا دفعة من مسيرات انتحارية من نوع شاهد 136 وشاهد 238 ، وفي موجة ثانية استعملوا صواريخ كروز من عائلة سومر التي تحوي 4 أنواع من القديم للجديد.

كما استعملوا لضرب القواعد العسكرية، صواريخ باليستية من نوع "خيبر شيخان" أو ربما "حاج قاسم"، والتي لم تستطع الدفاعات الإسرائيلية ترصدها أو اعتراضها، حسبه.

ويصل المتحدث في تحليله إلى أن ما فعلته إيران على هذا الصعيد، يعد "انتصارا نوعا ما"، لأنها حققت الهدف المسطر أولا بالانتقام من استهداف قنصليتها ولأنها أبرزت قدرتها على التحكم في التكنولوجيا التي تسمح لها بالرد.

  • أهداف سياسية

ولا تخلو العملية الإيرانية، وفق خريف، من أهداف سياسية، إذ أن إيران برهنت مرة أخرى للشارع العربي أنه بغض النظر عن الصراع المذهبي الموجود بين السنة والشيعة، فهي الوحيدة القادرة على ضرب إسرائيل حاليا.

وأضاف في السياق: "تكمن الرسالة الإيرانية، في أنه بعض الدول العربية التي لم تحرك ساكنا لنصرة فلسطين، ها هي تهرول لنشر قواتها لمساعدة إسرائيل، وهذا سيكون له اثر سيكولوجي كبير على الشارع العربي".

وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، قد أعلن عن انتهاء العملية العسكرية صباح اليوم، مبرزا أن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا.وحذر "إسرائيل" من أنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان، فإنّ إيران سترد عليه بهجوم مضاد.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، فذكر أن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ ومسيرة على إسرائيل، لافتا إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية نجحت بالتصدي لـ99 % منها.