05-مايو-2019

رمضان المقبل هو الأول للجزائريين بدون بوتفليقة منذ 20 عامًا (أ.ف.ب)

قبل شهرين، لم يكن الشارع الجزائري يصدّق أن الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة سيستقيل من منصبه، خاصةً بعد التحضيرات لانتخابات محسومة له، وتحضير الجزائريين للعهدة الخامسة.

يأتي رمضان 2019 على الجزائريين ليكون أول رمضان يعيشونه بدون "فخامة الرئيس" عبدالعزيز بوتفليقة منذ 20 عامًا

يتذكر الشيخ السبعيني، بلقاسم منصوري، اليوم الذي جاء فيه بوتفليقة تحت شعارات المصالحة وحقن الدماء، قبل أن يحول الجزائر خلال 20 سنة من حكمه إلى "قطعة من الإرث العائلي، استفادت منها عائلته ورجال الأعمال الذي يدورون في فلكه"، كما يصف منصوري الأمر

اقرأ/ي أيضًا: عبد العزيز بوتفليقة.. ختام "قسري" لسيرة رمادية

رجل المناسبات

أخذت صورة بوتفليقة متناقضة في أذهان الجزائريين، بين الاعتراف بما قدمه من حقن للدماء بعد عشرية سوداء، وبين الإقرار بأنه كان "رجل مناسبات فقط"، كما يقول بلقاسم منصوري.

يصف منصوري بوتفليقة بـ"اللاعب الماهر على وتر اللغة والخطابة التي تمس العاطفة". وكان بوتفليقة يكثف من حضوره "العاطفي"، بتعبير منصوري، في المناسبات الدينية كشهر رمضان والأعياد.

بوتفليقة
كان رمضان فرصة بوتفليقة لـ"شراء السلم الاجتماعي"

وها هو أول رمضان بدون "فخامة الرئيس بوتفليقة" يهل على الجزائر، وبدون إعلانات ومقدمات رسمية تبدأ بـ"تنفيذًا لمشاريع الرئيس"، ودون تمرير مشاريع تحت عنوان "توصيات الرئيس". أخذ "فخامة الشعب" كل الزخم بحراكه.

شراء السلم الاجتماعي

ولطالما كان شهر رمضان فرصة أمام الوزراء والمسؤولين لتمرير ولائهم للرئاسة بتخصيص جزء من خرجاتهم الميدانية وأنشطتهم الاجتماعية لردها إلى بوتفليقة، خاصة في السنوات الأخيرة، التي غيبه فيها المرض.

كانوا يريدون تذكيرنا بأنه موجود رغم الوعكة التي ألمت به منذ 2012"، يقول أستاذ الرياضيات نور الدين مداني، مذكرًا يغيبة بوتفليقة على مدار سنوات، واستبدال حضوره الذاتي بصوره، وبنيابة الوزراء والمسؤولين عنه في الميادين والمحافل.

ويذكر مداني كيف أن أفضل الفرص للزج باسم بوتفليقة، تمثلت في تخصيص المساعدات والمعونات للمواطنين المعوزين، أو في خلال تجهيزات أسواق الرحمة مخفضة الأسعار، وذلك من باب ما أسماه "شراء السلم الاجتماعي".

رمضان حافلٌ بالأحداث

سيكون شهر رمضان لعام 2019 بدون بوتفليقة، لكن في مقابل ذلك سيكون حافلًا بالأحداث السياسية والاجتماعية، كما يتوقع أستاذ الاقتصاد عبدالفتاح مزهود، الذي قال لـ"الترا جزائر" إن "الجزائريين يتحسسون تبعات فساد السنوات من خلال أسعار المواد الغذائية والمواد ذات الاستهلاك الواسع". 

هذا بالإضافة إلى المخاوف من توقيف مختلف المشاريع السكنية التي باشرتها الحكومة في عهد بوتفليقة، علاوة على القرارات الكبرى التي سيكون أثرها بالغ على مستوى المعيشة وعلى جيب الجزائريين.

الحراك الشعبي
رمضان 2019 أول رمضان منذ 20 عامًا يستبدل فيه "فخامة الرئيس" بـ"فخامة الشعب"

وأضاف مزهود أن الجزائريون "عاشوا وهمًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة اسمه بوتفليقة"، موضحًا: "بقراراته لإسكات أفواه الآلاف من الغاضبين، بسبب التوزيع غير العادل للسكن والتعاطي السلبي مع مطالب رفع الأجور، وتوفير الشغل في الجنوب خاصة، موازاة مع تسويق سياسي لمواقفه وقراراته في غيابه عن الفعل الميداني".

 يُعتقد أن رمضان 2019 سيكون أكثر صخبًا بمخلفات سياسية واقتصادية وملفات فساد ورثتها البلاد من عهد بوتفليقة

لجملة ذلك، يعتقد أستاذ الاقتصاد عبدالفتاح مزهود، أن رمضان الذي يفصلنا عنه ساعات، سيكون "أكثر صخبًا هذه السنة بمخلفات سياسية واقتصادية وملفات فساد، ورثناها عن عهدات أربعة سابقة لبوتفليقة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحكومة تستبدل قفة رمضان بمنحة مالية بشروط تعسفية

محلّات الرئيس.. وصفة بوتفليقية لإهدار 35 مليار دينار