03-سبتمبر-2023

أوشيش الأمين الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية (الصورة: البلاد)

فريق التحرير - الترا جزائر

أكد يوسف أوشيش الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية أن عدم دخول الجزائر لمجموعة بريكس خلال القمة الأخيرة في جوهانسبرغ لا ينزع الشرعية عن مسار الانضمام.

أوشيش: يتوجب على سلطات البلاد اليوم أن تستخلص العبر

وأوضح أوشيش في ندوة صحفية له اليوم أن الرفض الذي يطال النظام العالمي الحالي المفروض بصفة أحادية من القوى الغربية التي تستند على هيئات دولية مصممة فقط لخدمة مصالحها الخاصة، يفتح آفاقا جديدة للأمم والشعوب المهمشة.

وأبرز أن الصعود القوي للدول الناشئة لا سيما تلك المتكتلة في مجموعة"بريكس" أحدث خرقا في النظام الأحادي القطب فاتحًا الطريق أمام إصلاح المؤسسات الدولية لإرساء نظام دولي جديد يكون أكثر إنصافا، أكثر ديمقراطية وأكثر عدالة.

واعتبر أوشيش أن القرار المتخذ من طرف سلطات البلاد بالانضمام لهذا التكتل المتشكل من الدول الصاعدة يتطابق مع التوجهات التاريخية والاستراتيجية للبلاد.

وأشار إلى أن الجزائر دولة رائدة في فضاء عدم الانحياز وهي بذلك تمتلك فعلا كامل الشرعية لتأخذ كل نصيبها وتضطلع بكامل دورها في مسار إقامة هذا النظام الدولي الجديد المتعدد الأقطاب.   

وفي تعليقه على استبعاد الجزائر من قائمة المنضمين للمنظمة، قال المسؤول الأول في الحزب: "إذ لم تمنح قمة "بريكس" الأخيرة المنعقدة بجوهانزبورغ نتيجة مُرضية تبعًا لطلب الانضمام الذي تقدمت به بلادنا، فإن هذا لا ينزع بأي شكل من الأشكال الشرعية عن هذا المسار أو ينقص منه".  

وأضاف: "فمن دون تهويل و دون تقليل، يتوجب على سلطات البلاد اليوم أن تستخلص العبر، تعيد النظر، تتخلص من كل تعامل ديماغوجي شعبوي وتعالج مكامن الهشاشة ونقاط الضعف الهيكلية، سياسية كانت أو اقتصادية، اجتماعية أو ثقافية".

وتابع أن المقومات التي تتوفر عليها بلادنا، الأكبر إفريقيا من حيث المساحة، من موارد طبيعية وافرة، طاقات شبابية نشطة وخلاقة، رصيد سياسي وحضاري، جيش قوي، تؤهلها لتصبح لاعبا إقليميا لا غنى عنه في بناء فضاء من السلام والازدهار في محيطه المغاربي والإفريقي والعربي والمتوسطي.

لكن أداء الجزائر لهذه المهمة التاريخية على أكمل وجه، يتوقف على قدرة البلاد على التكيف داخليا سواءً كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.

واستنكر الأمين الأول للحزب في نفس السياق، حالة "الجمود السياسي الحالي وغياب آفاق حقيقية" الذي يتباين حسبه مع هذا التطلع الوطني ويتناقض معه، بل ويعرضنا بأن نبقى محكوما علينا – في غياب وعي جماعي – بتحمل وتكبد الآثار الوخيمة لعالم يعيش تحولات عميقة".

واقترح الحزب للخروج من هذا المأزق مبادرة موجهة إلى كل القوى السياسية الملتزمة في آن واحد، بالدفاع عن دولة القانون، الحريات والعدالة الاجتماعية والموجهة الحازمة في نفس الوقت لكل بمحاولات، داخلية أم خارجية، تهدف  إلى المساس بسلامة ووحدة البلاد و بالدولة ومؤسساتها وتحت أي ذريعة كانت.