03-ديسمبر-2023
(الصورة: فيسبوك) تيفو أنصار اتحاد العاصمة

(الصورة: فيسبوك) تيفو أنصار اتحاد العاصمة

شهدت مختلف ملاعب كرة القدم الجزائرية حملة تضامنية مع أهل غزة بفلسطين، إثر المجازر التي ما يزال يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي على سكان غزة، حيث رفع أنصار المنتخبات الكروية شعارات وأغاني تُعبر عن مشاعر التآزر بين المواطن الجزائري و أهالي قطاع غزة، ورددت الجماهير الرياضية شعارات قوية ضدّ جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.

جماهير مولودية الجزائر غنّت وتفاعلت بقوة مع قصيدة أداها مغني طابع الشعبي المرحوم عمر الزاهي "فلسطين الثورية شعارها الإيمان"

شعارات تضامن تحتل كل مدرجات الملاعب،وهتافات موحّدة رافضة للعدوان الصهيوني، وإجماع كلي بين المناصرين على ارتداء ألوان متناسقة تشكل لوحة عملاقة تحمل عبارات لها دلالات سياسية ودينية، تكشف عن عمق تأثر مشجعي ومناصري الفرق بالمأساة الإنسانية، وتعبر عن غضبها من حملة الإبادة والتهجير التي يعيشها سكان غزة، واستهجانها عن تواطؤا بعض الأطراف والدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي.

صنع مشجعي وأنصار منتخبات كروية محلية على غرار فرق كاتحاد العاصمة ومولودية الجزائر وشباب بلوزداد الحدث، بإبداعاتهم في رفع شعارات تسمى "التيفو" محليًا في المدرجات الرياضية، معبرين عن مشهد من مشاهد التضامن والتآزر مع القضية الفلسطينية، وإظهار الاحترام والترابط بين الشعب الجزائري والشعب الفلسطيني، فضلًا عن توجيه رسائل سياسية كبيرة لها أبعاد تاريخية ونضالية.

الملاعب والفضاء التضامني 

في هذا السياق، يعكس هذا الإبداع في صناعة لوحات فنية "التيفو"، و ترديد شعارات واختيار كلمات ترفعها الجماهير الكروية تعبير عن عمق التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، حيث تحولت مدرجات الكروية إلى فضاء من أجل إسماع صوت الغضب والإدانة دعمًا لللمقاومة الفلسطينية وتعبر عن سخطها من حالة الجمود والسكون تجاه العدوان الصهيوني وتخاذل المطبعون.

هنا، يقول أحد مناصري مولودية الجزائر، إن مشجعي المولودية "الألتراس"، صنعوا الحدث عبر رفع "التيفو" ورد فيه "المولودية الثورية.. فداك يا أرض الثوار" مع صورة ترمز إلى الناطق الرسمي لكتائب القسام أبو عبيدة، مضيفًا أن مشجعي وأنصار الفريق رددوا شعارات ولافتات تعتز بعملية "طوفان الأقصى وبالمقاومة الفلسطينية".

وتابع محدث "الترا جزائر"،  أن الجماهير غنّت وتفاعلت بقوة مع قصيدة أداها مغني طابع الشعبي المرحوم عمر الزاهي "فلسطين الثورية شعارها الإيمان"، موضحًا أن هذه الوقفة مع الشعب الفلسطيني من شأنها كسر الصورة النمطية عن مشجعي الكرة القدم، واعتبارهم أنهم بلطجية وحسب.

وزاد محدثنا أن" التيفو" الخاص بمولودية الجزائر يعبر عن الفخر والاعتزاز بالمقاومة الفلسطينية، والوقوف الجماهير الكروية مع القضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان المحتل الإسرائيلي.

الاتحاد يصنع التميز 

في سياق الموضوع، صنع مناصرو ومشجعو الفريق العاصمي "اتحاد الجزائر" التميز والمفارقة في صناعة لوحة فنية "التيفو"، باللونين الأحمر والأسود الممزوج بالأخضر "العلم الوطني" والمخطوط باللون الأبيض حملت اللافتة عبارة " قلبًا ودمًا .. من المحروسة بالله إلى المحررة بإذن الله"، والمحروسة بالله كان اسمًا يطلق على الجزائر قبل الاستعمار الفرنسي، وهو مرتبط بقصة حصار شواطئ الجزائر من قبل قوات فرنسية، غير أن هبوب عاصفة غير معطيات القتال وجعل السفن تنسحب.

وفي تواصل “التر جزائر" مع مشجعي ومحبي الفريق العاصمي "اتحاد الجزائر" خصوصًا "مجموعة العاصمة" أكد هؤلاء الأنصار أن "التيفو" الذي اعتمده الاتحاد لم يحمل شعارً فقط بل تضمن رسائل عديدة، موضحًا أن عبارة "دمًا وقلبًا، من المحروسة بالله إلى المحررة بإذن الله" تحمل دلالات سياسية وتاريخية ورمزية دينية وأبعاد إنسانية.

وأشار بعضهم أن الدم والقلب من الناحية الرمزية والمعنوية يتضمنان جزءًا من تاريخ الفريق العاصمي الذي كان يسمى "الاتحاد الرياضي للمسلمين الجزائر"، مردفًا أنه "في سنة 1945، وبعد مجازر 8 ماي 1945، أبدل الفريق ألوان أعلامه وقمصنه، إلى الأحمر الذي يرمز إلى الدم والأسود الذي يوحي إلى الحداد والحزن".

إلى هنا، يشير عدد ممن تحدّثت إليهم "الترا جزائر"  إلى وجود تقاسم مشترك بين القضية الجزائرية والقضية الفلسطينية في كافة أبعادها الاستعمارية والاستئصالية والثورية والمقاوماتية، لهذا تم اختيار المفردات والألوان بعناية دقيقة.

فالجزائر من مسمياتها " المحروسة" والتي تعني العناية الإلهية والمحررة بإذن الله، هو الوعد الصادق الإلهي الذي وعد الله به المؤمنين في حق القدس الشريفة وفلسطين. بحسب تعابير مناصري مجموعة اتحاد العاصمة.   

وفي السياق ذاته، أعرب محبو فريق اتحاد العاصمة أنه منذ الـ 7 من  تشرين الأول/أكتوبر الفارط وجماهير أولاد البهجة يتابعون أطوار وأحداث ما يجري على الأرض الفلسطينية وخصوصًا معاناة أهلي غزة.

تاريخ واحد

في هذا الإطار، ذكر بعض الأنصار أنه مباشرة بعد قصف وعدوان المحتل الإسرائيلي على أهلي ومستشفى المعمداني في قطاع عزة يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر الفارط، تم إصدار بيان ورفع شعارات تستذكر مجازر في حق الجزائريين بباريس في الـ 17  من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1961 والعدوان على مستشفى  المعمداني يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ومن جانبه، ذكر مناصرو اتحاد العاصمة أن القضية الفلسطينية اليوم تتقاسم مسار التاريخ الثوري للجزائر، وبالتالي فالتضامن والتآزر والتكاثف يفرضان على كل محبي ومشجعي فريق البهجة حمل القضية العدالة والإنسانية ورفع شعار "يسقط الاستعمار" سويًا.

ما يزال محبو فريق اتحاد العاصمة يرددون قصيدة شعبية للمرحوم محمد الباجي بعدما أعادتها الأحداث الأخيرة إلى الواجهة

ما يزال محبو فريق اتحاد العاصمة يرددون قصيدة شعبية للمرحوم محمد الباجي، بعدما أعادتها الأحداث الأخيرة إلى الواجهة، ويرسلون كلماتها إلى أهالي غزة، والتي جاء في مطلعها " يأتي يوم الشمس تطلع واللي يعيش يشوف.. غزة أبدًا لا تخضع وعَدونا مكشوف.. الحرية في فم المدفع وتاريخنا معروف..وين هو لي عمرو ما سمع عن صلاح الدين".