15-أكتوبر-2024
سوناطراك

سوناطراك (صورة: فيسبوك)

بعد انتظار طويل، أعلنت الجزائر، عن إطلاق مناقصة دولية جديدة للاستغلال والاستكشاف في قطاع المحروقات في خطوة تحاول استقطاب استثمارات أجنبية كبيرة في هذا القطاع الاستراتيجي للبلاد.

قانون المحروقات لسنة 2019، يتضمن  تحفيزات جبائية تعطي هوامش ربح أكبر للشركات الأجنبية

الإعلان جاء خلال افتتاح معرض "ناباك 2024" للطاقة والهيدروجين بوهران، حيث كشفت الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات (ألنفط) عن تفاصيل المناقصة التي تحمل اسم "ألجيريا بيد راوند 2024+".

وتستهدف هذه المناقصة وفق مدير الوكالة، مراد بلجهم جذب استثمارات محلية ودولية في مشاريع استكشاف واستغلال النفط والغاز، حيث تشمل ستة مواقع استراتيجية موزعة على مناطق مختلفة في الجزائر، وهي: المزايد، أهارا، رقان 2، زرافة 2، طوال، وقرن القصة.

وأوضح بلجهم أن هذه المناقصة تمثل بداية سلسلة من المناقصات المخطط لها خلال السنوات الخمس القادمة، مما سيوفر رؤية واضحة للمستثمرين حول الفرص المتاحة في قطاع المحروقات.

وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التجميد الذي شهدته المناقصات الدولية في الجزائر بسبب عوامل اقتصادية وأخرى داخلية، مما يجعل هذه المبادرة هامة لاستعادة النشاط الاستثماري في القطاع الحيوي للاقتصاد الجزائري.

وفي الواقع، يمثل هذا الإعلان إشارة عملية لإعادة إحياء نشاط المناقصات الدولية التي توقفت منذ عام 2017، نتيجة لتقلبات أسعار النفط عالمياً والركود الاقتصادي والظروف السياسية التي مرت بها البلاد في تلك الفترة، والتي لم تكن مشجعة على جذب مستثمرين في قطاع يتطلب المخاطرة بأموال كبيرة.

وكانت تجارب المناقصات السابقة في الجزائر قد شهدت محدودية في النتائج، إذ لم تتمكن سوى من منح عدد قليل من المناطق للاستكشاف، مثل المناقصة الرابعة في 2014 التي أسفرت عن منح 4 مناطق فقط من أصل 31 رقعة تم وضعها للاستكشاف، وهو ما تطلب إعادة النظر في طريقة العمل.

وتأتي هذه المناقصة الجديدة في إطار قانون المحروقات المعتمد نهاية عام 2019، والذي وضع إطارا قانونيا يساعد في إطلاق مناقصات دولية، بما يتضمنه من تحفيزات جبائية تبقي على السيادة الوطنية في استغلال الحقول، لكن تعطي هوامش ربح أكبر للشركات الأجنبية من أجل تشجيعها على المجيء.

وكانت سوناطراك رغم محدودية مشاركة الأجانب، قد حققت بجهودها الذاتية وشراكات مع الإيطاليين بشكل خاص، اكتشافات مهمة في السنوات الأخيرة في البترول والغاز، تعزز من احتياطات الجزائر.

وتسعى الجزائر حاليا لاستقطاب شركات طاقة كبرى، وخاصة من الولايات المتحدة، حيث تم التوصل إلى اتفاقيات مبدئية مع شركات مثل أكسيدنتال، ويتم التفاوض مع شفرون وإكسون موبيل.

ويعطي قدوم الشركات الأميركية العملاقة، رؤية أكبر لسوق النفط الجزائرية في العالم، ما يساهم في استقطاب استثمارات من دول أخرى، وهو ما يساعد في استمرار حيوية قطاع المحروقات في البلاد.