24-يونيو-2024
.

نقل الهيدروجين (صورة: فيسبوك)

بحث مسؤولون وخبراء من الجزائر والاتحاد الأوروبي، مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين وقضايا تخص الأمن الطاقوي والبنية التحتية لنقل الطاقة بين الجانبين.

الجزائر تعمل مع دول الاتحاد الأوروبي حاليا على تطوير مشاريع هامة لإنتاج الهيدروجين المتجدد واستخدامه ونقله

وجاء هذا النقاش في إطار ورشة مشتركة للخبراء حول موضوع "نحو اقتصاد الهيدروجين الأخضر: الاستراتيجيات والأطر التنظيمية والمشاريع الجاري تنفيذها" نظمتها وزارة الطاقة والمناجم بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر يوم الاثنين 24 حزيران/جوان الجاري بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة.

وقد افتتح الورشة، ممثل وزير الطاقة والمناجم، الأمين العام للوزارة، عبد الكريم عويسي عن الجانب الجزائري، وتوماس إيكرت، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، وآلان ليروي، سفير مملكة بلجيكا في الجزائر، بحضور حوالي مئة مشارك من المؤسسات العمومية الجزائرية والأوروبية والبعثات الدبلوماسية الأوروبية المعتمدة في الجزائر والمنظمات الدولية والمتعاملين الاقتصاديين ومجال البحث ووسائل الإعلام وخبراء آخرين.

مقومات كبيرة

وفي صلب الأعمال، ناقش المختصون الاستراتيجيات الجزائرية والأوروبية لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الفرص الجديدة المتاحة في هذا المجال من حيث الاستثمار وخلق فرص العمل والأسواق الجديدة، لخفض الكربون في الصناعات والنقل الثقيل والبحري.

وتحدث الخبراء عن امتلاك الجزائر عدداً من المقومات التي قد تمكنها من فتح سبل تصدير أخرى للهيدروجين ومشتقاته، مما يجعل منها مركزاً للهيدروجين النظيف والمتجدد في حوض البحر الأبيض المتوسط ومورداً رئيسياً للهيدروجين المتجدد.

وقد أتاحت ورشة العمل الفرصة للمشاركين لتحليل الأطر التنظيمية الجزائرية والأوروبية التي تحكم إنتاج وتجارة الهيدروجين المتجدد، ومراجعة مناهج التصديق على المنشأ المتجدد للكهرباء المستخدمة في إنتاج الهيدروجين.

والمعروف أن الجزائر تعمل مع دول الاتحاد الأوروبي حاليا على تطوير مشاريع هامة لإنتاج الهيدروجين المتجدد واستخدامه ونقله، وهو ما أتاح الفرصة لتقييم المشاريع الحالية والمستقبلية، لاسيما تلك التي يتشارك فيها الجانبان الجزائري والأوروبي.

كما تمت مناقشة مشروع الممر الجنوبي للهيدروجين 2SoutH، والذي يمثل فرصة ممتازة للربط بين الضفتين، مما يسهل التطوير الواسع النطاق للهيدروجين الأخضر وضمان منافذه إلى السوق الأوروبية.

وفي هذا الصدد، تم التطرق إلى الجوانب التقنية، مثل استخدام البنى التحتية الحالية، وكذلك التحديات التي يجب مواجهتها من أجل تحقيق هذا المشروع الطموح.

ويندرج تنظيم هذا الحدث في إطار الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة التي تحتل مكانة محورية في العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.

ويتمثل الهدف الأساسي لهذه الشراكة في تطوير وتعزيز التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في قطاع المحروقات، وكذلك في مجال الطاقات المتجددة والكفاءة الطاقوية والهيدروجين.

وستتواصل المناقشات حول تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في اجتماعات الخبراء التي تعقد بانتظام في إطار هذه الشراكة، وستتم مرافقتها ببرنامج جديد للمساعدة التقنية.

تعاون مستمر

ووفق بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، فإنه منذ عام 2021، أصبح الهيدروجين الأخضر من بين أولويات الحوار الطاقوي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، حيث عقدت ورشة عمل أولى للخبراء حول تطوير هذا القطاع في 13 حزيران/جوان 2023 في الجزائر العاصمة.

وبحسب نفس المصدر، يدل انتظام هذا الحوار على رغبة الطرفين في تعزيز تعاونهما في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، لاسيما المحروقات والطاقات الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتطوير الربط الكهربائي بين الضفتين.

ويندرج التعاون الثنائي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة والمناجم يندرج في إطار مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية الموقعة في 2013 والاتفاق الإداري المعتمد في 2015 بالجزائر العاصمة حول تنفيذه. ويرتكز هذا التعاون على إطار دائم للحوار والتشاور، لاسيما من خلال التبادل المنتظم بين مجموعتي الخبراء: "الغاز الطبيعي" و"الكهرباء والطاقات المتجددة والكفاءة الطاقوية".