11-يونيو-2024
انعكاس صورة الروائي ياسمينة خضرا في المرآة الأمامية للسيارة (Getty)

ياسمينة خضرا (صورة: GETTY)

قدّم الروائي العالمي ياسمينة خضرا تفسيرات لتصريحاته التي انتشرت على نطاق واسع التواصل، والتي قال فيها إنه "لن يوقع لمن يقدم نفسه على أنه قبائلي".

البعض اعتبر أن تصريحات الكاتب تذكي العداء اتجاه منطقة القبائل، وذهب آخرون حتى لحرق كتب ياسمينة خضرا كرد فعل على ما قاله.

وكتب خضرا مقالا نشره على صفحته على فيسبوك، يقول: لطالما مدحت وغنيت ومجدت منطقة القبائل. ويشهد على ذلك المكانة اللامتناهية التي يحتلها القبائل في رواياتي وتصريحاتي".

وقال إن "الفيديو الذي تلاعب به خصومي كما يشاؤون وأعلنوه على أنه حديث التوقيت، في حين أنه قديم، لا يهاجم أهل القبائل (أمازيغ منطقة القبائل) بأي شكل من الأشكال. بل يتحدث عن بعض مواطنينا الذين، في فرنسا (أو ربما في أماكن أخرى أيضًا)، يقدمون أنفسهم كفرنسيين-أمازيغ وليس كفرنسيين-جزائريين. هذا السلوك أثار استيائي، ورددت عليه في هذا الفيديو".

وأضاف: "كما استنكرت أولئك الذين، عند سؤالهم عن بلدهم الأصلي، يجيبون "أنا قبائلي"، وكأن قول "أنا جزائري" شيء مخجل. لم أرَ أي سبب لهؤلاء الأشخاص لإنكار وطنهم؛ والأسوأ، تفضيل إضافة هويتهم العرقية إلى جلاد أسلافهم بدلاً من الدفاع عن جزائريتهم. هذا هو موضوع الفيديو، الموضوع الوحيد له".

وطالت الكاتب حملة واسعة بسبب هذه التصريحات التي تعود لنحو سنة على قناة إذاعية تونسية، حيث اعتبر البعض أنها تذكي العداء اتجاه منطقة القبائل، وذهب آخرون حتى لحرق كتب ياسمينة خضرا كرد فعل على ما قاله.

وبأسلوبه الروائي، ردّ صاحب "فضل الليل على النهار" قائلا: "أعترف بأن براعتكم في عدائكم نحوي كانت لا تُضاهى. بصراحة، لقد ضربتم بقوة شديدة. الجلبة والكراهية التي أثرتهم هي نجاح هائل. لكن احذروا، فالجزائريون يغضبون أولاً، ثم يفكرون. سترون، دعواتكم للقتل والمقاطعة ليست سوى صرخة احتضاركم. الكثير من قرائي، الذين صدموا من مناورتكم، بمجرد أن يتبدد غضبهم، سيقولون: "كيف تم خداعنا بسهولة كهذه؟".

وتابع يقول: "يمكنكم حرق كتبي، لكن محارقكم لن تضيء ظلمتكم الغامضة. يمكنكم حرق كل كتبي، سأكتب غيرها، أقوى وأجمل، لأنني لا أعرف فعل شيء آخر".

وأردف: "إذا كنتم تفرحون بالفعل لرؤية رفوف مكتبات منطقة القبائل خالية من رواياتي، فاعلموا أن قرائي كثيرون في باقي بلدي. (علماً أن قرائي الجزائريين يمثلون أقل من 2% من مجموع قرائي.) الذين يتابعونني منذ بداياتي سيرافقونني مرة أخرى لأنهم يعرفون في أي حجر فلسفي تم نحتي".

وختم بالقول: "ربما ربحتم الشوط الأول بامتياز، فلننتظر نهاية "المباراة" لنرى من سيفوز، الفضيلة أم الشيطانية. عاشت القبائل، عاشت الطاسيلي، عاشت الأوراس، عاشت فلاوسن، عاش كل شبر وكل شجاع من هذه الأرض الجزائرية التي لا يمكن لأي شيء في العالم أن يدنسها، إذ يرويها دم شهدائنا كنسغ نبوي".