27-يونيو-2023
أطفال مع خراف عيد الأضحى (الصورة:Getty)

أطفال مع خراف عيد الأضحى (الصورة:Getty)

فريق التحرير- الترا جزائر 

تُطلق الحماية المدنية والمصالح الصحية كل عام قبل حلول عيد الأضحى المبارك نداءات تدعو إلى الحيطة والحذر لتجنّب حوادث الإصابات في يوم النحر، كونها ظاهرة تتكرّر كل عام في الجزائر، وتقلّب فرحة هذه الشعيرة الدينية إلى حزن يعكّر صفو العائلات في أحد أهمّ عيدي المسلمين السنوي.

ملازم أول بالحماية المدنية: موائد الشواء التي تقام في المناطق الغابية كثيرًا ما تسبب في حرائق كبيرة

وجرّاء عدم الحيطة والجهل بكيفية استعمال أدوات النحر وأماكن الشواء، تعرف أيام عيد الأضحى كل سنة في الجزائر حوادث إصابات تدخل مصالح الاستعجالات، إضافة إلى اندلاع حرائق في الغابات والمنازل وحالات اختناق بأول أوكسيد الكربون.

إصابات متكررة

أكّد المكلف بالإعلام بالحماية المدنية الملازم الأول يوسف عبدات لـ "الترا جزائر" أنه خلال يوم النحر من كل عام يتكرّر تسجيل جرحى جرّاء الإصابة بآلات حادة تخصّص لذبح أضحية العيد أو تقطيعها كالسكاكين والسواطير.

وأرجع عبدات تكرّر هذه الحوادث إلى عدم احترام مبادئ الوقاية والحذر عند عملية نحر الأضحية، إضافة إلى ترك هذه الآلات الحادة في كثير من الأحيان في متناول الأطفال وهو ما يتسبب في إصابات خطيرة.

وتتسبّب هذه الإصابات التي لا يتوقّع أي جزءٍ في الجسم ستصيبه، في ضغط كبيرٍ على مصالح الاستعجالات بالمستشفيات، والتي تستدعي من المؤسسات الصحية تخصيص فرق طبية للتكفّل بضحايا حوادث النحر.

وشدد محدث "الترا جزائر" على ضرورة اتباع النصائح والتقيد بالتعليمات التي توصي بها الحماية المدنية، كعدم وضع وترك السكاكين والسواطير على الأرض وفي متناول الأطفال.

ولا تتوفّر إحصاءات دقيقة حول عدد المصابين المسجل سنويا جراء عملية نحر الأضحية، لكنها تصل في بعض الحالات إلى أكثر من ألف شخص تعرّضوا لجروح تكون في الغالب على مستوى اليدين والقدمين والرأس، وفق تصريحات العاملين في القطاع الصحي.

وحسب تصريح سابق لرئيس الجمعية الوطنية للتوعية والوقاية ضد الحروق الياس الصغير نشر في 2015، فإنه من بين 10 عائلات، تزور 4 أسر المصالح الاستعجالية في أيام عيد الأضحى.

الشواء ممنوع

بالنسبة للملازم الأول يوسف عبدات، فإن النداءات التي تتلقاها مصالحه في أيام العيد تتعلق أيضًا بالتعرض لحروق جراء الاستعمال السيئ لموائد الشواء، وفي أماكن ممنوعة.

وذكر عبدات أن موائد الشواء التي تقام في المناطق الغابية كثيرًا ما تسبب في حرائق كبيرة تأتي على الشجر والبشر، مضيفًا أنه لتفادي هذه الحوادث تم منع إقامة موائد شواء، أو الطهي والتجمعات في الأملاك الغابية خلال الفترة الممتدة من الفاتح حزيران جوان إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وصادق نواب المجلس الشعبي الوطني السبت على  مشروع القانون المتعلق بالغابات والثروات الغابية  الذي ينص على الحكم بالسجن المؤبد، على كل من أضرم النار عمدا في الأملاك الغابية للدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات والهيئات الخاضعة للقانون العام، قصد الاعتداء على البيئة والمحيط وإتلاف الثروة الغابية والحيوانية.

ويقضي مشروع القانون الجديد بالسجن من 10 إلى 15 سنة، وبغرامة مالية على كل من أضرم النار عمدا في أشياء، سواء كانت مملوكة له أم لا، وكانت موضوعة عن قصد بطريقة تؤدي إلى امتداد النار للأملاك العمومية والخاص، وإذا تسبب الحريق في إحداث جرح أو عاهة مستديمة فتكون العقوبة السجن المؤبد.

ويعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر، كل من استخدم النار لأغراض دون اتخاذ التدابير على غرار الطهي، أو ترك النفايات وغيرها من الأغراض التي تتسبب في حدوث حريق.

وأضاف يوسف عبدات إلى أن على العائلات أن تحذر أيضًا من موائد الشواء حتى لو نظمت بالمنزل، بالنظر إلى أنها قد تتسبب في حرائق، أو في اختناقات بالنظر إلى أن الفحم المستعمل يفرز غاز أول أوكسيد الكربون.

ونصحت الحماية المدنية في بلاغ لها بمناسبة عيد الأضحى بـ "مراقبة مدة صلاحية منظم الغاز وأنابيب توصيل الغاز لأجهزة الطهي (الطابونة) وسلامتها، مع عدم ترك المشاعل وأجهزة الطهي (الطابونة) مشتعلة بدون مراقبة، ومنع الأطفال الصغار من الاقتراب من مصادر النار والولاعات.

يعاقب بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر كل من استخدم النار لأغراض دون اتخاذ التدابير على غرار الطهي

إن الاحتفال بعيد الأضحى له طابع خاص في الجزائر، كونه يجمع كل أفراد العائلة التي أصبحت نادرًا ما تلتئم بسبب انشغالات الوقت الحالي على مائدة واحدة، لذلك وجب على الجميع تجنب كل السلوكات التي من شأنها تحويل هذه الفرحة الدينية إلى أحزان، سواءً بالتصرفات التي سبق ذكرها، أو من خلال عدم الاعتدال في تناول اللحوم أو السرعة المفرطة عند الذهاب لزيارة الأقارب.