09-يوليو-2019

رسومات حائطية خاصّة بالحراك الشعبي (بلال بن سالم/Getty)

كان يُفترض اليوم الثلاثاء 9 جويلية/ تمّوز، أن تنتهي عهدة الرئيس المؤقّت عبد القادر بن صالح، وفق ما ينصّ عليه الدستوري الجزائري، والمحدّدة بـ 90 يومًا كأقصى حد، وذلك بعد إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية. وهي الفترة التي كان مقرّرًا أن تُجرى فيها انتخابات رئاسية، يقوم بعدها الرئيس المؤقّت بسليم السلطة للرئيس المنتخب.

 الجزائر كانت تعيش حالة فراغ دستوري فعلية، منذ غياب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بسبب حالته الصحيّة

"الفتوى الدستورية" التي أطلقها المجلس الدستوري، سمحت بتمديد عهدة الرئيس المؤقّت عبد القادر بن صالح إلى غاية إجراء انتخابات رئاسية في أقرب الأجال، تجنّبًا لدخول البلاد في حالة فراغ دستوري حذّرت منه المؤسّسة العسكرية في بياناتها، غير أن كثير من الجزائريين، رأوا أن الجزائر تعيش حالة فراغ دستوري فعلية، منذ غياب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن المشهد السياسي بسبب حالته الصحيّة.

اقرأ/ي أيضًا: المجلس الدستوري ينسف طموحات المعارضة في الجزائر

اليوم، تفاعل كثير من الجزائريين مع مسألة الفراغ الدستوري وقاموا بمحاكاتها بتعاليق ساخرة، معتبرين أن المؤسّسة العسكرية ووسائل الإعلام تعاطت مع الأمر بشيء من التهويل والمبالغة.

يُذكر أن خطابات قائد صالح، لم تخلُ من التشديد على ضرورة الذهاب إلى انتخابات رئاسية، والتخويف من الدخول في حالة الفراغ الدستوري، متّهما كل من يعارض هذه الانتخابات بمحاولة زرع الفوضى والإرهاب وإطالة الأزمة في البلاد.

في مقابل ذلك، وجد كثير من الناشطين في موضوع انتهاء عهدة بن صالح اليوم، مادة للسخرية والتهكّم ردًا على هذه التحذيرات، إذ كتب ناشطون تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ردًا على تحذيرات المؤسّسة العسكرية والتهويل الذي أحاط بالموضوع.

نشرت صفحة "تصحيح تاريخ الاستقلال الجزائري" على الصفحة منشورًا يحمل صورة الفيلم الذي يتحدّث عن نهاية العالم " "the book of eli، وعليه تعليق كُتب عليه "حين تنهض صباحًا وتجد نفسك داخل الفراغ الدستوري". في إشارة إلى أن درجة التخويف بلغت إلى حدّ وصف الفراغ الدستوري بـ نهاية العالم.

من جهته علّق الناشط فادي بروال على صفحته، أن كل شخص أصبح بإمكانه أن يعيش كما يشاء، وكان يقصد التيارات المناوئة للمجلس التأسيسي والداعمة له، أما الكتاب نصر الدين باكرية، فنشر يتهكّم على تصريحات قائد الأركان المحذّرة من دخول البلاد في فراغ دستوري.

ويفسّر متابعون خطابات التخويف التي تبنّتها المؤسّسة العسكرية، بخشيتها من فقدان السيطرة على السلطة، إذ تستوجب حالة الفراغ الدستوري اللجوء إلى المجلس التأسيسي أو المجلس الانتقالي لتسيير البلاد، وهو ما يسمح بوصول بعض الأسماء السياسية المناوئة لقائد الأركان إلى السلطة.

تجمع الآراء التي كانت تُصدّر خطابات التخويف من المجلس الانتقالي، على أن الأحزاب التي تدفع في اتجاه المرحلة الانتقالية، ليست لها قواعد شعبية في الشارع، وليس بإمكانهم الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولذلك يفضّلون هذا الطرح للتموقع في السلطة مبكّرًا قبل الذهاب إلى الرئاسيات على حدّ تعبيرهم.

يرجع متابعون التوتّرات الحاصلة في ليبيا إلى إقدامها على خيار المجلس الانتقالي ما تسبب في ظهور الميليشيات المسلحة

غالبًا، ما يستشهد أنصار التخويف من الفراغ الدستوري، بالمجلس الانتقالي الليبي الذي ساهم في ظهور الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، أدّت إلى تقسيمات وصراعات دامية مازالت مستمرّة إلى غاية اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فتوى دستورية.. تمدّد فترة حكم رئيس الدولة

قايد صالح يدعو إلى مزيد من التنازلات ويرفض المرحلة الانتقالية