30-أبريل-2024
أحمد شنيقي

أحمد شنيقي (الصورة: فيسبوك)

مهرجان عنابة السينمائي الدولي للفيلم المتوسطي، يسدل ستاره اليوم الثلاثاء، وموجة استياء أخرى خلال أسبوع بعد الضجة التي حدثت بسبب "قائمة ضيوف المهرجان" والمخرج محمد حازرلي، ويتعلق الأمر بقضية الباحث أحمد شنيقي الذي "منع من حضور ندوة تناقش الصناعة السينمائية."

مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي عرف موجة استياء كبيرة بسبب "قائمة ضيوف المهرجان"

لم يمرّ وقت كثير على منشوره في حسابه بفيسبوك حتى تناقله نشطاء منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر على نطاق واسع وسط استياء كبير منهم بسبب ما حدث، حيث كشف الناقد المسرحي والأستاذ والباحث الجامعي أحمد شنقي عن منعه من دخول ملتقى حول الصناعة السينمائية بمهرجان عنابة المتوسطي.

شنيقي مستاء

وقال شنيقي باستياء كبير: "لقد مُنعت ببساطة من دخول "الندوة" السينمائية في "مهرجان عنابة" السينمائي، لم يسبق له مثيل في المهرجانات، لقد عرفت العديد، عليك تقديم دعوة أو شارة لمحاولة حضور مؤتمر، الضيوف فقط هم مواطنو "المهرجان"."

وأضاف: "استبعاد الآخرين دون شارة أو دعوة،  كنت أعرف هذا المهرجان جيدًا، الدورات الثلاث الأولى، حيث أصر المنظمون على الجمهور، لقد كانت عقيدتهم أن المهرجان يجب أن يكون حفلة."

واستطرد قائلا: "عدت الساعة 2:30 بعد الظهر لحضور بقية اجتماع الصباح، حيث تم تجاهل موضوع "صناعة السينما" تمامًا، لقد مُنعت ببساطة من دخول الفندق الذي من المقرر أن تعقد فيه بقية هذه "الندوة"، واعتقدت بسذاجة أنه ربما بعد الظهر سنفهم أخيرًا أنه يتعين تناول القضية."

وأشار إلى أنّه "عندما تم إبعاده ظنّ أنّها مزحة، لكن عمال الفندق أخبروه أنّهم يطبقون الإرشادات بصرامة وفقط، وأنّه دون شارة أو دعوة لن يتمكن من حضور الاجتماع."

ردود الفعل حول منشور شنيقي، كانت كثيرة وغاضبة وساخطة بسبب منع حضور ندوة سينمائية، حيث تفاعلت الناشطة عقيلة طمين مع ما كتبه شنيقي وأشارت إلى أنّه "حدث هذا الفنان عريوات، حيث قيل له بدون بطاقة دعوة لن تدخل، قال لهم: "أنا الفنان عريوات، أنا من جسد دور بوعمامة، لكنهم ما يعرفوا لا بوعمامة لا ثقافة، لا سينما لا أصول."

وأردفت: "أستاذ أحمد شنيقي يفترض أن يفتحوا له هامش كبير للتكلم في أعماله وبصماته التي يسجلها بقوة حول تاريخ وواقع الفن والفنانين في الجزائر، أنا لا أستغرب فأزهد الناس بالعالم أهله."

الشاعر والإعلامي عادل صياد تفاعل مع المنشور وكتب متحسرا: "عيب كبير، السي شنيقي قيمة مضافة لأي نشاط وجدال فكري في شؤون الثقافة والفن عموما. عيب كبير ما جرى مع هؤلاء الهواة."

غضب وحسرة

منشور الأكاديمي شنيقي أثار موجة غضب واستياء كبير لدى نشطاء فايسبوك خاصة وسط الإعلاميين ممن يعرفونه وأهل السينما والمسرح، حيث استغربوا ما وقع له، مبدين استياءهم لعدم تعرّف من منعوه على قامة وباحث معروف مثل شنيقي.

عن الموضوع شارك الأديب والوزير الجزائري الأسبق محي الدين عميمور منشور للإعلامي والشاعر عبد العالي مزغيش ذكر فيه منع الأستاذ أحمد شنيقي من حضور ندوة حول الصناعة السينمائية وعلق متسائلا: "هل حقا حدثت هذه الفضيحة؟".

وفي السياق علق السيناريست ياسين بوغازي عن القضية قائلا: "ما حدث مع المثقف الموسوعي الجزائري "أحمد شنيقي" غير مقبول ولا مبرر على الإطلاق."

 وقال بوغازي: "فهو قامة وقيمة للشباب مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي لكي يناقشوه ويسألوه ويأخذون معه صورا للذكرى؛"، قبل أن يضيف: "أمّا أن يمنع من دخول الفندق لحضور محاضرة فالأمر لا مكان له في الچزائر، والحمد لله إنه منع من دخول فندق من طرف حراسات أمن الفنادق وهم عادة ممن لا يعرفون المثقفين كثيرا."

 

وتأسف الإعلامي فيصل شيباني لما حدث للأكاديمي والكاتب أحمد شنيقي، وعبر بقوله في منشور أرفقه بصورتين للمثقف شنيقي في المسرح الوطني الجزائري: "والله حزنت كثيرا وأنا أقرأ ما كتبه صديقي البروفيسور أحمد شنيقي عن مَنْعِه من حضور ندوة حول الصناعة السينمائية في الجزائر تم تنظيمها على هامش مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الرابعة."

وأردف شيباني: "واحد مثل البروفيسور أحمد شنيقي وما أدراك ما أحمد شنيقي، تواجده في حدث ثقافي يعدّ إضافة حقيقية وكبيرة ولكن للأسف الظاهر بأنهم يجهلون من يكون الرجل."

ومن بين التعليقات التي أعقب هذا المنشور، ما قاله باستغراب شديد الناقد والإعلامي المختص في السينما جمال الدين حازرلي: "ما مكانش منها!!!! شنيقي...ابن عنابة البروفيسور.. الكاتب والناقد السينمائي الكبير المختص والباحث في المسرح والجامعي..وأحد مؤسسي مهرجان عنابة لسينما البحر الأبيض المتوسط...!"

وفي ظل هذه الانتقادات التي طالت منظمي المهرجان بعدما منع عمال الفندق الباحث شنيقي من حضور ندوة سينمائية، لم ترد محافظة المهرجان لحد اللحظة حول القضية.

وأحمد شنيقي صحفي وكاتب وناقد مسرحي، أكاديمي بجامعة عنابة، حصل سنة 1983 على شهادة الدراسات المعمقة من جامعة السوربون بفرنسا عن أطروحته "المسرح في الجزائر التوجهات والاتجاهات"، وفي رصيده نحو 15 مؤلف، وعشرات الدراسات والمقالات البحثية في مجال الثقافة والفن.