30-أغسطس-2022
فرنسا الأبية

جون لوك ميلونشون، زعيم حزب فرنسا الأبية (الصورة: GETTY)

فريق التحرير - الترا جزائر 

نشرت وسائل إعلام فرنسية مضمون مذكرة سرية للمخابرات الإقليمية الفرنسية، تتضمن تحقيقًا حول أسباب فوز زعيم حركة "فرنسا الأبية" اليسارية جان لوك ميلانشون بأصوات المسلمين خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

المخابرات الفرنسية أوضحت في وثيقة لها أن أنصار الإسلام السياسي حاولوا جعل "الإسلاموفوبيا" في فرنسا قضية مركزية في الاقتراع في عيون المسلمين

وبحسب موقع إذاعة مونتي كارلو، فإن الوثيقة اطلعت عليها وسائل إعلام فرنسية ووزعت على حفنة من كبار المسؤولين وأعضاء الحكومة وحتى الإليزيه، وقد كتبت في 17 ماي/أيار 2022، بعد ثلاثة أسابيع من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

ويطرح جهاز المخابرات الإقليمي المركزي، بحسب نفس المصدر في المذكرة المكونة من 12 صفحة ملاحظاته حول "التأثيرات الإسلامية في إطار العملية الديمقراطية" بهدف فهم سبب تصويت 69٪ من الناخبين المسلمين لصالح ميلانشون.

وتقول الوثيقة إن مواقف ميلانشون من قانون الانعزالية الإسلامية "أكسبته تأييد العديد من المؤثرين الطائفيين". ويجد هذا التقارب بين الطرفين جذوره في "سياق ما قبل الانتخابات" و"الجدل شبه الدائم" حول الدين الإسلامي خلال 18 شهرًا والذي حفّز "التعبير عن أفكار معادية للإسلام والمسلمين".

وتؤكد الوثيقة على أن "حملة إريك زمور الانتخابية أثارت قلقًا جديًا بين المؤمنين" وأن المؤثرين الطائفيين وجدوا فيه "حليفًا مناسبًا بقدر ما هو غير متعمد وفي شخصه مرشحًا معاديًا بصراحة للإسلام".

ومنذ ذلك الحين، أعاد الإسلاميون، حسب الوثيقة، إحياء شعور بكون المسلمين "ضحايا" لتقديم أنفسهم كمدافعين عنهم وجعلهم يعتقدون أن الدولة معادية للإسلام بشكل علني، وهي أطروحة دافع عنها على سبيل المثال المحامي السابق رفيق شكات، عضو جمعية تناهض ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا"، أو الناشطة المعادية للاستعمار سهام أسباغ، التي دعت في تغريدة نشرت قبل يوم من الانتخابات "صائمي رمضان" للصلاة ضد ماكرون الذي اتسمت ولايته الأولى بتضخيم عنف الدولة ضد المسلمين. [...] وضد لوبان بالطبع".

وبحسب نفس المصدر، فقد حاول أنصار الإسلام السياسي جعل "الإسلاموفوبيا" المفترضة للدولة الفرنسية قضية مركزية في الاقتراع في عيون المسلمين. وبالنسبة لهم كان ميلانشون "المرشح الأقل سوءًا".

وتنتهي الوثيقة الاستخباراتية إلى أن الإسلام السياسي في فرنسا يظهر "عدم ثقة مستمرًا" بـ"الطبقة السياسية المؤسسية"، وتعتقد بأن "المؤثرين في جماعة الإخوان لن يتجهوا نحو تحالف دائم مع (فرنسا العصية)والتي ستظل دومًا جمهورية جدًا في نظرهم".

وكان ميلونشون قد حلّ ثالثًا في الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية بفارق أصوات ضئيل عن مارين لوبان التي صعدت للدور الثاني وخسرت أمام الرئيس المرشح إيمانويل ماكرون.