02-يناير-2020

لخضر بورقعة (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

أفرج مجلس قضاء العاصمة، اليوم الخميس، عن المجاهد لخضر بورقعة، على أن تتواصل محاكمته يوم الـ 12 آذار/مارس المقبل، حسبما أعلن المحامي عبد الغني بادي، عضو هيئة دفاع أكبر معتقلي الحراك الشعبي.

لخضر بورقعة: "كلّ جيلٍ لديه الحقّ في اختيار مساره النضالي، ولدينا آمال كبيرة في شبابنا وثورتنا الشبابية

وقال المحامي عبد الغني بادي، في تدوينة له، إنّه "تمّ الإفراج عن بورقعة مؤقتًا مع الحفاظ على تاريخ الـ 12 أذار/مارس موعدًا لمحاكمته".

وحسب المحامي بادي فإنّه "تمّ إعادة تكييف الوقائع المتابع بها بورقعة، من تهمة إضعاف معنويات الجيش، إلى تهمة إهانة هيئة نظامية".

وغادر أكبر سجين للحراك الشعبي لخضر بورقعة (86 سنة) سجن الحراش، بعد أنّ قضى مدّة ستّة أشهر، وسط تعزيزات أمنية مشدّدة، وكذا تحت ترحيب عدد ممن قصدوا المؤسّسة العقابية للاحتفاء بخروجه من السجن، مباشرةً بعد إعلان المحكمة حكم الإفراج المؤقّت عنه.

كما تجمهر عددٌ كبير من الناشطين السياسيين والصحافيين أمام بيت المجاهد في حيدرة، بأعالي العاصمة، مردّدين شعارات "الله أكبر لخضر بورقعة"، وأيضًا وسط زغاريت الترحيب التي دوّت في بيته.

وبدا المجاهد لخضر بورقعة في صحّة جيّدة، وهو يخاطب كل من قصد بيته للتضامن معه، وفي تصريح مقتضب له، دعا الجزائريين إلى "مواصلة ثورتهم السلمية"، كما وجّه كلمة شكرٍ لكل من ساند قضيته وآمن بها من الشعب الجزائري، قائلًا: "أشكر الشعب الجزائري لوقفته ومساندته لقضيّتي وبالأخصّ الشباب".

وأردف المتحدّث: "أول خرجة لي ستكون عمرة مصغّرة إلى البريد المركزي باعتباره رمزًا للحرية"، مستطردًا: "كلّ جيلٍ لديه الحقّ في اختيار مساره النضالي، ولدينا آمال كبيرة في شبابنا وثورتنا الشبابية التي أبهرت العالم".

كما أكد بورقعة، أن أمن الجزائر مستهدفٌ في الآونة الأخيرة، متسائلًا: "لمَ يُريد أردوغان الدخول عسكريًا إلى ليبيا؟ لماذا الجيش الألماني متواجدٌ في بوركينافاسو؟ أمن فرنسا القومي يبدأ من مالي".

هنا أطرح سؤالًا آخر، يقول بورقعة: "من أين يبدأ أمننا القومي؟"، في إشارة الى التهديدات المحدقة بأمن البلاد، عقب احتدام الصراع في دول الجوار.

يُذكر أن المجاهد لخضر بورقعة، تم توقيفه أمام بيته يوم 30 حزيران/جوان من العام الماضي، بعد إطلاقه تصريحات وصف فيها الجيش بـ "الميلشيات"، ووُجهت له تهمٌ تتعلّق بـ "إهانة هيئة نظامية" و"إضعاف الروح المعنوية للجيش الوطني الشعبي".

ونفى بورقعة في وقت سابق، في بيان له من داخل السجن أنه "لم يكن في نيته الإساءة لمؤسّسة الجيش؛ بل كان يقصد التحذير من الوقوع في أخطاء ما بعد الإستقلال".

وأثار وقتها توقيف بورقعة جدلًا واسعًا، واستنكارًا من قبل عدّة أحزاب وتنظيمات، كما رُفعت لافتات في جُمعات الحراك الشعبي منذ بداية شهر تموز/جويلية الماضي، تُنادي بإطلاق سراح المجاهد.

تلت هذه النداءات، بيانات متعاقبة لعائلة المجاهد تطالب بإطلاق سراحه بسبب تدهور وضعه الصحّي، وترفضُ تسيس قضيته من أيّة جهة كانت، كما أدى تدهور وضعه الصحيّ ودخوله في إضراب عن الطعام، إلى نقله إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية، في الخامس من تشرين الأوّل/نوفمبر الماضي، على مستوى الجهاز الهضمي، بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة.

ويُعد لخضر بورقعة، أحد أشهر قدماء محاربي حرب التحرير الجزائرية ضد ّالاستعمار الفرنسي، حيث كان يحمل رتبة رائد في الجيش، وبعد الاستقلال كان من بين أبرز مؤسّسي حزب جبهة القوى الاشتراكية "أفافاس" المعارض عام 1963.

اقرأ/ي أيضًا:

لخضر بورقعة: لن أخرج من السجن حتّى يُفرجوا عن شباب الحراك

قضية سي لخضر.. العدالة أمام امتحان صعب