14-يوليو-2023
زفيزف

زفيزف رفقة باتريس موتسيبي بالجزائر (الصورة: فيسبوك)

خسِر رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي "كاف" بفارق كبير أمام الليبي عبد الحكيم الشلماني، وبنتيجة غير منتظرة على الإطلاق من الجانب الجزائري (38 مقابل 15 صوت)، الذي كان يعلّق الآمال بالعودة إلى أروقة الهيئة الكروية الأفريقية.

الصحفي الرياضي مومن آيت قاسي: الكولسة في أفريقيا ليست بالأمر الجديد؛ الكلُّ يعلم كيف تسير الأمور. للأسف المنتخب الوطني سيعاني مجددًا في كأس أفريقيا المقبلة

ولم تشفع "ضمانات" الرجل الأوّل في الهيئة الأفريقية، والتي تحدّث عنها القاسي والداني، بحصول رئيس الاتحاد الجزائري على مقعد في "كاف" من شأنه الدفاع على مصالح "الخضر" ومصالح الأندية الجزائرية في المنافسات القارية. كما أنّ الهزيمة جاءت لتكون بمثابة الضربة القاضية والمسمار الأخير في نعش المنظومة الكروية الجزائرية.

الجزائر خارج "كاف" لـ4 سنوات

بفشل الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم بمقعد "الكاف"، المخصص لمنطقة شمال أفريقيا، حصدت الجزائر فشلًا جديدًا في انتخابات عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد فشلها موسم 2019 عندما ترشح نائب رئيس الاتحاد آنذاك، عمار بهلول، أمام نفس المترشح وخرج بخفي حنين.

وسيستمر بذلك غياب التمثيل الجزائري عن دوائر القرار في أعلى هيئة كروية أفريقية لأربع سنوات أخرى (مدّة العهدة)، ما يجعل المسؤولين على الرياضة في بلادنا مطالبين بالتحرك بسرعة لتدارك الأمر.

وفي السياق، غرّد المعلّق الرياضي حفيظ دراجي قائلًا: "يجب أن تتحول كرة القدم إلى قضية دولة بكل أبعادها"، لافتًا إلى أنّ "فشل زفيزف في انتخابات الاتحاد الأفريقي كان متوقعًا".

وتابع: "الفشل يشكّل إخفاقًا جديدًا للمنظومة الكروية والرياضية الجزائرية بكاملها"، وهو ما يقتضي، وفقه، "إعادة النظر في التعامل مع رياضة لم تعد مجرد لعبة، لذلك يجب أن تتحول كرة القدم عندنا إلى قضية دولة بكل أبعادها.."

تلاعب بالمشاعر..

وسبق الإعلان عن نتائج عضوية المكتب الفيدرالي الأفريقي، تصريحات لرئيس "كاف"، باتريس موتسيبي، الذي قال فيها إنّه "زرت الجزائر ووقفت على جودة ملاعب ومنشآت رياضية وكذا التزام المسؤولين والحكومة الجزائرية، وهذا سبب تقدم كرة القدم الجزائرية."

تصريحٌ أجّجّ أكثر الشارع الرياضي الجزائري بعد خسارة الجزائر مقعد الهيئة الأفريقية، خاصة وأن متابعين اعتبروا ذلك "تلاعبًا بمشاعر الجزائريين مثلما حدث خلال استضافته لحضور افتتاح بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، أين كان يوزّع (موتسيبي) عبارات المجاملة للجزائر كلّ مرّة."

وهنا يعتقد الصحفي الرياضي، عادل زكري، بأنّ "كلّ ما قاله باتريس موتسيبي خلال كأس أفريقيا للمحليين وكذا كأس أفريقيا للشباب عن الجزائر، مجرد كلام معسول يدخل في دبلوماسيته مع الدول الأفريقية."

وتابع زكري: "كثيرون اعتقدوا بأنّ كلام رئيس "كاف" هنا في الجزائر تزكية لنيل شرف تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025، لكن مع الوقت أدرك الجميع أن موتسيبي يقول لجميع المترشحين نفس الكلام سواءً المغرب أو جنوب أفريقيا."

مبرزًا بأنّ "القرارات تتخذ في الكواليس والجميع الآن بات يعلم من يُسيطر ومن يصنع القرارات في بيت الاتحاد الأفريقي."

اتهامات لفوزي لقجع

أسرّت مصادر مقرّبة من "كاف" لـ"الترا جزائر"  أنّ الهزيمة التي مُني بها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، كانت من تخطيط رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، الذي قدّم الدعم للمترشح الليبي.

وهنا قال الإعلامي الرياضي، زين عامر، إنّه "صحيح أنّ زفيزف لم يقدّم ما يشفع له للفوز بعضوية المكتب التنفيذي لـ "كاف" إلّا أنّ الدور الكبير في هذه الانتخابات لعبه المغربي فوزي لقجع الذي عرف جيدًا كيف يبعده (زفيزف) من الهيئة الأفريقية."

وعلّل عامر ذلك بالقول: "لقجع وجّه دعوة لكل رؤساء الاتحادات الأفريقية لحضور بطولة أفريقيا 2023 للاعبين أقل من 23 سنة، التي جرت بالمغرب، ليغتنم الفرصة ويحشد الأفارقة للتوصيت على بقاء الشلماني في منصبه لعهدة ثانية"، واصفًا ذلك بـ "مثابة قطع للطريق أمام الجزائر مرة أخرى."

بدوره، يرى الصحفي الرياضي مومن آيت قاسي أنّ "الكولسة في أفريقيا ليست بالأمر الجديد؛ الكل يعلم كيف تسير الأمور للأسف المنتخب الوطني سيعاني مجددًا في كأس أفريقيا المقبلة وكذلك النوادي الجزائرية في مختلف المنافسات القارية."

خسارة الجزائر تنظيم "كان" 2025

ومما لا شك فيه، وفق مهتمين بالشأن الرياضي، أنّ ما جرى في كوت ديفوار، ما هو إلّا سيناريو مُسبق لما سيحدث شهر أيلول/سبتمبر المقبل، عندما يصوّت ويُعلن عن اسم البلدين الذين سينالان شرف تنظيم بطولة أمم أفريفيا 2025 و2027.

وهنا سبق وأن جزَمَ المعلق الرياضي، حفيظ دراجي، بأن "الأمور قد حسمت فيما يخصّ سباق الترشح لاحتضان "كان" 2025، لصالح المغرب، وعلى المسؤولين في بلادنا سحب ترشحهم والتحرك ضدّ هذه الهيئة التي باتت لاتعترف بالقوانين ولا بالمواثيق."

وإنّ ما يؤكّد كلام الإعلامي دراجي، خرجة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، أمام البرلمان (بصفته وزير منتدب مكلّف بالميزانية)، حين قال: "المغرب سينظم نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 وأن ملعب فاس الجديد ستجري فيه مباراة الافتتاح."

وحرّك تصريح لقجع الاتحاد الجزائري، الذي وجّه شكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، يطالب فيها "بتكذيب ما جاء على لسان رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، وتجديد التأكيد أن مسار دراسة الملفات والتصويت على البلد المضيف يجري بنزاهة."

واعتبر الاتحاد الجزائري في شكواه، وفق مصادر إعلامية، أن "الإعلان تحت قبة البرلمان يضرب مصداقية العملية في الشكل والمضمون، إذ لا يجوز لأي بلد أن يعلن فوزه قبل اجتماع المجلس التنفيذي، لأن ذلك يعني أن القرار اتخذ من زمان خارج المؤسسات المخولة بذلك."

ارحل..

وتعالت الأصوات المطالبة برحيل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، بعد فشله في الفوز بعضوية ضمن المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي على حساب الليبي الشلماني.

وبرز أوّل مطلب شبه رسمي، من الإذاعة الجزائرية، التي نشرت عبر موقعها الإلكتروني مقالًا بعنوان: "الجزائر تألقت في تنظيم "الشان" و"كان أشبال"... وزفيزف فشل وعليه الرحيل"، وهو ما يعكس عدم رضى السلطات العليا في البلاد عن الرجل الأوّل في هيئة "فاف".

الإذاعة الجزائرية: زفيزف لم يكن في المستوى الذي أبانته الدولة الجزائرية بتنظيمها لكبرى المحافل الرياضية وعليه الرحيل

وجاء في متن تقرير الإذاعة الجزائرية أنّه "لم يكن رئيس "فاف" جهيد زفيزف في المستوى الذي أبانت عنه الدولة الجزائرية على صعيد التنظيم المميّز لكبرى المحافل الرياضية، حيث أخفق زفيزف في انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم."

وتابعت: "الجزائر تمكنت في النصف الأول من سنة 2023 من كسب رهان رياضي مزدوج، بتنظيم نهائيات كأسي أمم أفريقيا للمحليين والناشئين لكرة القدم، وأتى ذلك بعد رصد الدولة الجزائرية إمكانيات لوجستية ضخمة جعلت من دورتي "الشان" و"كان" أقل من 17 سنة، حدثان فريدان غير مسبوقين بإجماع مسؤولي "كاف" والمنتخبات المشاركة، وخبراء الكرة، في المقابل، لم يكن جهيد زفيزف رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القادم وأعضاء مكتبه الفيدرالي في مستوى الأداء الرسمي، ما يفرض عليه الرحيل."

وفي تعليقه على مطلب الرحيل، قال الصحفي الرياضي عادل زكري، إنّه "بعد مرور عام تقريبًا على توليه منصب رئيس الفيدرالية لا جديد يُذكر ولا بوادر للتطور، فبالعكس توالت الخيبات والنكسات خاصة فيما يخص الفئات الشبابية."

ووفق زكري، فإنّ "الكل يعلم أن هذا الرجل لا يملك أيّة رؤيا مستقبلية من شأنها النهوض بكرة القدم الجزائرية"، معتبرًا أنّ "رحيله بات مطلبًا اليوم قبل الغد."

وفي ردّه على سؤال بشأن فترة عضوية محمد رواروة، رئيس الاتحاد الجزائري السابق، قال إنّ "البعض يتحدث عن روراوة كبطل قومي. في رأيي لحدّ الساعة الجزائر لم تملك مسؤولًا محنكًا قادرًا على الدفاع عن مصالح كرة القدم الجزائرية وخدمتها داخليًا وخارجيًا؛ الكل فشلوا واكتفوا بالأدوار الثانوية."