كانت رحلةً طويلة، دامت عمرًا بأكمله، 57 عامًا من البحث عن لحظة العودة للهوية الحقيقية، لحظة التخلص من قناع كان يلازم الجزائري محمد قرومي الذي تحوّل غصبًا عنه إلى " جان بيير غيران".
عند وصوله إلى فرنسا عام 1966، التصق الاسم الفرنسي بمحمد وبات هويته الحقيقية، لكنه منذ عدة سنوات كان يخوض معركة لاستعادة هويته الأصلية
عند وصوله إلى فرنسا عام 1966، التصق الاسم الفرنسي بمحمد وبات هويته الحقيقية، لكنه منذ عدة سنوات كان يخوض معركة لاستعادة هويته الأصلية. لقد أثبتت معركته في النهاية أنها منتصرة.
أخيرًا، أصبح محمد قرومي هو نفسه مرة أخرى. وصل إلى فرنسا قادماً من الجزائر في سن الرابعة عشرة عام 1966، وتم تغيير اسمه إلى "جان بيير غيران" من قبل الخدمات الاجتماعية في فرنسا. وانتهى به الأمر بالفوز في المعركة القريبة من قلبه: العثور على هويته.
قال الجزائري محمد قرومي في حديث له على قناة بي إف إم ألزاس: "إنها فرحة، إنها نصر، إنها معاناة على الرغم من ذلك، 57 عامًا من الانتظار".
يتحدث محمد وبين يديه بطاقة هويته الجديدة، الصادرة بالاسم الذي كان له دائمًا: محمد قرومي. خلال هذه السنوات الـ 57 التي قضاها تحت اسم جان بيير غيران، واجه العديد من الصعوبات في العثور على سكن أو عمل، خاصة وأن اسمه لم يتوافق مع مظهره.
شعرت وكأنني أرتدي قناعًا
لا يوجد عمل، ولا يوجد سكن لأن صورتك لا تتطابق مع الأوراق، لقد شعرت وكأنني أرتدي قناعًا، صورتي وهيئتي تكشف بوضوح أنني لست جان بيير". يتحدث محمد كرومي واصفًا معاناته."
وأضاف: "كما أن هذه الهوية المزدوجة جعلت محمد يعاني في حياته اليومية، خاصة في شبابه. وهكذا صادف أن تم رفضه من قبل الفرنسيين والفرنسيين من أصول جزائرية".
يشرح مواصلًا: "بالنسبة للفرنسيين، ليس من الطبيعي بالنسبة لشخص عربي ، الذي يأتي ليبين لنا أنه فرنسي بالولادة وبالنسبة للجالية الجزائرية، كيف يمكن أن يكون اسمك محمد، وعندما يستدعيه الطبيب يناديه جان بيير".
قصة اسم فرنسي
"في ذلك الوقت، اضطررنا إلى تسمية الأطفال بأسماء فرنسية، وكان علينا التأكد من أنهم يتحدثون الفرنسية فيما بينهم وينادون بعضهم البعض بأسمائهم الفرنسية الأولى" يقول كريستيان بوشر، المدرس السابق في مركز تشارلز فراي، حيث تم تغيير هوية محمد، والذي أراد أن يكون حاضرًا في هذا اليوم المميز جدًا لمحمد: "إنه ضروري لأنه أنهى ذلك بعد قتال، هذا يجعلني سعيدًا للغاية".
في نهاية عام 2023، تم تغيير اسم جان بيار أخيرًا إلى محمد، لكنه احتفظ باسم "غيران" على أوراقه، هذه المرة، بعمر 72 عامًا، يبدأ الألزاسي الذي جاء من الجزائر عام 1966 أخيرًا حياة جديدة من خلال هويته الحقيقية.