تنطلق امتحانات شهادة البكالوريا/ الثانوية العامّة، غدًا الأحد 11 حزيران/ يونيو الجاري، على مدار خمسة أيّام، بمعدّل مادتين في كلّ يوم، في الجزائر شمالًا وجنوبًا، بعد أن كانت المناطق الجنوبية تسبق المناطق الشّمالية في ذلك، تفاديًا للحرارة المرتفعة. وقد أثارت برمجة الامتحان في شهر رمضان استياء قطاع واسع من التلاميذ وأسرهم، بحجّة أن الصّيام يحدّ من قدرات المترشحين على التركيز.
أثارت برمجة امتحان البكالوريا في شهر رمضان استياء قطاع واسع من التلاميذ وأسرهم في الجزائر، بحجة أن الصيام يحد من قدرات المترشحين
ورغبةً منها في تجنّب مظاهر استياء أخرى، لدى المترشحين، الذين سبق لهم أن خرجوا في أكثر من مظاهرة، والاحتجاج على بعض الإجراءات الموصوفة بالمتعسّفة، طالبت وزارة التربية الوطنية الأساتذة المشرفين على وضع الأسئلة الخاصّة بالبكالوريا، بأن تكون المواضيع والأسئلة واضحة وغير قابلة للبس والتأويل. كما قالت إنها ستتسامح مع أصحاب المعدّلات القريبة جدًّا من 10 من أصل 20، تقليصًا لنسبة التسرّب المدرسي.
اقرأ/ي أيضًا: قصص سجناء يخوضون امتحانات البكالوريا في الجزائر
واستبعدت وزيرة التربية نورية بن غبريط، في تصريح للصّحافة الجزائرية، أيّة إمكانية لتسريب الأسئلة، مثلما حدث العام الماضي، بما دفع الحكومة إلى إقرار جولة ثانية في المواد التي مسّها التسريب، قائلة إنّ نسبة النجاح ستكون مرتفعة هذا العام، بالمقارنة مع الأعوام السّابقة، بالنظر إلى الإصلاحات التي باشرتها وزارتها، حسب تعبيرها. وهو ما عدّه البعض مجاملة سياسية منها للمترشحين وعائلاتهم، على حساب المردود العلمي والمعايير الاحترافية.
تحظى شهادة الباكالوريا لدى الأسرة الجزائرية بمكانة خاصة فهي تخصّها باحتفاء كبير رغم وجود شهادات أعلى منها
سبق لـ"الترا صوت" أن أشار إلى الأهمّية التي تحظى بها شهادة البكالوريا لدى الأسرة الجزائرية، فهي تخصّها باحتفاء خاص، رغم وجود شهادات أعلى منها، وهو المعطى الذي يخلق جملة من الضغوط لدى المترشّحين لها، يتجاوز عددهم في هذه الدّورة 800 ألف بين نظامي وحر، ويجعلها مرتبطة لديهم بالخوف أكثر من ارتباطها بالشغف.
يعترف نسيم. ك بأنّه بقي هادئًا إلى غاية الأيام الأخيرة، "فاقتراب موعد الامتحان برمجني على حالة من الخوف من الرّسوب، وما أخشاه أن تدفعني هذه الحالة إلى عدم التركيز في إجاباتي". يشرح سبب خوفه: "لست خائفًا من أن أخسر سنة من عمري، بل من النظرة السوداء التي ستنظر بها أسرتي إلي، ذلك أنني عايشت رسوب أخي في السّابق".
وترفض دليلة المترشّحة ضمن شعبة اللغات الأجنبية فكرة الرّسوب تمامًا، "لست مستعدّة لأن أسمع الزغاريد في بيوت الجيران، ولا أسمعها في بيتنا، فأمّي تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصّبر، ويجب ألا أخيّبها". تعلّق زميلة لها: "شخصيًا راجعت بشكل جيّد، وسأركز خلال الامتحانات، وإذا حدث أن رسبت، فسأكون قوية في مواجهة الجميع". تضيف: "نحن ندرس لنراكم تجاربنا العلمية، لا أن نرضي أسرنا ومحيطنا، وعلينا ألا نخضع لضغوطهم غير المبرّرة وغير المتفهمة لحالتنا النفسية".
اقرأ/ي أيضًا: