22-مارس-2024
بن جامع

عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة (الصورة: فيسبوك)

قدّم ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، اليوم الجمعة، أسباب تصويت بلاده بمجلس الأمن ضدّ مشروع قرار أميركي بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

بن جامع: مشروع القرار الأميركي حمل أحكامًا تعيق جهود المصالحة الفلسطينية الجارية وتعرّض مستقبل الدولة الفلسطينية للخطر

وقال بن جامع، في كلمة له، خلال جلسة بمجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة، إنّ "النص المقدم اليوم لا ينقل رسالة واضحة للسلام"، متابعًا: "فهو يسمح ضمنيًا باستمرار وقوع خسائر في صفوف المدنيين ويفتقر إلى الضمانات اللازمة لمنع المزيد من التصعيد."

ووفق الدبلوماسي الجزائري فإنّ "القرار الأميركي ممر مجاني لمواصلة قتل الفلسطينيين الأبرياء"، ليؤكد على أنّ "التركيز على التدابير الرامية إلى الحد من الأضرار، التي تلحق بالمدنيين نتيجة للعمليات الجارية والمستقبلية يعني ضمنيًا الترخيص باستمرار إراقة الدماء."

وأفاد ممثل الجزائر بأنّه "منذ تعميم مشروع القرار قبل أكثر من شهر، شاركت الجزائر بحسن نية في عملية المفاوضات، واقترحت تعديلات معقولة لتحقيق نص أكثر توازنًا وقبولًا."

ولفت إلى أنّه "ونحن نقدر الجهود التي بذلها وفد الولايات المتحدة في استيعاب بعض مقترحاتنا"، ليكمل: "ومع ذلك، ظلت شواغلنا الأساسية دون معالجة على الرغم من الإصدارات المنقحة العديدة التي تم توزيعها."

كما صرّح بأنه "وطوال هذه العملية، أكدنا على الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح."

وأبرز بن جامع أنّ "الجزائر، سعت، إلى جانب دول إقليمية أخرى، بنشاط، إلى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين"، معتبرًا أنّ "فلسطين الموحدة ضرورية لمستقبلها ولمستقبل عملية السلام."

وفي الصدد، قال، إنّه "ونعتقد أن أحكامًا محددة في مشروع القرار تُعرّض مستقبل الدولة الفلسطينية للخطر وتعوّق جهود المصالحة الجارية"، ليؤكد أنّ "بناء الدولة الفلسطينية يتطلب الجهود الجماعية لجميع مواطنيها؛ وينبغي لإجراءات مجلس الأمن أن تدعم هذه العملية، لا أن تعرقلها."

وذكّر بمشروع القرار الذي قدمته الجزائر، قائلًا: "ولهذا الغرض، قدمنا، في الشهر الماضي، مشروع قرار حظي بتأييد كبير، ولكن تم اعتراضه في نهاية المطاف. ونحن نعتقد اعتقادًا راسخًا أن اعتماده كان من الممكن أن ينقذ آلاف الأرواح."

"ومما لا شك فيه أن القرارين 2712 و2720 فشلا بسبب غياب طلب واضح لوقف إطلاق النار"، "إن الذين يعتقدون، القوة المحتلة، ستختار التمسك بالتزاماتها القانونية الدولية، مخطئون. يجب عليهم التخلي عن هذا الخيال."

ووفق المتحدّث فإنّه على مدى خمسة أشهر، أدى العدوان على غزة إلى خسارة مأساوية لحياة أكثر من 32,000 فلسطيني وأكثر من 74 ألف إصابة، و12 ألفاً يعانون من إعاقات دائمة.

ليردف: "هذه ليست مجرد إحصائيات. إنهم يمثلون حياة وأحلام وآمال دمرت"، و"من المثير للقلق أن النص يتجنب ذكر مسؤولية قوة الاحتلال"، بحسب ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة.

بن جامع: أي قرار يقوض ولاية الأونروا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل

وفي حديثه عن الأونروا، شدّد، بأنّه "تلعب دورًا حيويًا في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين ليس فقط في فلسطين، بل أيضا في الأردن ولبنان وسوريا."

واعتبر بأنّ "أي قرار يقوض ولاية الأونروا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل."

وألحّ بأنّ "استمرار عمل الأونروا يعد أمرًا ضروريًا حتى يتمكن اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، كما ينص على ذلك القانون الدولي."

وأوضح الدبلوماسي الجزائري بأنّه "رغم دعم الجهود الموازية لإنهاء إراقة الدماء، فإن هذا لا يمنع مجلس الأمن من المطالبة بوقف إطلاق النار لتخفيف معاناة الفلسطينيين".

وهنا لفت إلى أنّ "واجب مجلس الأمن هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين. وينبغي تمكينها من فرض وقف إطلاق النار."

كما حثّ جميع أعضاء مجلس الأمن على إعطاء الأولوية للوقف الفوري للأعمال العدائية؛ ويجب على المجلس أن "يتخذ إجراءات حاسمة وهادفة لوقف العدوان على الفلسطينيين."