26-يوليو-2019

رفع الطوق الأمني عن المسيرات الشعبية أهمّ مطالب لجنة الحوار (بلال بن سالم/Getty)

استقبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس الخميس، بمقرّ رئاسة الجمهورية عددًا من الشخصية الوطنية، المدعوّة لقيادة الحوار الوطني الشامل بمقرّ رئاسة الجمهورية في العاصمة، وسط ردود فعل متباينة حول قائمة الشخصيات التي وردت في هذه اللجنة، بين متحفّظ ورافض ومرّحب بهذه الخطوة.

بن صالح يستجيب للمطالب المرفوعة من قبل الشخصيات الوطنية

تضمّ قائمة شخصيات الحوار ستة أسماء، وهم كل من كريم يونس رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقًا، والذي سيترأس الهيئة، وأستاذة القانون الدستوري فتيحة بن عبو، والخبير الاقتصادي إسماعيل لالماس، والخبير الدستوري لزهاري بوزيد، والأستاذ الجامعي عزالدين بن عيسى، والنقابي عبد الوهاب بن جلول.

اقرأ/ي أيضًا: الحراك الشعبي.. من الشارع إلى صالونات الحوار

وبحسب بيان رئاسة الجمهورية، أعلن رئيس الدولة عبد القادر بن صالح عن "استعداده للعمل من أجل الاستجابة للمطالب المرفوعة من قبل الشخصيات الوطنية، و"دعوة العدالة إلى دراسة إمكانية إخلاء معتقلي الرأي في المسيرات الشعبية، والنظر في إمكانية تخفيف الطوق الأمني المفروض على المسيرات، والحثّ على العمل لاتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل وصول جميع الآراء إلى وسائل الإعلام العمومية، وتكون مفتوحة لجميع أشكال التعبير السياسي دون إقصاء".

حوار بشروط

من جهتها، أكّدت فتيحة بن عبو في تصريح لوسائل الإعلام الوطنية، أنّ المحادثات تمحورت حول ضرورة تهيئة المناخ الهادئ لانطلاق الحوار الذي دعت إليه السلطة، مضيفةً أن أعضاء لجنة طالبوا بتحرير سجناء الرأي السياسي الذين تمّ اعتقالهم خلال مسيرات الحراك الشعبي، وإطلاق سراح المجاهد لحضر بورقعة، وتشكيل حكومة تصريف الأعمال.

بيان اللجنة الذي صدر مباشرة بعد لقاء رئيس الدولة أكّد على "ضرورة إطلاق سراح كلّ سجناء الحراك الشعبي، ورفع القيود على وسائل الإعلام وتوفير كل الظروف والتسهيلات التي تُتيحُ للمواطنين ممارسةَ حقِهِم الدستوري في التظاهر والتجمّع السلمى، كما تطرّقت اللجنة إلى عدّة قضايا تتعلَّق بتعيين الحكومة القادمة.

وكان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، توجّه في 3 جويلية/تموز بخطاب إلى الأمّة، تضمّن مقاربة جديدة حول طريقة تسيير الحوار الوطني، تفضي إلى إنشاء هيئة أو سلطة انتخابية مستقلّة تتولى مهمّة تنظيم الانتخابات.

شخصيات انسحبت

وفي اتصال مع "الترا جزائر"، أكّد عبد رحمن عرعار، رئيس المنتدى المدني للتغيير، والتي اقترحت سابقًا شخصيات وطنية لإدارة الحوار قائلًا "إن اللجنة المعلن عنها هي حصيلة مفاوضات مع السلطة التي تفاعلت مع القائمة المقترحة، وهي اللبنة الأولى لحوار سياسي شامل يتجاوز حالة الانسداد".

يستدرك المتحدّث، أن بعض الشخصيات المقترحة  رفضت أن تكون ضمن القائمة الرسمية، وسيتم الإعلان عنها وعن ظروف انسحابها في وقت لاحق، مبديًا تحفّظه من ذكر أسماء الشخصيات المنسحبة.

وقال عرعار"إنّ بيان لجنة الحوار، فيه تأكيد على الشروط التي طالب بها المجتمع السياسي والمدني والحراك الشعبي، خاصّة إطلاق سراح معتقلي الرأي، وتهيئة مناخ هادئ وفتح الإعلام العمومي وذهاب حكومة بدوي".

وعن إمكانية توسيع قائمة أعضاء لجنة الحوار، اعتبر المتحدّث، أن كلّ الاقتراحات ممكنة، قصد دعم هذه اللجنة بأسماء أخرى والخروج من حالة الانسداد".

سلطة غير شرعية

من جهة أخرى، يرى متابعون، أن تركيبة لجنة الحوار تضمّ أسماء من عدّة أطياف، فمن المجتمع السياسي كريم يونس، ومن المجال الأكاديمي القانوني فتيحة عبو ولزهاري بوزي، ومن المجتمع المدني عبد الوهاب بن جلول، وهو عضو المكتب الوطني  لنقابة الكنابست، وهي تركيبة قد تكون قادرة على مدّ جسور التواصل مع الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية.

في هذا السياق، يعتبر عادل أورابح، أستاذ العلوم السياسية في حديث إلى "الترا جزائر" "أن الحوار خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن بشرط أن لا يقتصر جدول أعمال اللجنة على الموعد الانتخابي. من حيث تركيبة اللجنة هناك بعض الشخصيات المحترمة، لكن أخشى أن تستهلك رصيدها المعنوي في سبيل ورقة طريق السلطة، خاصّة وأننا لا نعلم حدود صلاحيات هذه اللجنة".

في سياق آخر، أوضح الناشط النقابي وعضو في فعليات المجتمع المدني مسعود بوديبة لـ "الترا جزائر"، أن موقف فعليات المجتمع المدني يرفض التعامل مع سلطة غير شرعية مبدئيًا، وبالتالي يرفض كل المبادرات التي تنجرّ عنها على حدّ قوله.

مسعود بوذيبة: "إن القائمة الرسمية للجنة الحوار لا تعنينا، بل تعني أصحابها والقائمين عليها"

ويذهب بوذيبة إلى أبعد من ذلك، حين يقول "إن القائمة الرسمية للجنة الحوار لا تعنينا، بل تعني أصحابها والقائمين عليها"، ويردّ على سؤال متعلّق بموقف فعليات المجتمع المدني في حالة ما إذا وُجّهت إليهم دعوة للحوار "سنحدّد موقفنا النهائي بعد اجتماع كل الفعليات"، ويعلّق على وجود إسم أحد كوادر نقابة الكانابست في لجنة الحوار، ممثلًا في عبد الوهاب جلول، قائلًا "إنه لا يمثل النقابة ولا يعبّر عن موقفها، بل هي مبادرة شخصية منه".

 

اقرأ/ي أيضًا:

منتدى الحوار.. يمدّ يده إلى السلطة بشروط

المعارضة تتنازل.. الإطاحة ببن صالح ليست واردة