07-يوليو-2019

خلال افتتاح المنتدى الوطني للحوار لبحث حلول للأزمة (تصوير: فاروق باتيش/ وكالة الأناضول)

كانت مدينة عين البنيان الساحلية بالعاصمة الجزائر على موعد صبيحة أمس مع لقاء جمع أكبر تجمع لقوى المعارضة؛ ضمّ عدّة أطياف سياسية وتشكيلات جمعوية، وقيادات حزبية معروفة في الساحة السياسية ووزراء سابقين.

قوى البديل الديمقراطي أبدت موقفًا رافضًا من خارطة الطريق التي اقترحتها السلطة

عرف هذا اللقاء، عدّة انقسامات بين قوى المعارضة، بين ما بات يُعرف بـ بفعاليات قوى التغيير لنصرة خيار الشعب، وقوى البديل الديمقراطي التي أبدت موقفًا رافضًا من خارطة الطريق التي اقترحتها السلطة، وظلّت متمسّكة  بفكرة المرحلة الانتقالية، قبل العودة إلى المسار الانتخابي.

اقرأ/ي أيضًا: ندوة المعارضة.. حلول في الوقت بدل الضائع

وضمّ اجتماع عين بنيان، رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، رئيس الحكومة الأسبق، والمرشّح السابق المنافس للرئيس بوتفليقة، إلى جانب وزراء سابقين، هم عبد العزيز رحابي، ونور الدين بحبوح، ومحمد السعيد، يضاف إليهم رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري وجيل جديد سفيان جيلالي، كما ضمّ ممثلين عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة منذ 1992.

في مقابل ذلك، غابت شخصيات وطنية جرى الحديث منذ أكثر من أسبوع عن اللقاء، من أمثال رئيسي الحكومة السابقين مولود حمروش وأحمد بن بيتور، والرئيس الجزائري السابق اليامين زروال، ووزير الخارجية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد أحمد طالب الإبراهيمي.

دافع المتدخّلون من شخصيات حزبية وجمعوية عن ضرورة مباشرة حوار وطني ضمن العرض الذي تقدّم به الرئيس المؤقّت عبد القادر بن صالح، مبرّرين ذلك بالوضع الصعب الذي تمرّ به البلاد من الجانب الاقتصادي والأمني على حدود الجزائر، والذي يتطلّب الإسراع بالعودة إلى الشرعية الدستورية، وإطلاق انتخابات رئاسية يتمخّض عنها تمثيلًا شرعيًا معترفًا للجزائر لدى المجموعة الدولية.

من جهتهم، دافع رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ورئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، ورئيس جيل جديد، عن فكرة وضع شروط مسبقة قبل بدء الحوار، منها إطلاق سراح سجناء الرأي وعلى رأسهم المجاهد لخضر بورقعة، وكذا شباب الحراك الذين اعتقلوا في مظاهرات الجمعات الماضية.

وعبّر بعض المتدخّلين عن أملهم في ألّا يقتصر الحوار على الجوانب التقنية والتنظيمية المتعلّقة بالانتخابات؛ وأن يتجاوزه إلى المسائل السياسية المتعلّقة بالانتقال الديمقراطي، كما اشترط بعضهم ذهاب حكومة نور الدين بدوي الحالية واستخلافها بحكومة وطنية متكوّنة من كفاءات، وتحظى باحترام المجتمع وجميع الأطياف السياسية، مع الإشارة إلى أنّه لم يرد ذكر ذهاب الرئيس المؤقّت على أي لسان من بين المتدخّلين، وهو ما فهمه مراقبون، بأن هناك تفاهمات مسبقة مع السلطة بهذا الشأن قبل انعقاد هذا المنتدى.

للإشارة فقد أظهر بعض المشاركين من تيّار فعاليات قوى التغيير لنصرة خيار الشعب، انقلابًا جذريًا في مواقفهم، بعدما كانوا يدافعون عن مرحلة انتقالية تقودها هيئة رئاسية وحكومة ائتلاف وطني، تقوم بتحضير انتخابات رئاسية قبل نهاية السنة الجارية، واليوم يطلّون على الرأي العام بدفاع مستميت عن خارطة الطريق التي تريدها السلطة القائمة، والتي عبّر عنها الرئيس المؤقّت وكذا رئيس أركان الجيش.

البعض يشترط  ذهاب الرئيس المؤقّت وحكومة بدوي، قبل مباشرة المسار الانتخابي 

من جانب آخر، اتخذ تكتّل ما يُسمى بـ قوى البديل الديمقراطي موقفًا متحفظًا من الخطوة التي أقدمت عليها فعاليات قوى التغيير، واعتبرتها تواطأً مع السلطة على حساب مطالب الحراك الشعبي، الذي يشترط ذهاب الرئيس المؤقّت وحكومة بدوي، قبل مباشرة المسار الانتخابي من جديد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر..المعارضة تتخوف من انغلاق سياسي

فشل المعارضة في تحديد مرشّح توافقي يحرك الشارع الجزائري