فريق التحرير - الترا جزائر
فتحت حادثة تخريب مدرسة الموسيقى ببلدية الشراقة بالعاصمة، نقاشًا واسعًا حول عودة الخطابات المتطرفة في المجتمع، وربطها كثير من النشطاء بحادثة تحطيم تمثال عين الفوارة بولاية سطيف في مناسبتين سابقتين وخطابات متطرفة كان يُعتقد أن اختفت منذ زمن بعيد.
تساءل متابعون عن أسباب هجوم هؤلاء على المبنى وعن غياب الحراسة في هذه المؤسسة
أظهرت مشاهد الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، قاعات بناية مدرسة الموسيقى بالعاصمة، مخربة بالكامل من السقف إلى الأرضية، حيث بدت وكأنها تعرضت إلى تفجير عنيف، فألواح الجبس المعلقة في السقف محطمة والنوافذ والأبواب مهشمة وأسلاك الكهرباء مقطوعة، وكذلك حدث مع الأثاث والطاولات، حيث لم يبق شيء له ظل في قاعات البناية.
صاحب الفيديو، أشار إلى أن المخربين لم يكن يهمهم سرقة الأثاث أو أن الأمر يتعلق بعملية سطو فقد هاجم هؤلاء المكان بغاية التدمير فقط.
إلى هنا تساءل متابعون عن كيفية هجوم هؤلاء على المبنى وعن سبب غياب الحراسة في هذه المؤسسة التعليمية، وكيف تمكن هؤلاء من التسلل والبقاء في المبنى لفترة كافية مكّنتهم من تدميره بالكامل، خاصة أنهم أحدثوا ضوضاءً كبيرة في هذه الحادثة.
في هذا السياق، تساءل الكاتب شرف الدين شكري عن سبب غياب رجال الأمن المخصصين لحماية هذه المؤسسة، وجاء في منشوره: "أتساءل أين كان حراس مدرسة الموسيقى الجديدة بالشراقة؟ العمل التخريبي ومن خلال اقتلاع الأرضية والاسقف يأخذ وقتًا بل أيامًا. أين الأمن من أجل حراسة تجهيزات الدولة؟ هناك تواطؤ مع المخربين وغضّ طرف مما كان يحدث من تخريب".
كثرون ربطوا حادثة تخريب مدرسة الموسيقى بالشراقة، بخطاب التطرف والتشدد الديني، حيث كتب صالح آيت مهدي في تدوينة فيسبوكية يقول: "الموضوع: تخريب مدرسة الموسيقى في شراقة، هذه من بوادر الإرهاب بوجه آخر وبأسلوب مختلف، تصور كيف تكون الوضعية في الأيام المقبلة حتى العصافير التي تغني فوق الأغصان تقتل".
وفي السياق نفسه، كتبت زينة يحيى: "تخريب مدرسة الموسيقى بشراقة العاصمة، أكيد من طرف الجاليات التكفيرية المستراحية التي تحمل الفكر المتطرف الدخيل. رحم الله خالد نزار".
بدورها نشرت صفحة "أطلس تايمز" منشورًا أسقطت فيه هذه الحادثة، مع حوادث مشابهة وقعت في العشرية السوداء في الجزائر، وجاء في تدوينتها: "هل رأيتم أين يمكن أن تصل حملات بعض الجهلة عبر منشورات فيسبوك والدعوات في مجموعات دردشة مفتوحة بمئات الآلاف من الأعضاء لعدم تدريس الموسيقى والفنون؟ ".
وأضافت أن العشرية السوداء بدأت بهذه الطريقة "بدأت بمنع حفل للمغنية ليندا دوسوزا في قاعة سينما الأطلس بحي باب الواد. الحذر واليقظة صارا لازمين أكثر من أي وقت في هذه الأيام العصيبة. والمخربون يجب أن ينالوا جزاءهم".
وكتبت صاحبة حساب "ساندرا ستارتيد" تقول: "أعتقد أنها بداية للعشرية السوداء 2 في الجزائر، بعد ترند ارتداء الحجاب وتحجيب كل فتيات الجزائر بما فيها الأطفال، تم الآن تخريب مدرسة الموسيقى في حي الشراڤة بالضاحية الغربية من الجزائر العاصمة".
أما عبد المخرج المسرحي عبد الباسط تيحمامين فعلّق يقول: تخريب مدرسة الموسيقى ليس مجرد تخريب لممتلكات الدولة بل هو انحدار خطير نحو العنف من طرف تيار فوضى، يجب التصدي له".
أظهرت مشاهد الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، قاعات بناية مدرسة الموسيقى بالعاصمة، مخربة بالكامل
ربما كانت حادثة تخريب مدرسة الموسيقى بالشراقة حادثة معزولة، ولكن الأزمة تبدو أعمق من هذه الحادثة بكثير، خاصة مع غياب الحراسة الأمنية وعدم صدور بيان رسمي يتطرق إلى فتح تحقيق حول الحادثة، فضلًا عن تسلل مواطنين إلى البناية بعد تخريبها ونقل مشاهد عن الوضع في ظل غياب تام للسلطات.