أطلق البروفيسور والعالم الجزائري، بلقاسم حبة، أوّل جامعة خاصة متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بالجزائر بمنطقة الرحمانية بالجزائر العاصمة، تحت اسم معهد نوميديا للتكنولوجيا.

مُحسنٌ من ولاية سطيف قرّر وضع وقف خيري بكل مرافقه تحت تصرف البروفيسور حبة بعد الضجة التي أحدثها مقر جامعته للذكاء الاصطناعي

وتختص الجامعة المُعتمدة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة، وهو الاختصاص الوحيد في شمال أفريقيا، يعلّم الطلاب الذكاء الاصطناعي. ويتم التدريس باللغتين الفرنسية والإنجليزية، خلال العامين الأولين على أن يتم التدريس خلال السنة الثالثة باللغة الإنجليزية فقط.

ولكن مع انتشار الخبر على منصات التواصل الاجتماعي، انقلبت الآراء المشيدة بالفكرة إلى انتقاد بدرجة بلغت حدّ التهكم، وذلك بسبب المقر الذي يحتضن "جامعة نوميديا"، والمُتمثل في بناية سكنية تعلو مستودعات تجارية، وهو ما جعل البعض يتساءل، هل هذه حقًا جامعة؟.

انتقاد

في سياق الانتقادات الموجّهة لجامعة نوميديا للتكنولوجيا، قال الإعلامي حاتم غندير " كنت أتمنى ألّا يفتتح مشروع معهد "نوميديا للتكنولوجيا" وهي أوّل جامعة خاصة من نوعها في البلاد بهذا الشكل غير اللائق في فيلا/عمارة صغيرة لأسباب كثيرة".

وعلّل الإعلامي بقناة الجزيرة رأيه مخاطبًا بلقاسم حبّة: "كنا نتوقع أن تكون جامعتك/جامعتنا نموذجًا عمليًا ومثالًا للجامعات الخاصة والجامعات عمومًا في الجزائر. وهذا من حيث اختيار الموقع، والهندسة المعمارية على نمط جزائري وعصري وحديقة فسيحة، وليس مجرّد مبنى ربما يصلح للنوم أكثر وليس للعيش".

وتابع: "كان يمكن أن تكون سطيف أو أية ولاية أخرى مناسبة حيث وفرة الأراضي الشاسعة وبيئة الأعمال المناسبة لإنشاء نواة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الصناعي وليس بالضرورة في العاصمة".

وأردف: "هناك من يُبرر أن هذه بداية وأن مشاريع عملاقة مثل أمازون بدأت في مرآب لكنك تعلم أن تلك المشاريع بدأت مغمورة من قبل أشخاص مغمورين حينها لا أحد يعرفهم، على عكسك أنت العالم الكبير".

 وعلى نفس النهج دوّن عمّار سيغة "البناية التي احتضنت المعهد والتي لا تعدو أن تكون مسكنًا يحتوي مستودعات في الطابق الأرضي وطابقين وسطح بما يجسد العقلية المعمارية الجزائرية "من تحت ڨراجات ومن فوق سكنات"، أطلت ومضة إشهارية للمعهد والذي يُروّج له على أنه جامعة وتطبق المناهج الأميركية في تدريس تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى هنا لا شيء يبعث على التشجيع والتقبل بالنسبة لي".

وأضاف: "كان من الممكن لبلقاسم حبة خوض تجربة تكون بمستوى ما يحمله من خبرة في جامعات الولايات المتحدة الأميريكة، وفي شركاتها الإلكترونية والصناعية.  وكان له أن يجسّد مشروعًا بحجم الجامعات الأمريكية الموجودة في عديد الدول كالأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وغيرها".

وختم سيغة قوله: "كان له أن ينأى عن كل فرصة للتنمر عليه وجعله مسخرة بين الفايسبوكيين، فعلى الرغم من زخم وفخامة المشروع (تسمية أول جامعة خاصة) وما يحمله اسم الجامعة من دلالات ومن معاهد وكليات والتي تُرقِيها لمصاف جامعة تجمع كل العلوم".

من جهته، قال الناشط شنوف أحمد مجاهد إن مجموعة من الانتهازيين استغلت ظهور بلقاسم حبة وانبهار الجزائريين به وأسست جامعة بمواصفات وشكليات جزائرية خالصة".

وتابع: "زبدة تجارب وخبرات الرجل لم تكن موجودة ولن تكون فالقوم أرادوا استغلال اسمه وهو أراد نصيبًا من الظهور، والرجل ليس إلا عضوًا استشاريًا فيها".

فيما علّق منصوري هشام قائلا: "لم أتخيل جامعة على النموذج الأوروبي ٱو الأمريكي،  لكنني أعتقد أنّ كلمة جامعة خاصّة كلمة كبيرة".

رأي مخالف

وعكس ما سبق، يعتقد رضا شويخي أن "مقارنة الجامعة التي أسسها بلقاسم حبة بكبرى الجامعات الحكومية غير مؤسس وغير منطقي لامتلاك الجامعات هياكل ضخمة توفرها الدولة الجزائرية وتنفق عليها المليارات مع مجانية التعليم  والنتائج يعلمها العام والخاص، أما جامعة البروفيسور حبة فلها ميزانية محددة ومدروسة من كل الجوانب، وبانتظار مخرجات هذه الجامعة ستكون المقارنة والتقييم ذات أساس سليم ومنطقي".

 فيما قال بارودي حميدة إنّ "جامعة بلقاسم حبّة ينعتها العملاء ومن ورائهم الجُهال والحمقى بكل نقيصة، يقول بعضهم ليست فيها معايير السلامة وآخر هي تشبه مسكن وآخر مخبزة ونُباح كثير"، مضيفًا: "الرجل سنّ حسنة لأول جامعة من نوعها ليس في الجزائر فقط واسألوا غوغل."

وختم بارودي تدوينته بالقول: "التكنولوجيا لا تتطلب جامعات بحجم ملعب كرة قدم".

التفاتة

وبعد الصخب الذي خلقه موضوع جامعة نوميديا للتكنولوجيا، والانتقادات التي طالت المشروع بسبب مقره "غير اللائق"، قام مُحسن من مدينة سطيف بوضع وقف خيري بكل مرافقه تحت تصرف البروفيسور بلقاسم حبة من أجل أن يحتضن مقر جامعته.

ووفق ما تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، فإنّ المرفق يقع وسط مدينة سطيف ولم يتم استغلاله بعد ويعتقد مالكه أنه يصلح لأن يكون جامعة، معتبرًا هبته "خدمة للعلم والوطن".

ونقل الإعلامي حاتم غندير الخبر على صفحته كاتبا: "جاءني اتصال قبل قليل من مدينة سطيف نيابة عن أحد المحسنين، يقول لي إنه يضع وقفًا خيريًا بكل مرافقه لم يُستغل بعد يقع وسط المدينة، يصلح أن يكون جامعة تحت تصرف البروفيسور حبة إن أراد ذلك. وأنه لا يبتغي من وراء ذلك إلا الأجر وخدمة البلاد".

وتفاعل ناشطون مع المنشور الذي يزّف الخبر، مؤكدين أن "هذه هي القيمة الفعلية والحقيقة لمواقع التواصل الاجتماعي"، فيما أبدى آخرون سعادتهم بذلك معتبرين أن "الخير في بلادنا كثير ولا ينقطع، فقط نحتاج إلى المبادرة والتحسيس والتذكير".

اقرأ/ي أيضًا:

المخترع الجزائري بلقاسم حبة الأكثر إنتاجًا في منطقة السيليكون فالي منذ 2008

تكريم المخترع الجزائري بلقاسم حبة بوسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير