25-أكتوبر-2024

الهاشمي جعبوب (صورة: فيسبوك)

خاض وزير العمل السابق الهاشمي جعبوب في تدوينة مطولة في قضية كتاب "الجزائر اليهودية" لصاحبته هدية بن ساحلي، مهاجمًا ما وصفه بمحاولات "التطبيع الثقافي" عبر أعمال تتحدى الهوية الجزائرية وتستهدف التاريخ الوطني.

الوزير السابق اعتبر الكتاب استفزازًا صريحًا للهوية الوطنية

وجاءت التدوينة التي نشرها جعبوب على صفحته على فيسبوك، كرد فعل على الضجة المثارة على الكتاب الذي يرى الوزير السابق أنه يعكس أجندات خارجية، متأثرة بجهات أكاديمية وثقافية خارجية تهدف إلى إدخال مفاهيم ثقافية دخيلة على المجتمع الجزائري.

وفي بداية كلامه، استغرب القيادي في حركة مجتمع السلم،  من خطوة الترويج لهذا الكتاب، واعتبره محاولة غير مسبوقة لتطبيع التاريخ الجزائري عبر بوابة الثقافة، وهي خطوة وصفها بأنها "دنيئة"، تهدف لاستغلال النخب الثقافية في الجزائر لترويج فكر معين يخدم أطرافًا سياسية في الخارج.

ورأى أن الخلفية الأكاديمية لبن ساحلي تعود إلى سنوات قضتها في فرنسا، حيث تلقت توجيهًا من شخصيات مثل فاليري زناتي، الكاتبة الفرنسية-الإسرائيلية، التي أشرفت على رسالتها الجامعية.

وفاليري زناتي التي قدمت للكتاب، قد أثرت وفق جعبوب، على بن ساحلي، فهي كاتبة يهودية من أصول جزائرية، معروفة بدعمها للقضايا اليهودية والإسرائيلية، وشاركت في ترجمة العديد من الكتب التي تروج للمحرقة وتدافع عن الكيان الصهيوني. 

Quand j'étais soldate - Valérie Zenatti - (ISBN: 9782211223171) | De Slegte

وأضاف أن تأثير زناتي على الكاتبة يظهر في الأفكار التي تتضمنها مؤلفات بن ساحلي، معتبرًا أنها كانت "ضحية غسيل مخ" من قبل بعض الجهات الجامعية، التي حولتها إلى أداة للترويج لأفكار تتناقض مع القيم الجزائرية.

وأوضح أن هذه العلاقات الأكاديمية لم تكن الوحيدة في حياة الكاتبة، إذ تأثرت حسبه، أيضًا بفرانسين سيكورال، أستاذة الأنتروبولوجيا بجامعة السوربون، التي ركزت على إبراز التراث اليهودي وأشرفت على رسالة الدكتوراه لبن ساحلي، ما عزز من موقفها حول موضوع "الجزائر اليهودية".

وعاد جعبوب لظروف بروز نجم الكاتبة التي اعتبرها مشبوهة، من خلال فوزها بجائزة "يمينة مشاكرة" للأدب، وهي جائزة نظمتها مجموعة من المثقفات الجزائريات والفرنسيات الفرنكوفونيات في الجزائر، مشيرا إلى أن هذا الاحتفاء كان "مدفوعًا" من تيارات فرنسية فرنكوفيلية وموالية للتوجهات الثقافية الداعمة لفرنسا في الجزائر.

وهذه الجائزة، كما هو معلوم، مُنحت لكتابها "العواصف"، الذي أثار جدلاً كبيرًا بسبب تناوله للمجتمع الأبوي، وموقفه من المرأة والقيود المفروضة عليها، وهو ما وصفه جعبوب بأنه محاولة "لتخريب" القيم المجتمعية التقليدية.

ورأى أن تكريمها كان مسعى من طرف هذه الجهات الأجنبية لإضفاء الشرعية على أفكارها، رغم الجدل الذي أحاط بالجائزة، بعد اتهامات بسرقة أدبية بحق بن ساحلي.

أما بخصوص كتاب "الجزائر اليهودية"، فاعتبره الوزير السابق استفزازًا صريحًا للهوية الوطنية، حيث ذكر أن العنوان يثير الريبة نظرًا لتشابه تسميته مع كتاب استعماري صدر عام 1887 للكاتب الفرنسي جورج مايني تحت نفس العنوان، وهو ما اعتبره محاولة لإحياء أفكار استشراقية قديمة هدفت إلى تشويه التاريخ الجزائري وتحريفه.

ولمواجهة هذا المد، دعا جعبوب إلى سنّ قوانين تجرّم محاولات التطبيع الثقافي في الجزائر، مبديا اقتناعه بأن تاريخ الجزائر سيظل محصنًا بقيمه، ولن يكون عرضة لأي محاولات تشويه أو تطبيع تمس من مكونات الهوية الوطنية، التي يعتبرها القيادي الإسلامي أنها "الأكسجين الذي يتنفسه الجزائريون".