أكّد سفيان جيلالي، رئيس حزب "جيل جديد"، اليوم الجمعة، أن حزبه حاول أن يبقى الحوار قائمًا بين مختلف عناصر الساحة السياسية الجزائرية، لكن "ثقل السلطة إلى جانب معارضة راديكالية تحول مركز ثقلها إلى أوروبا"، كانت عوامل أعاقت عملية الحوار في الوقت الراهن.
يصف جيلالي بعض الأحكام القضائية الصادرة في حقّ نشطاء من الحراك بغير الواضحة
وصوّب رئيس "جيل جديد" في حوار مع "وكالة سبوتنيك" الروسية سهامه نحو المعارضة الجزائرية، والمعارضين المقيمين خارج الوطن بالخصوص، وأكّد أن ممارسات صادرة منهم كانت سببًا رئيسيًا في عرقلة عملية الحوار بين الأقطاب السياسية، حيث يرى أنّ "هناك مواقف أكثر راديكالية صدرت من المعارضة، وهذا بمحاولة استغلال الحراك الشعبي لإسقاط السلطة المركزية، من خلال مهاجمة الجيش الجزائري بشكل مباشر"، ويتابع "بعض السياسيين اعتقدوا أن الحراك أقوى من الدولة وأنهم سيركعونها حتى لو استدعى الأمر الحصول على مساعدة من شبكات خارجية".
ويستطرد العضو السابق لحركة مواطنة "لقد كان "جيل جديد" شديد الالتزام بالعمل الجماعي للمعارضة، لكن كان لدى الشركاء الآخرين قيود تعيّن عليهم تسييرها، وهذا لم يعد يتوافق مع الأهداف السياسية المنشودة".
وعاد جيلالي لبعض الممارسات السياسية التي لم تتغيّر لدى المعارضة الجزائرية قائلًا "كانت الأحزاب السياسية المعارضة تُجبر سابقًا على قبول قواعد اللعبة التي فرضها النظام القديم، وهذا بتأمين "كوطة" من مقاعد البرلمان. بعدها قدّم الحراك لهذه الأحزاب فرصة أخرى أمام الشعب، لقد وقعوا في بعض الأحيان في فائض من الحماسة دون أن يتحملوا هذا الموقف، ويستقيلوا من برلمان أشباح".
ويشرح رئيس "جيل جديد" موقف حزبه الذي أصبح عرضة للانتقادات في الفترة الأخيرة بقوله: "حزبنا كان شديد الالتزام بتغيير النظام، لكن لم يكن يومًا مع المساس بالدولة الجزائرية أو سيادتها أو أمنها، هناك فرق بين النظام والدولة"، ويتابع "التلاعب الخارجي واللعب المريب لبعض الأطراف الداخلية، كان سينتهي بدفع الجزائر إلى الفوضى".
من جهة أخرى، يصف جيلالي بعض الأحكام القضائية الصادرة في حقّ نشطاء من الحراك بغير الواضحة والشديدة رغم دعوات التهدئة، مؤكدًا في الوقت ذاته وجود "عملية ليّ ذراع بين السلطة وجزء راديكالي من الحراك، الشيء الذي دفع ثمنه بعض المناضلين الصادقين"، ويعتقد المتحدث أيضًا بأنه من السهل اتهام السلطة بكل المساوئ، لكن لا يوجد شك أن تيارات شديدة الضراوة ونشطة يمكن أن تجرف في أعقابها مواطنين بنوايا حسنة".
وعن دعوات بعض الأطراف للنزول إلى الشارع واستئناف مسيرات الحراك الشعبي، يقول جيلالي "لقد خلق الحراك في نسخته الأولى حالة ذهنية مثيرة للاهتمام، حيث عاد الجزائريون إلى السياسة، وبمجرد تحقيق الأهداف الرئيسية، أراد العديد من الجزائريين العودة إلى عمل سياسي أكثر إيجابية"، موضحاً أنّ "ما تبقى في الشارع كان على أساس أيديولوجي متناقض.. نشطاء يساريون من أجل الهوية.. متحالفون مع الإسلاميين الذين يعيشون في الخارج ويدعون إلى التمرّد، وهذا ما شوّه المطالب الأساسية للحراك".
اقرأ/ي أيضًا:
حوار | جيلالي سفيان: السلطة أقحمت نفسها في الصراع الأيديولوجي لإضعاف الحراك
جيلالي سفيان: إطلاق سراح سُجناء الحراك سيكون سريعًا بحسب الرئيس تبون