09-أبريل-2024
الرئيس تبون

الرئيس تبون وجيلالي سفيان (صورة: الوطن)

في تصريح خارج عن المألوف، دعا سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد الرئيس عبد المجيد تبون لأن يضع اسمه في التاريخ بإعلانه عدم الترشح لعهدة رئاسية ثانية، لأن البلاد حسبه تحتاج إلى التغيير.

جيلالي سفيان: "أدرك تبعات اتخاذ موقفي، لكن أعتقد أنه سيربح كثيرا (الرئيس تبون) من التنازل عن العهدة الثانية"

وقال جيلالي في حوار له مع موقع كل شيء عن الجزائر، أثناء إطلاقه هذه الدعوة: "أدرك تبعات اتخاذ موقفي، لكن أعتقد أنه سيربح كثيرا (الرئيس تبون) من التنازل عن العهدة الثانية".

ويعتقد رئيس جيل جديد أن تبون "قام بأفضل ما لديه خلال هذه الولاية الأولى وسيكون الجزائريون شاكرين له". لكن هناك احتمال كبير، حسبه، أن تتحول الولاية الثانية إلى فشل مؤلم، سيكون على حد سواء مؤلمًا بالنسبة له وللبلاد.

وأضاف: "لديه الوقت للتفكير والاستماع إلى الذين يتحدثون بصراحة وعدم الانجرار خلف المتزلفين. يمكنه أن ينجز عملية الانتقال بنجاح من خلال رعاية انتخابات رئاسية تنافسية".

واعتبر جيلالي أن الرئيس في حال اتخذ هذا القرار "سيضع اسمه في تاريخ الجزائر"، داعيا إياه لأن "يتأمل التحديات التي تنتظر البلاد وأن يستجوب ضميره حول أفضل خدمة يمكنه تقديمها للبلاد".

ويرى المتحدث من جانب آخر، أن الرئيس تبون من خلال آخر ظهور تلفزيوني له، بدا لي مصممًا على البقاء في المناصب. كما أنه بناءً على تقرير وكالة الأنباء الجزائرية، يبدو أنه مصمم على تحقيق ما تبقى من برنامجه.

وهنا يقول، يجب أن يبدأ النقاش الحقيقي، من خلال طرح أسئلة حول ما إذا كانت الجزائر ستكون أفضل مع هذه السياسة؟

ويعقب جيلالي على ذلك بالقول: "في رأيي، يحتاج بلدنا إلى تغيير شامل في الأفكار".

وأضاف: "يجب أن نخرج بحزم من روح توزيع الريع. يجب أن نجعل البلد يعمل. الهيكل السياسي والإداري جامد، لذا نحتاج إلى إصلاحات عميقة تكون ضرورية بقدر ما يظل البلد نسبياً مستقرًا في الوقت الحالي".

ومع ذلك، يضيف، "يجب أن نوضح بخصوص هذا الأمر أن الاستقرار ليس بالثبات، بل بالديناميكية الصحية. لا يوجد شيء أكثر استقرارًا ودائمًا من الموت. أما الحياة فهي العمل، والإبداع، والتطور، والتجديد. لنكون مستقرين، يجب أن نكون نشطين. إذا توقفت عن ركوب الدراجة، ستسقط مع دراجتك".

واعتبر جيلالي أن "العودة إلى سبعينيات القرن الماضي، والاعتقاد بأن الولاة سيقومون بالتنمية، وأن الإدارة القوية ستقضي على الفساد، وأن صمت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام سيسمح بتحريك الجزائريين لصالح السلطة، هو وهم"، مبرزا أن " نفس الأسباب تنتج نفس النتائج".

ولفت إلى أن "السلطات الهائلة التي تمتلكها الإدارة في الاقتصاد لن تؤدي إلا إلى توتر في السوق، ونقص في السلع، ومضاربات، وفساد، واستغلال، وهروب لرؤوس الأموال، وتشتت عام".

ورسم المتحدث صورة قاتمة عن الوضع في البلاد وما ينتظرها، قائلا: "اليوم، الأموال مجمدة ويتم نقلها بشكل كبير إلى الخارج. بنوكنا لا تزال قديمة، والعملة الصعبة تُشترى في الشوارع تحت أنظار محكمة سيدي امحمد".

وتابع يقول: "الأجيال الجديدة تهرب من البلاد ولم يتم تشكيل أي نخبة جادة. الرداءة تسود. ما نوع الجزائر التي سنبنيها بهذا الشكل؟".

واسترسل: "على قدر ما كانت سياسة الرئيس قد تناسبت في المرحلة الأولى مع احتياجات البلاد، فإن الظروف قد تغيرت الآن ولا تسمح بنفس النهج".

ليصل إلى خلاصة في شكل تساؤل: "هل يستطيع الرئيس أن يضع سياسة جديدة جريئة، مختلفة بالضرورة عن تلك التي اتبعها حتى الآن إذا تم تجديده لولاية ثانية؟ هل لديه الرغبة والطاقة والكفاءات والهندسة السياسية لذلك؟ الشك مسموح به".

وعرف جيلالي سفيان بمواقفه المعارضة للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وبدعوته للخروج ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة، ثم تبنى موقفا مهادنا في فترىة الرئيس عبد المجيد تبون مع توجيه انتقادات من حين لآخر لسياساته.