قبل عام جسدت الفنانة رحمة جباري بإتقان دور الشهيدة فضيلة سعدان، بحضور لافت في ملحمة "فدائيون في الذاكرة"،وفي تموز/جويلية الماضي بمناسبة ستينية الاستقلال تألقت في "الخالدون" لكريم بودشيش، لكنّ قصتها مع المسرح بدأت قبل سبع سنوات عندما كانت طالبة بجامعة قسنطينة،وفي قسنطية برزت وواصلت ممارستها للفن الرابع ووقفت على خشبة "محمد الطاهر الفرقاني" في مناسبات مختلفة.. الممثلة رحمة جباري ابنة مدينة قالمة تتحدّث لـ"الترا جزائر" عن شغفها بالمسرح وأعمالها وأدوارها وأحلاها، وعن "سيرتا" التي احتضنتها وألهمتها.
الفنانة رحمة جباري: حين جسّدت دور الشهيدة فضيلة سعدان بقيت أبكي على الخشبة وشعرت أنّ روحها لامستني
- ليتعرّف عليك الجمهور الجزائري أكثر، من هي رحمة جباري؟
رحمة جباري، شابة من ولاية ڨالمة 26 سنة، متحصلة على شهادة الليسانس في الفنون الدرامية وشهادة الماستر في سينوغرافيا العرض المسرحي، درست بكلية الفنون والثقافة جامعة صالح بوبنيدر قسنطينة- 3، وإضافة إلى ذلك ممثلة مسرحية شاركت في عدّة عروض أبرزها "جميلة" و"باية"، "فدائيون في الذاكرة".. وغيرها، وأهوى تصميم الأزياء والغناء.
- في مرحلة دراستك في كلية الفنون بقسنطينة، مارست التمثيل المسرحي وصنعت اسمك ووقفت على الخشبة إلى جانب ممثلين معروفين في قسنطينة.. ما سرّ ذلك؟
درست الفنون بكامل قناعتي وكنت أحب الموسيقى والغناء، إلى أن اكتشفت موهبتي في التمثيل وذلك عندما شاركت في أولى أعمالي المسرحية "ربيع" التي أنتجت تحت إشراف إدارة الخدمات الجامعية عين الباي-9، كما سجلت مشاركتي في المهرجان الوطني للمسرح الجامعي.
من هنا بدأت قصتي مع الخشبة، أحببت الخشبة وتعلقت بها لدرجة أنني أشارك كل سنة في ثلاث مسرحيات، كما عشقت تجدد الأدوار وهذا بفضل الله أولًا وبفضل المخرج هشام بردوك الذي ساعدني في الكثير من الأدوار رغم أنني طالبة جامعية، لكني فعلت الأمرين معًا وهذا بغرض الاكتساب المعرفي في الجامعة، حيث كنت أجسده على الخشبة فحققت العديد من الألقاب وأنا لا أزال طالبة.
- في تلك التجارب الأولى ماذا كان هدفك؟
كان هدفي الوصول إلى المسرح المحترف بقسنطينة، وحققت ذلك سنة 2020 بعد ثلاث سنوات من دخولي الجامعة، فقط، وشعرت بالفخر حينها لأنّ هدفي الأساسي تحقق وهذا لم يأت من فراغ، بل جاء بإرادة قوية تحدّيت بها مختلف الظروف.
- ما علاقتك بمسرح قالمة مدينتك التي نشأت وكبرت فيها، باعتبار أنّ جلّ الأعمال المسرحية التي شاركت فيها، من إنتاج المسرح الجهوي لقسنطينة؟
صراحة ليس لي علاقة بمسرح ڨالمة الجهوي، وهذا بسبب الجهوية وعدم إشراك وجوه جديدة في الإنتاجات المسرحية، ولا أعلم لماذا؟، لقد حاولت العديد من المرات أن أقدم عروضًا معهم، لكن للأسف لم يحدث ذلك، فأصبحت ابنة قسنطينة في جل الأعمال وهذا لاحتوائهم لي، والآن سعيدة لأنني عملت مع العديد من الفنانين الرائعين وأنا ممتنة لهم كثيرًا.
- مدينة "الصخر العتيق" قسنطينة.. ماذا منحتك؟
قسنطينة.. من منّا لا يعشقها .. قسنطينة مدينة الفن والثقافة، ومن حظي أنني درست بها، ودخلتها طالبة عام 2015 تزامنًا واختيارها عاصمة للثقافة العربية، منذ ذلك التاريخ وأنا أطمح لأن أسجّل اسمي وسط الذين يبدعون في مجال الفنون والثقافة، وأقول عندما يكون حبك لها صادقًا تبادلك نفس الصدق وتجعل منك فخرًا واسمًا يسجل في ذاكرتها، بقسنطينة اكتشفت شخصيتي، موهبتي، ولقسنطينة كرست فني، فجعلت منّي هذه المدينة الجميلة شخصًا يطمح للأفضل دائمًا.. هذه هي سيرتا.
- دور أديته وأحببته، وتعلق الجمهور به؟ حدّثينا عنه؟
أدّيت العديد من الأدوار، لكن الأقرب إليّ عندما جسدت في العرض الملحمي "فدائيّون في الذاكرة" للمخرج علي عيساوي، دور الشهيدة البطلة فضيلة سعدان.. كنت فخورة وشعرت بالمسؤولية، لأنني كنت دائمًا أحب أدوار أبطال الثورة، لأننا ترعرعنا على مشاهدة الأفلام ومشاهدة المسرحيات التاريخية وكيف جاهد وناضل هؤلاء الأبطال من أجل يوم أفضل لنا.
ضف إلى ذلك أحب جدًا أزياء وماكياج حقبة الخمسينيات، وحين أديت هذا الدور استحق مني مجهودًا في التعرف على الشخصية الحقيقية وكيف عاشت، كيف توفيت، إضافة إلى اللباس والشعر والملامح.. كلّها ألهمتني حتى لا أقصرّ في حقها، إلى أن جاء يوم العرض ورأيت تفاعل الجمهور، بقيت أبكي مدة عشر دقائق على الخشبة، شعرت أنّ روحها لامستني.. وأصبح الجميع اليوم ينادونني بـ"فضيلة"..فما استنتجته من خلال هذا الدور وما حصده من تفاعل وإقبال من طرف الجمهور أنّ فكرتي وصلت وبإمكاني تقمص أي دور شرط أن أكون مقتنعة به.
- هل لك تجارب تمثيل في التلفزيون أو السينما؟
لدي تجربة واحدة متواضعة في السينما، تقمصت دور الشهيدة مريم بوعتورة مع المخرج أحمد رياض، لكن لدّي شغف كبير للسينما وأتمنى المشاركة في أعمال تلفزيونية أو سينمائية.. هذا أصبح من أهدافي الآن.
- ما هو الدور الذي تحلمين بتجسيده؟
أحلم بتجسيد شخصية وردة الجزائرية في السينما أو التلفزيون.
الفنانة رحمة جباري: لدّي شغف كبير للسينما وأتمنى المشاركة في أعمال تلفزيونية أو سينمائية
- هل لديك عروض للمشاركة في مسرحيات جديدة؟
يوجد عمل قادم مع مسرح قسنطينة الجهوي، وعمل أخر مع مسرح سطيف.. وسنشرع في التدريبات قريبا.. القضية مسألة وقت فقط.