31-مايو-2022
الفنان حسان كشاش (الصورة: بوابة الحياة العربية)

الفنان حسان كشاش (الصورة: بوابة الحياة العربية)

طبيبٌ، مارس مهنته بضع سنوات، ثم أبدع في الفن السابع،.. صاحب كاريزما وحضور على الشاشتين الذهبيّة والفضيّة، سجّل اسمه بأحرف من ذهب في وقت قصير في حقل التمثيل داخل وخارج الجزائر..

حسان كشاش: السينما الجزائرية لم تخرج عن قضايا الإنسان

بدأ مشواره مع أحمد راشدي بـ"كانت الحرب"، ثم شارك في فيلم "النخيل الجريح" (إنتاج جزائري-تونسي)، وبرز أكثر في "بن بولعيد" فيلم ثوري يحكي سيرة أحد شهداء الثورة التحريرية (1954-1962) ضد الاستعمار الفرنسي، كما شارك في أفلام ثورية أخرى من بينها "لطفي"، "أسوار القلعة السابعة".. وغيرها، أمّا تلفزيونيًا فتألق في "الخاوة" لمديح بلعيد وفي "مشاعر" (تونسي-جزائري)، للمخرج التركي محمد الجوك.. إنّه النجم حسان كشاش.. "الترا جزائر" التقاه في هذه المقابلة.

  • أول مشاركة لك في مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي للفيلم القصير الذي أسدل ستاره مؤخرًا، كيف كانت هذه التجربة؟

أشارك لِلمرة الأولى في هذا المهرجان بشكل مُباشر، أنت تعلم أنّه عندما يكون هناك مهرجان أو حدث معين ونكون غير حاضرين جسديًا، نسمع عنه ونتلقى أخباره، السنة الماضية لم أحضر الطبعة الأولى بسبب ارتباطي بتصوير عمل خارج الجزائر، وهذه المرّة أنا جِدُ سعيد بالمشاركة في هذه الطبعة خاصة وأنّ هذا الحدث يتّسع ويكبُر.

  • حضرت رفقة عدّة فنانين بقاعة سينما الأوراس، لمشاهدة أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان إيمدغاسن الخاص بالفيلم القصير.. ما تحليلك لها وانطباعك عنها؟

مجموعة أفلام اختيرت من أصل مجموعة كبيرة من الأفلام المترشحة من مختلف قارات العالم، بالضبط 29 فيلمًا قصيرًا من 24 دولة، التشكيلة المختارة غنيّة وستسمح بالتأكيد -من خلال الأعمال التي شاهدتها- بالإطلاع وإلقاء نظرة على المشهد السينمائي على مستوى واسع، فمثلا في الأفلام التي شاهدتها انتقلنا من الجزائر، حيث بدأنا بفيلم نجيب العمراوي "المسيرة الأخيرة"، ثم انتقلنا إلى هولندا والسويد وإلى أوغندا، سوريا، العراق، مصر، .. سافرنا إلى عدّة قارات.

وهذه الأعمال عالجت في أغلبها ثيمة الإنسان وطرحت قضاياه، طموحه، أفراحه.. كل الأحاسيس الإنسانية، فمثلًا فيلم "كانيبال" الإيراني، يتحدث عن رجل يقوم برمي الزيت في الطريق حتى تقع حوادث مرور وهو يستفيد من ذلك، إضافة إلى فيلم عراقي يتكلم عن علاقة طفل بكلبِه في الوقت الذي تُقتل فيه الكلاب في منطقته.

شاهدنا علاقات إنسانية أخرى في فيلم سويدي، وفي الفيلم السوري "المعركة الأخيرة"، لمخرجه ميار النوري،حيث تابعنا علاقة الأب بابنه، الفيلم المصري "موعد حياة" الذي جسد بطولته الفنان أحمد بدير، والذي يرصد علاقة كبار السّن بوسائط التواصل الاجتماعي.. وغيرها.

وبالتالي الموضوع الذي يجمع الأفلام القصيرة والسينما والأدب والفن بشكل عام هو الإنسان، لذلك سُعِدت بمشاهدة هذه الأعمال الجميلة.

  • كنت أحد المكرّمين في إيمدغاسن السينمائي، إلى فنانين آخرين نذكر من بينهم بيونة (باية بوزار) وليديا لعريني وأحمد راشدي.. حدّثنا عن هذه الالتفاتة؟

نعود إلى سهرة افتتاح المهرجان الذي يشرف عليه فريق عمل شاب ينتمي إلى جمعية اللمسة الثقافية المحلية في باتنة، يرافقهم متطوعون، قاموا بتنظيم ورشات تكوين في مهن السينما، أمّا حفل الافتتاح فكان جميلًا، البساط الأحمر، والإضاءة الليلية وحضور الجمهور كان قويًا في ساحة مسرح باتنة الجهوي، والذي تفاعل بشكل جميل ومميز مع الحدث.

أمّا داخل المسرح أقيمت عدّة تكريمات وكنت من بين المكرمين، وأنا سعيدٌ جدًا بهذه الالتفاتة التي حظيت بها من قبل إدارة المهرجان، بالتأكيد تكريم يُسعِد الفنان ويمنحه نوعًا من الدفع إلى الأمام، لكن يبقى الأهم دون مجاملة اللقاء مع الجمهور، الأخير يعطيك طاقة روحية وطاقة إيجابية.. التفاعل مع الجمهور أخذ وعطاء، والجمهور هو "بارومتر" الفنان، خاصة وأنّنا نملك جمهورًا رائعًا يحب السينما، إضافة إلى لقاء الزملاء والأصدقاء والفنانين والأهل، دائمًا المهرجان هو احتفالية كبيرة تحتفي بالسينما والإنسان والفن، لأنّ السينما هي مجموعة فنون موسيقى، صورة، إضاءة،.. هي كل هذه التعابير الفنّية، تنقلنا إلى المتعة، إلى عمق الإنسان، إلى الإضاءة على القضايا التي تهمّه.. وكل يعالجها من وجهة نظره.

بالحديث عن السينما والإنسان، أين السينما الجزائرية من قضايا المجتمع وتحولاته؟

لم تخرج السينما في الجزائر عن الإنسان والمجتمع، بل قضيتها الأساسية الإنسان، إذا تحدثنا عن الفيلم الثوري يطرح قضايا الهوية، الشخصية، تضحية الإنسان الجزائري وكفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، نتحدث عن الفيلم الاجتماعي، فيلم الشباب، فيلم الذاكرة،.. مثلًا فيلم إلى "آخر الزمان" للمخرجة ياسمين شويخ، يحكي قضية إنسانية، قصّة حب في إطار لم يكن منتظرًا، قصة حب بين عامل في مقبرة وامرأة،.. هناك أفلام أيضًا عن قضايا المرأة.. لذلك السينما الجزائرية في قلب الإنسان.

  • تقمصت عديد الأدوار المهمّة في السينما والتلفزيون، وشهرتك بلغت خارج الجزائر، هل هناك دور أو شخصية تحلم بتجسيدها.. شخصية ثورية، تاريخية مثلا؟

المتعة في السينما هي أثناء العمل والإنجاز، والمتعة الأخرى المؤجلة هي ردّ فعل الجمهور والنُقاد والمختصين، وشخصيًا أحِبُ الأفلام التي تضمُّ قصة محبوكة بشكل جيّد، وشخصيات عميقة، مركبة، الشخصية المركبة تتيح لك الاستمتاع بالدور، والاشتغال على داخلك، والاشتغال على تحليل وتركيب الشخصية، لأنّها تكون على الورق، فأنت تعطيها حدودها، وتاريخها، ومن خلال العمل مع المخرج وكاتب السيناريو تأخذ شكلها.

حسان كشاش: أنا أحبُّ الشخصيات المركّبة، الموجودة في قصص أوسع وتحترم ذكاء المتلقي

هنا كلّ المتعة..، ولأجيبك على هذا السؤال أقول أنا أحبُّ الشخصيات المركّبة، الموجودة في قصص أوسع وتحترم ذكاء المتلقي، وتكون وفقًا لكتابة قويّة، إذن هذه هي الأفلام التي أحبُّ العمل فيها دون الدخول في تفاصيل أيّ نوع أو أيّ شخصية.