16-أكتوبر-2019

"مقهى الراوي" يحتفي بإصدارات الشباب (فيسبوك/ الترا جزائر)

حين أعلن المدوّن ومصمّم الكتب والطالب الجامعيّ عبد الفتاح بوشندوقة، عن إطلاق دار نشر سمّاها "ضمّة"، مع انطلاق الحراك الشّعبيّ والسّلمي، في 22 شباط/فيفري الفائت، وكان أوّل كتاب أصدرته الدّار عن الحراك، ساد انطباع بأنّها مجرّد دار نشر تنضمّ إلى العشرات من دور النّشر الموجودة على الورق فقط، ولا تظهر إلّا خلال مواسم الدّعم الحكوميّ لتأخذ أكثر ممّا تعطي.

أعلنت الدّار عن إطلاق مقهًى ثقافيٍّ أسمته "مقهى الرّاوي"، بالتنسيق مع مديريّة المؤسّسات الشّبابيّة

غير أنّ الدّار، راحت تعلن من أسبوع إلى آخر عن عناوين جادّة بتصميمات لافتة للانتباه، لأقلام شبابيّة معظمها ينشر للمرّة الأولى، في مجالات الشّعر والقصّة القصيرة والرّواية، فكانت عند الوعد، الذّي قطعته على نفسها، عند إعلان التّأسيس، بأن تكون حاضنة صوت الهامش الشّبابيّ في جزائر تهاجر فيها نصوص مبدعيها، إمّا إلى المشرق إذا كانت مكتوبة بالعربيّة، وإمّا إلى فرنسا إذا كانت مكتوبة بالفرنسيّة.

اقرأ/ي أيضًا: المقهى الثقافي في برج بوعريريج.. عام من تحدّي الرّكود

في السّياق، أعلنت الدّار عن إطلاق مقهًى ثقافيٍّ أسمته "مقهى الرّاوي"، بالتنسيق مع مديريّة المؤسّسات الشّبابيّة، في مدينة المسيلة، 260 كيلومترًا إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، يهدف بحسب مدير الدّار عبد الفتّاح بوشندوقة، إلى الاحتفاء بالكتابة والقراءة، في الأوساط الشبابيّة.

ويقول محدّث "الترا جزائر" إنّه يؤمن بكون دار النّشر مشروعًا ثقافيًّا مفتوحًا على تقاليد كثيرة منها بعث منابر لتقليص المسافة بين الكاتب والقارئ، "وممّا نلاحظه ندرة جلسات البيع بالتوقيع في الجزائر، خارج المعرض الدّوليّ للكتاب، الذّي يُعدّ الموعد السّنويّ الوحيد الذّي يُوفّر فرصة لقاء الكاتب بقارئه. وهذا قليل جدًّا، ودالّ على النّزعة التّجاريّة لدى قطاع واسع من دور النّشر".

يسأل بوشندوقة: "لماذا يشكو النّاشرون الجزائريّون من قلّة العائدات الماليّة لحقل النّشر، في مقابل تقاعسهم عن الخروج إلى الميدان ولقاء القارئ، من خلال جلسات البيع بالتّوقيع والنّدوات المفتوحة، التّي، تتيح للكاتب أن يقرّب ما يكتب ممّن هو مؤهّل لأن يقرأ؟". ويشير مدير دار ضمّة إلى أنّ عدد النّاشرين الذين، يوصلون إصداراتهم إلى المكتبات المستعدّة لأنّ تستقبلها وتقوم بتسويقها يعدّون على أصابع اليد الواحدة.

من جهته، يقول النّاشط في مجال المقروئية أمير قشعم، إنّ جيلًا مختلفًا من القرّاء انبثق في السّنوات الأخيرة، من غير أن يتمّ الانتباه إليه من طرف منظومة النّشر ومن طرف وزارة الثّقافة، "وما يميّز هذا الجيل شغفه بالقراءة الجماعيّة، باعتباره خرّيج المجموعات الافتراضيّة المغلقة والمفتوحة. وستجد مقاهي القراءة، مثل "مقهى الرّاوي"، قبولًا لديه لأنّها منسجمة مع شغفه هذا". يضيف: "إنّنا نشهد انتقال تبادل الشغف بالقراءة من الافتراضيّ إلى الواقع، من طرف الجيل الجديد، في مقابل هجرة قرّاء الأجيال السّابقة من الواقع إلى الافتراضيّ".

أمير قشعم: إنّ جيلًا مختلفًا من القرّاء انبثق في السّنوات الأخيرة، من غير أن يتمّ الانتباه إليه من طرف منظومة النّشر

شاركت في العدد الأوّل من "مقهى الرّاوي" نخبة من الشّعراء، الذّين قدّموا نصوصهم مرفوقين بمعزوفات على القيثار للفنّان سيف الدّين جملي، منهم رشيد بلمومن، الذّي يكتب باللّهجة المحكيّة الجزائريّة، وله في رصيده أكثر من ديوان منشور، وشيماء طيباوي، بالإضافة إلى الممثّلين عماد شيكوش وعبد النّور شرقي، اللّذين قدّما مفاصل مسرحية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شيخ المسرحيين الجزائريين امحمّد بن قطّاف.. العودة بجائزة معلّقة

"مقهى ثقافي" في الجزائر.. المراهنة على حوار الجماليات