28-يونيو-2024
السفير الفرنسي

اكزافيي دريونكور (صورة: فيسبوك)

رسم السفير الفرنسي السابق في الجزائر كزافيي دريونكور، سيناريوهات التحولات المتوقعة في الحكومة الفرنسية بمناسبة الانتخابات التشريعية المبكرة، على العلاقة مع الجزائر.

السفير الفرنسي السابق: المحاور الجيد للجزائر هو في النهاية الذي يأتي من اليمين المعتدل الفرنسي

وقال السفير في مقال له على صحيفة "لوفيغارو"، إن الجزائر لا تحب عدم اليقين، وبالتالي لا يمكنها أن تفرح بتغيير في باريس قد يقلل من سلطة محاور اعتادت عليه هنا، على الرغم من تقلباته.

لذلك، أوضح دريونكور أن "الجزائر لم تتردد في التدخل في النقاش السياسي الفرنسي"، عبر تكليف تابعين لها مثل عميد مسجد باريس، الذي تم استدعاؤه على الفور  وكلف بتحذير الناخبين الفرنسيين (من أصل جزائري، ولكن ليس فقط) من "الخطر الفاشي" و"الحنين إلى الجزائر الفرنسية" وفقًا للمصطلحات المستخدمة في الجزائر".

مقال السفير الفرنسي السابق

وبدأ السفير السابق تحليله بسيناريو فوز الجبهة الشعبية (تحالف اليسار)، والذي قال إنه يفترض أن يسعد الجزائر نظرًا لجذورها في اليسار الثوري، لكن العكس ما سيحصل، حسبه.

وقال: "في الواقع، تحتفظ الجزائر بذكرى سيئة لفترات رئاسة ميتران، لا تحب اليسار الفرنسي بشكل خاص، الذي تعتبره غير واقعي للغاية وأيديولوجي و"مدافع عن حقوق الإنسان".

لذلك، بالنسبة للجزائر، يضيف السفير، فإن المحاور الجيد هو في النهاية الذي يأتي من اليمين المعتدل، الديغولي (نسبة لديغول) أو الجيسكاري (نسبة للرئيس جيسكار ديستان)، وهو الطرف "الذي لديه الكثير ليتوب عنه في نظر السلطة الجزائرية والذي تعرف الجزائر كيف تتلاعب به بسهولة"، على حد قوله.

أما أسوأ مجهول للجزائر، سيكون بالطبع سلطة نابعة من التجمع الوطني وجوردان بارديلا كرئيس للوزراء.

هذه الحالة، قال عنها دريونكور "إنها قفزة في المجهول للنظام الجزائري: محاورون غير معروفين، شباب، لم يمارسوا السلطة من قبل، يجهلون الجزائر وقواعدها ونظامها، يعتبرون مقربين من الأقدام السوداء ولم يسبق لهم أن قاموا بزيارة الجزائر، وهي خطوة أولية معتادة قبل جميع الانتخابات الفرنسية".

وأضاف: "كل ما تعرفه الجزائر عن جوردان بارديلا هو خطابه حول الهجرة ووعوده بإعادة التفاوض على الاتفاق الفرنسي الجزائري بشأن الهجرة بتاريخ 27 كانون الأول/ديسمبر 1968".

ووفق السفير فإن وصول بارديلا للحكم سيفسد كل شيء، إذ كان ربما الرئيس تبون، حسبه يتصور توقيع معاهدة أو إعلان صداقة بين فرنسا والجزائرشبيهة بمعاهدة الإليزيه لعام 1963 بين فرنسا وألمانيا، والتي كان من المفترض أن تقيم "شراكة استراتيجية" فرنسية جزائرية.

ولا يتوقع دريونكور أن تتراجع حكومة بارديلا عن التخلي عن معاهدة الهجرة، وهو ما سيفتح الباب أمام فصل جديد من الأزمات بين البلدين.

وخلال السنوات السابقة، دافع دريونكور عن نفس الطرح الذي يدعو له اليمين المتطرف اليوم، حيث أعطى بتحليلاته مسوغات للسياسيين المحاربين للهجرة الجزائرية في فرنسا لاستعمالها في إقناع الفرنسيين.