16-مارس-2024

عبد العزيز رحابي (صورة: الخبر)

قال السفير الجزائري السابق في إسبانيا عبد العزيز رحابي، إن الجزائر ومدريد لا تزال لديهما إمكانيات لتحسين العلاقات وإعادة بناء تبادل قوي في جميع المجالات وليس فقط في مجال الغاز.

رحّابي: جودة العلاقات الإنسانية والروابط والثقة بين  إسبانيا والجزائر ساعدت كثيرًا في التغلب على المشكلات في السابق

وتحدّث رحابي في حوار مطول مع صحيفة "إندبندنتي" الإسبانية عن علاقات البلدين التي شهدت تدهورا في السنتين الأخيرتين عقب قرار الحكومة الإسبانية تغيير موقفها من القضية الصحراوية.

وأوضح رحابي ردّا على سؤال حول كيف يمكن استعادة ثقة الجزائريين بعد الذي حدث بالقول إن البلدين واجها معا العديد من المشاكل مثل إيتا وحركة استقلال جزر الكناري والصحراء الغربية، وقد ساعدت حسبه "جودة العلاقات الإنسانية والروابط والثقة بين القادة كثيرًا في التغلب على هذه المشكلات".

وأضاف: "أعتقد أن هذا هو ما ينقصنا الآن. علينا أن نبحث عن طرق وفرص جديدة لأنه من الممكن العودة إلى امتلاكها".

ولم يتردد رحابي في القول إن السلطات في إسبانيا ينقصها اليوم "ثقافة مغاربية أخرى"، مبرزا أنه حدث انتقال ديمغرافي على مستوى القادة في إسبانيا الذين هم أصغر سنا اليوم.

وأضاف لتحليله حول هذا التغير، أن هناك حقيقة أن "العلاقات الدولية تحركها أيديولوجية أقل من ذي قبل وأن التاريخ يزن أقل اليوم مما كان عليه في الثمانينيات أو السبعينيات".

ويرى رحابي أن إسبانيا تستثمر أقل مما يجب في البحر المتوسط، بينما ساعدت  حسبه العلاقات الأورومتوسطية التي تم تخريبها من قبل ساركوزي لتحويلها إلى اتحاد البحر المتوسط، ​​إسبانيا كثيرًا على أن يكون لها وزن في جنوب البحر المتوسط.

وعند النظر للتاريخ، نجد وفق رحابي أن السياسيين رهنوا في الثمانينيات كثيرا على الجزائر لسبب بسيط أنها كانت تتمتع برأس مال كبير في جميع أنحاء إفريقيا بسبب دعمها لحركة التحرير الوطني في جميع أنحاء إفريقيا.

وأردف: "كانت الجزائر بوابة دخول إسبانيا إلى إفريقيا، وكانت تتمتع أيضًا بعلاقات جيدة جدًا مع العديد من دول أمريكا اللاتينية. لقد دعمنا حركات التحرير في أمريكا الوسطى سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. كان وزن الجزائر كبيرًا جدًا في أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى وإفريقيا والعالم العربي. تزامن ذلك مع طموح إسبانيا في أن يكون لها وزن في العالم العربي وإفريقيا وأن يكون لها علاقات مع جميع حركات التحرير في أمريكا اللاتينية. لقد عملنا بشكل جيد للغاية مع الإسبان خلال تلك السنوات".

وبخصوص مستقبل الطاقة في العلاقات بين البلدين، قال رحابي  إن المناخ العام للعلاقات بين البلدين له تأثير على التجارة.

لكن مع ذلك، أكّد أنه "يجب أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الجزائر احترمت جميع التزاماتها مع إسبانيا فيما يتعلق بتزويد الغاز، في أصعب ظروف حرب أوكرانيا. هذه حقيقة مهمة".

وفي سؤال حول ما إذا كانت الجزائر قد في قطع الغاز كنوع من الانتقام، ردّ رحابي نافيا ذلك بالكليّة.

رحابي: لا يمكن للجزائر أن تنتقم من إسبانيا باستعمال الغاز، ذلك ليس من ثقافتنا الدبلوماسية

وفصّل في إجابته قائلا:  هذا ليس جزءًا من الثقافة السياسية للجزائريين وعقيدتنا في السياسة الخارجية. الالتزام مع بلد هو شيء مقدس. لم يتم طرح موضوع ابتزاز الغاز في أي حال. ليس لدينا ثقافة الابتزاز في الجزائر".

ويعدّ رحابي أحد أبرز الدبلوماسيين المتحكمين في ملف العلاقات الجزائرية الإسبانية، فقد  عمل سفيرا في إسبانيا وأيضا في المكسيك الناطقة بالإسبانية، وهو يتقن لغة سارفانتاس ويتحدّث بها بطلاقة.