13-أبريل-2024
(الصورة: فيسبوك) الصحافية حورية عياري

(الصورة: فيسبوك) الصحافية حورية عياري

فريق التحرير - الترا جزائر 

نعى صحافيون جزائريون، الصحافية حورية عياري، التي رحلت إثر مرض عضال عن عمر ناهز 53 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنهم تفاعلوا مع تعليقات حول حالتها الاجتماعية الصعبة التي كانت تعيشها قبل رحيلها.

كتبت حورية قبل رحيلها: تتمحن وحدك، وتموت في صمت، كأنك لم تُدافع يومًا عن أحد

وأظهر تعليقات زملاء الصحافية، نوعًا من السخط والغضب، على ما أسموه بالتفريط في الصحافية والتخلي عنها وقت الضرورة والتهميش واللامبالاة، وعدم تدخل الجهات الوصية لمساعدتها، رغم ظروفها الصحية والعائلية.

واستشهد صحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشورات كتبتها الصحافية قبل رحيلها، جاء في أحدها "تتمحن وحدك، وتموت في صمت كأنك لم تُدافع يومًا عن أحد".

وأردفت "أكتب هذه الكلمات وأنا كلي وجع من المرض، لعلها تخفف عني ألمي الثاني وهو ألم نكران جميل مهنة المتاعب".

في هذا السياق، كتبت نادية العياطي " تلتحق الزميلة الصحفية حورية عياري المنحدرة من ولاية الطارف  إلى الرفيق الأعلى بعد معاناة مع مرض العضال لازمتها الابتعاد والفراش، فقد عملت سابقًا في قناة الشروق وبدأت رحلتها الإعلامية كصحفية محررة في الصحافة المكتوبة لسنوات طويلة مع عدة جرائد لتنهيها في السمعي البصري بمجمع الشروق".

وأردفت: رحلت الطيبة والتي حملت في قلبها معاناة كبيرة على كل الجبهات لتخرج من صمتها منذ شهور قلائل عن حجم المعاناة معبرة عما زادها حرقة وتحسرًا لتختم رحلتها الدنياوية في يوم مبارك".

من جهته نشر عزوز صالح: "ربي يرحمها، ليست الأولى وليست الأخيرة، وموتها في صمت، لن يحرك شيئًا في مهنة البرستيج الكاذب، وصرختها مجرد حبر على ورق، سوف تجف، قبل أن يمر أسبوع واحد على وفاتها، والسبب واضح لا يحتاج إلى توضيح، والحديث فيه مجرد تضييع للوقت".

وعن معاناتها من المرض الذي لازمها الفراش قبل رحيلها قال صاحب المنشور: "لا أدري نوع الألم الذي عانته الزميلة، لكن أعرف أن التهميش واللامبلاة، و أعداء المهنة أنفسهم، لهم نصيب في ألمها، وربما ممن يعزون رحيلها اليوم، لم يفكروا يومًا في زيارتها".

 

الصحافي خدراوي يحيى كتب بدوره أن "هذه المهنة تأكل أصحابها، مهنة ناكرة للجميل مثلما قالتها المرحومة حورية عياري، بالمختصر حينما تسقط تسقط لوحدك وتتألم لوحدك لتموت لوحدك"

وعلّق قائلًا: "حينما تصرخ المرحومة بأن مهنة الإعلام ناكرة للجميل، فإنها تؤكد أن ألم المرض لم يكن شيئًا أمام ألم النكران، رحمة الله على حورية ورحمة الله على المهنة".

عبارات الألم والحسرة والمرارة طغت على تعليقات الصحافيين من زملاء الراحلة، وفي هذا الصدد نشر الصحافي سماعيل بوفليح: "سأكتب هذه الكلمات وفي قلبي حرقة مما عاشته الزميلة الراحلة عنا وما نعيشه نحن من مآسي قطاع الاعلام حورية عياري تلتحق بزملائنا الراحلين أولًا لقدرهم المحتوم وثانًيا للأوضاع التي يعيشها الصحفي في بيئته ومحيطه المليء بالألغام والمكائد، ما كتبته من كلمات الراحلة حورية يضعنا جميعًا في مواجهة ما عاشته هي من آلام وأوجاع ولو نبحث في الأرقام سنجد غالبية العاملين في القطاع مصابون بأمراض الموت البطيء"

وفي هذا النحو علقت زميلتها ياسمين دريش " لزميلة والصديقة والأخت حورية عياري تغادرنا إلى دار البقاء، مفجوعة أنا لهذا الخبر. سوفريتي يا لحبيبة إن شاء الله تكوني ارتحتي وإن شاء الله ربي يديرلك مقام في الجنة يعوضك عن كل معاناة عشتيها في الدنيا، نامي قريرة العين والله يلاقينا عند المولى عز وجل".

أما الصحافي زينو هواري فيلعق في منشور فيسبوكي على منشور الراحلة الأخير قائلًا: "المؤلم في منشور الصحفية والزميلة حورية عياري رحمها الله،هو الحالة النفسية والصحية التي كانت تعانيها وهي تكتب آخر كلماتها، أثناء صراعها مع المرض، حالة جعلتها تُراجع واقعها الاجتماعي والمهني كصحفية نال منها المرض ووجدت نفسها وحيدة، ماتت في صمت بعد أن عاشت سنوات شبابها في صخب قاعات التحرير والتغطيات الصحفية، ولم تنل مما قدمته غير النعي ودقيقة صمت في مقر مؤسستها وتقرير يستذكر أهم محطات مسارها المهني، منشورها كان صدى لتأوّه روحٍ بعد نكران ونسيان، لم تستجد مساعدة ولم تطلب شفقة، شخّصت واقعها بعد أن عانت الأمرين (المرض والنكران) ظلت شامخة محتسبة طيلة فترة تهميشها ومرضها ورحلت عنا إلى رب رحيم".

الصحافي زينو هواري: المؤلم في منشور الصحفية والزميلة حورية عياري رحمها الله، هو الحالة النفسية والصحية التي كانت تعانيها وهي تكتب آخر كلماتها

يشار أن الصحافية حورية عياري، عملت محررة في عدة جرائد وطنية منها "اليوم"، "الفجر"، "الشروق اليومي" قبل أن تنتقل إلى "قناة الشروق نيوز".