23-يونيو-2022
العلامات الفرنسية الأكثر طلبًا لدى الجزائريين في سوق السيارات (الصورة: لو باريزيان)

العلامات الفرنسية الأكثر طلبًا لدى الجزائريين في سوق السيارات (الصورة: لو باريزيان)

رغم استمرار الحكومة في تطبيق وقف استيراد السيارات، وعدم إعادة بعث مصانع التركيب الخاصة بها، إلا أن سوق المركبات في الجزائر يبقى نشطًا بما حضر وتوفر من سيارات مستعملة وقلة مستوردة، ووسط هذه الحركية المستمرة بعيوبها وإيجابياتها تختلف طلبات الجزائريين حول السيارة الأنسب والأفضل للاقتناء، وصرف "مدخرات العمر" من أجلها.

حماية المستهلك: يتوجّه الجزائري في الغالب لاقتناء سيارات تتميز بقلة الأعطاب وقطع غيارها متوفر في السوق وتلائم الطرقات والجغرافيا الجزائرية، إضافة إلى كونها اقتصادية لا تستهلك كثيرًا من الوقود والزيوت الخاصة بالمركبات

وإن كان المنطق في البيع يعتمد بالدرجة الأولى على ما توفر في الجيب، إلا أن ذلك لا ينفي وجود اعتبارات وعوامل تحدد أنواع السيارات الأكثر اقتناءً وطلبًا عند الجزائريين، فما هي هذه المركبات وما هي معايير الجزائريين في اقتنائها؟.

إحصاءات مختلفة

تتباين أنواع السيارات التي يقبل الجزائريون على اقتنائها حسب الجوانب التي اعتمدها كل إحصاء، وكذا حسب الفترة والظروف التي أنجز فيها، وذلك في غياب دراسة ومسح حقيقيين يوضحان مؤشرات المستهلك الجزائري في قطاع السيارات.

ويوضح آخر رصد للسيارات الأكثر طلبًا والذي صدر قبل عام من قبل موقع "فوكس2 موفي"، أن علامة مرسيدس تصدرت قائمة السيارات الأكثر مبيعًا في الجزائر رغم تراجع مبيعاتها بنسبة 13.2٪  في 2021 ، تليها علامة هيونداي، أما علامة رونو فقد  سجلت انخفاضًا في نسب البيع.

ويخص هذا الإحصاء السيارات المستوردة من قبل أشخاص، كون أن الاستيراد من قبل وكلاء السيارات يبقى متوقفًا حتى الآن، بسبب فشل الحكومة في إعداد دفتر الشروط الخاص باستيراد المركبات.

ورصدت دراسة استقصائية نشرتها شركة “Automotive Touch Up” المتخصّصة في نيسان/أفريل 2021 أن منتجات علامة “رونو” الفرنسية تربعت على عرش  السيارات الأكثر مبيعًا في الجزائر في سنة 2020، وبالخصوص سيارة داسيا سانديرو، وهو إحصاء قريب للواقع بالنظر إلى أن هذا المنتج كان يركب في مصنع رونو بواد تليلات بوهران غرب البلاد، قبل توقفه عقب قرار الحكومة المتعلق بوقف الصناعة المقنعة للسيارات التي وصفها الرئيس عبد المجيد تبون أنها لم تكن سوى " نفخ للعجلات".

ويشير إحصاء للمركز الوطني للإعلام الآلي والإحصائيات التابع للجمارك صادر في 2016، أي قبل عام من وقف الاستيراد أن  شركة "رونو" الفرنسية تصدرت ترتيب السيارات المستوردة  إلى الجزائر، ثم "بيجو" الفرنسية، فمجمع "سوفاك" الذي كان مختصًا في استيراد السيارات الألمانية وفي مقدمتها "فولسفاغن"، وبعدها جاءت "كيا" و"نيسان" و"تيوتا" و"هيونداي"، إضافة إلى علامات أخرى، بالنظر إلى السوق كانت تعرف وقتها نشاط 40 وكيلًا كان يمكن لكل واحد منهم استيراد أكثر من علامة.

وحسب موقع "إيكسول" المهتم بقطاع المركبات، فإن السيارات الخمس الأكثر مبيعًا في الجزائر لعام 2017، وهو آخر عام لاستيراد الوكلاء للسيارات، تمثلت في "داسيا لوغان" أولًا، ثم "رونو سامبول" وبعدها "أكسنت" من هيونداي ثم  "بيجو 208" وأخيرًا "رونو كليو 4 و3".

قانون السوق

ولا يخالف الطلب في الأسواق الأسبوعية الجزائرية عن الإحصاءات الرسمية، حيث تظل العلامات الفرنسية على رأس السيارات الأكثر طلبًا، لكن الاختلاف يكمن في الطلب على طراز معين من السيارات.

هنا، يقول الثلاثيني فريد الذي يداوم على دخول أسواق السيارات المعروفة كتيجلابين بولاية بومرداس الذي هو مغلق اليوم، أو أقبو بولاية بجاية أو سوق القليعة بتيبازة  لـ"الترا جزائر" إن بعض الأنواع من السيارات تشهد تهافتًا لاقتنائها فور دخولها الأسواق الأسبوعية، بالنظر إلى أنها في نظر الجزائريين "السيارات المثالية".

وأضاف أن من بين السيارات الأكثر طلب خاصة بالنسبة للطبقة المتوسطة في الجزائر سيارتي  أكسنت وأتوس من "هيونداي" وسيارة بيكانتو من كيا و"لوغان داسيا" وسامبول من "رونو" رغم الانتقادات التي توجه لهذه الأخيرة، إضافة إلى أفيو من شيفرولي" و"بيجو 207".

ويتجاوز سعر أغلب هذه السيارات في أسواق السيارات المستعملة مليون دينار جزائري، بل أن الجديدة منها نسبيًا يفوق مليوني دينار جزائري.

ومع  الارتفاع الرهيب الذي عرفته أسعار المركبات في الجزائر، أصبحت بعض السيارات التي كانت محسوبة على ذوي الدخل الضعيف  تلقى رواجًا في السوق  هي الأخرى، ونذكر على سبيل المثال سيارة ماروتي الهندية وألتو التي تنتجها "سوزوكي" اليابانية.

شروط الجزائريين

في هذا السياق، أوضح المكلف بالإعلام في المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك سفيان الواسع لـ"الترا جزائر" أن الجزائري يتوجه في الغالب لاقتناء السيارات الموجّهة لعامة المستهلكين، والتي تكون في الغالب تتميز بقلة الأعطاب، وتوفُر مختلف قطع الغيار الخاصة بها  في السوق الوطنية، وملامتها للطرقات والجغرافيا الجزائرية، إضافة إلى كونها اقتصادية لا تستهلك كثيرًا من الوقود والزيوت الخاصة بالمركبات.

وأشار الواسع إلى أن هذه الجوانب توفرها حاليا أنواع من السيارات الفرنسية والكورية واليابانية، في ظل غياب السيارات الصينية الجديدة، والتي يقول بشأنها إن "التطور التكنولوجي الذي حققته في السنوات الأخيرة يجعلها مناسبة للسوق الجزائرية، بالنظر إلى أسعارها التي قد تتناسب مع القدرة الشرائية للجزائريين".

وبالنسبة للمكلف بالإعلام في المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، تبقى السيارات الألمانية هي الأحسن والأنسب، لذلك يدعو إلى السماح باستيراد المستعملة منها التي لا يزيد عمرها عن ثلاث سنوات،  بالنظر إلى أن ذلك قد يساعد في اقتنائها من قبل فئات أوسع، ولا تقتصر على أصحاب "الدخل المحترم".

مهما كانت نوعية السيارة التي يريدها الجزائري، فإن الحصول عليها خاصة في حالة جديدة صار أمرًا صعبًا في الوقت الحالي

ومهما كانت نوعية السيارة التي يريدها الجزائري، فإن الحصول عليها خاصة في حالة جديدة صار أمرًا صعبًا في الوقت الحالي، في ظل استمرار وقف الحكومة للاستيراد وعدم إيجادها حلا لهذه المشكلة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.