27-فبراير-2024
 (الصورة: Getty)

(الصورة: Getty) تخزين الطعام في العلب البلاستيكية

مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تقوم ربّة المنزل في الجزائر بتحضير بعض الأطعمة وتجميدها في علب أو أكياس بلاستيكية، وهذا لاستعمالها في شهر رمضان جاهزة بدون تعب، منها صلصات البيتزا والمملحات،وحشوة البوراك ومركز الليمون والبرتقال لتحضير الشربات، وهذا لتوفير الجهد والوقت للتفرغ للعبادة.

وضع البلاستيك في المجمد يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة على المدى البعيد ويتسبب في ظهور أمراض مستعصية

ولكن وضع البلاستيك في المجمد يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة على المدى البعيد ويتسبب في ظهور أمراض مستعصية، لأن مادة البلاستيك عندما تتعرّض للحرارة أو البرودة العالية تتفكك الى جزيئات صغيرة تسمى الميكرو أو النانوبلاستيك، وتلتصق بالأطعمة التي نستهلكها لاحقًا، وخاصة إذا كان الاستعمال متكررًا للعلب نفسها، لذا ينصح بتخزين الأطعمة في علب زجاجية أو معدنية لا تتأثر بدرجة الحرارة، واستبدال الأكياس البلاستيكية بأكياس ورقية أو قماشية.

أهمّ المركبات الكيميائية الضارة الموجودة في البلاستيك هي البيسفينول أ، الفتالات والبولي بروبيلين، وتتمثل الآثار الصحية لتعرض الأشخاص لهذه المواد في تلف الجهاز العصبي، وانخفاض الخصوبة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وخلل في وظائف الهرمونات، والسرطانات. وفي واحدة من أحدث الدراسات، وجد العلماء الإيطاليون لأول مرة جزيئات بلاستيكية دقيقة في المشيمة البشرية، مما قد يؤثّر على صحة الجنين ونموّه.

سرطان الثدي والبروستات

تحتوي العلب والأكياس البلاستيكية على مركب البيسفينول A الذي ينتقل إلى الأطعمة ومنها إلى جسم الإنسان، وأحد أكبر المخاوف بشأنه هو أنه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستات ، لأنه يحاكي هرمون الإستروجين والذي يعزز نمو خلايا سرطان الثدي عند النساء والبروستات عند الرجال، ويسبب اضطرابات في الجهاز التناسلي، بالإضافة إلى أنه يتداخل مع الهرمونات الطبيعية للجسم مما يؤدي إلى تغيرات في نمو الثدي وتطوره، ويتسبب في البلوغ المبكر ومشاكل النمو لدى الأطفال.

اضطرابات الغدد الصماء

تحتوي العديد من المنتجات البلاستيكية على مواد كيميائية تُعرف باسم "المُعطّلات الغدد الصماء" (EDCs). وهي مواد كيميائية تُقلّد أو تُعيق عمل الهرمونات في الجسم. وتؤثر هذه المواد على وظائف الغدد الصماء المختلفة، مثل الغدة الدرقية وتُسبب اضطرابات في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب أو زيادة الوزن أو تساقط الشعر، والغدة النخامية: قد تُؤثّر على وظائف الغدة النخامية ويُسبب اضطرابات في النمو أو الإنجاب، وعلى البنكرياس تسبب مقاومة الأنسولين ويُؤدّي إلى الإصابة بمرض السكري، وعلى الجهاز التناسلي تُؤثّر على الخصوبة والوظائف الجنسية لدى الرجال والنساء.

تلف الجهاز العصبي

نشر فريق من الباحثين الكوريين الجنوبيين، مقالا علميا في مجلة Science of The Total Environment. يؤكد أن جزيئات المواد البلاستيكية التي يقل قطرها عن 2 ميكرومتر يمكنها عبور حاجز الدم في الدماغ، وهو عبارة عن حاجز فسيولوجي يحمي دماغنا من السموم والعديد من مسببات الأمراض الأخرى الموجودة في الدم، وتتراكم هذه الجزيئات في الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي خلايا مناعية صغيرة في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي يتذبذب عملها وتموت، وبما أن خلايا المخ لا تتجدد يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية، مثل التوحد والباركنسون.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء يستهلكون جزيئات بلاستيكية أكثر من غيرهم

أمراض الجهاز الهضمي

تتسبب المواد الكيميائية التي تتسرب من البلاستيك إلى الطعام والشراب مثل الفتالات، في مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والإمساك وآلام المعدة، يمكن أن تُؤدي هذه الأمراض إلى سوء التغذية وإعاقة النمو الجسدي لدى الأطفال،وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء يستهلكون جزيئات بلاستيكية أكثر من غيرهم، وهذا راجع إلى أن هذه الجزيئات على علاقة كبيرة بالتهابات تحدث في الجهاز الهضمي.