09-سبتمبر-2023
زلزال المغرب

(الصورة: Getty)

تفاعل جزائريون على نطاق واسع مع ضحايا الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في المغرب، وأدى  إلى وفاة أكثر من 1000 شخص على الأقل في حصيلة أولية، وعبروا عن تضامنهم المطلق مع إخوانهم وجيرانهم عبر تغريدات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

عبر الجزائريون عن صدمتهم لهول الكارثة وعزوا عائلات الضحايا في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي 

وشعر سكان الولايات الغربية بالجزائر بهذا الزلزال المُدمّر، لكن الحماية المدنية الجزائرية أكدت في بيان عدم تسجيل خسائر بشرية أو مادية جراء هذه الكارثة التي ألمت بالجارة المغرب.

الأكثر تداولًا

تصدر وسم #زلزال_المغرب التغريدات الأكثر تداولًا على موقع "إيكس"، حيث عبر الجزائريون عن صدمتهم لهول الكارثة، وعزوا عائلات الضحايا، كما شاركوا فيديوهات ترصد هذه الفاجعة الأليمة.

وتداول الجزائريون أيضًا كلمات #أغادير و #morocco و#الهزة الأرضية التي كانت ضمن قائمة ترند في الجزائر خلال الساعات الأخيرة، رغم أن فاجعة الزلزال تزامنت مع الفترة الليلية للجزائريين.

والأمر لا يختلف على محرك البحث "غوغل"، حيث كانت كلمة #زلزال_المغرب ضمن الكلمات التي بحث عنها الجزائريون على الإنترنت، وبالخصوص بالولايات الغربية، بالنظر إلى أن هذه المناطق شعر سكانها بهول الزلازل، إضافة إلى أن بعض العائلات لديها أقارب يسكنون في الجارة الغربية، والاهتمام بتطورات كارثة الزلزال أمر منطقي في هذه الأحوال، حيث نجد ضمن ولايات بشار وتندوف وسيدي بلعباس ضمن الولايات التي بحث سكانها أكثر على موضوع زلزال المغرب.

تضامن واسع

بالنظر إلى أن الجزائريين من المجتمعات التي عايشت هول الزلزال في مرات عدة، لم يتخلفوا للتعبير عن تضامنهم مع جيرانهم، خاصّة وأن الصور التي تنقلها شاشات التلفزيون كانت صادمة، وضحاياها الأوائل من العائلات البسيطة التي تذهب في حالات كهذه ضحية الغش في السكنات، وعدم اهتمام المسؤولين بالرقابة الكافية لتشييد مبانٍ مضادة للكوارث الطبيعية.

إلى هنا، كتب الصحفي عبد الجبار بن يحي في منشور على فيسبوك جاء فيه "عايشت ظروف الزلزال، لا يوجد قهر أكبر من أن ترى أمك أو ابنك أو أهلك تحت الأنقاض، يصرخون ثم يفارقون الحياة تحت الردوم ، اللهم كنلإخوتنا في المغرب عونا".

وبدوره، غرد المذيع الجزائري الشهير سامي قاسمي قائلًا "اللهم بردًا وسلامًا على أهلنا في المغرب.رحم الله موتاهم وشافى الله جرحاهم. خالص التعازي في هذا المصاب الجلل".

وكتب المعلق الرياضي بقنوات "بي إين سبورتس" حفيظ دراجي، قائلًا: "ما يصيبكم يؤلمنا ..اللهم أبدل قلق أهلنا في المغرب سكينة، وهمهم انشراح، وسخطهم رضا، و خوفهم طمأنينة، وعجزهم قدرة، وحزنهم فرح، وضيقهم سعة، وعسرهم يسر، و ضعفهم قوة. وارحم ضحايا الزلزال الذي ضربهم،وألهم أهاليهم جميل الصبر والسلوان.. يا رب".

وكتبت الفنانة أمل بوشوشة على حسابها في تويتر "برداً وسلاماً على المغربوأهلها، اللهم ألطف بهم يا رب".

تعزية رسمية

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية صبيحة اليوم السبت أن "الجزائر تعرب عن صادق تعازيها للشعب المغربي الشقيق في ضحايا الزلزال"، وفق ما ذكر التلفزيون الجزائري الحكومي.

وقالت الخارجية إن "الجزائر تتابع ببالغ الأسى والحزن تداعيات الزلزال العنيف الذي أصاب عدّة مناطق بالمملكة المغربية"، مضيفة أن "الجزائر تتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لأسر الضحايا وللشعب المغربي الشقيق مع خالص التمنّيات بالشفاء العاجل للمصابين". 

مساعدة

ودعا نشطاء السلطات في الجزائر لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال في المغرب، بالنظر لخبرة الحماية المدنية الجزائرية في هذا المجال، مثلما كان الأمر في زلزال سوريا وتركيا، وذلك بالرغم من قطع العلاقات مع الرباط.

وقال أحمد داوود "إن فريق الحماية المدنية الجزائري لديه خبرة كبيرة وشهرةً عالمية في عمليات الإنقاذ والبحث تحت الأنقاض، وكان أكثر الفرق نجاحاً في عمليات الإنقاذ في زلزال تركيا والشمال السوري مطلع العام. نتمنى أن يستطيع الوصول إلى مناطق الزلزال في المغرب لتقديم يد العون والمساعدة".

ويعتقد أحمد داوود أن إمكانات الجارة الغربية للجزائر "لا تسمح لها بمواجهة كارثة بهذا الحجم، فحتى الساعة لم يصدر بيان حكومي أو من أجهزة الإنقاذ المعنية، وحتى المقاطع المنشرة تُظهر خلو الشوارع من كافة الأجهزة الرسمية، في مثل هكذا ظروف ينزل الجيش بالإضافة إلى الحماية المدنية، كما يُستحسن تقديم العون الدولي الطارئ لهم.

وكتب الصحفي هشام موفق قائلًا: "أرجو من حكومتنا، أن تبادر لإغاثة متضرري زلزال المغرب؛ وألا تنتظر طلبا من سلطات المخزن"، مضيفا  أن "الخلاف والصراع مع النظام المغربي العميل لا ينفي عنّا واجبنا الأخلاقي والديني والإنساني تجاه الشعب المغربي. رحم الله جميع الضحايا، وشافى جميع المصابين، وآوى جميع المتضررين، آمين".

وقال مصطفى بخوش "لا يجب أن تترك الجزائر الشعب المغربي وحده في هذه المحنة. وعليه أدعو إلى إقامة جسر جوي يربط الجزائر بالمغرب لتقديم المساعدات الإنسانية، وتنظيم حملات تضامن شعبية لجمع التبرعات وتنظيم قوافل إغاثية، وفتح الحدود البرية استثناءً للسماح للقوافل الشعبية بالوصول إلى الأشقاء بالمغرب".

تشكل مختلف الأحداث في الجزائر والمغرب على الدوام فرصة للتأكيد تقارب الشعبين على رغم القطيعة السياسية بين البلدين

وتشكل أفراح وأقراح المغربيين والجزائريين على الدوام فرصة للتأكيد على أُخوة الشعبين، رغم القطيعة السياسية بين البلدين التي أصبحت هوتها شاسعة منذ تطبيع الرباط مع الاحتلال الإسرائيلي.