28-أبريل-2024
(الصورة: فيسبوك) احتجاجات في جامعة أميركية

(الصورة: فيسبوك) احتجاجات في جامعة أميركية

يُتابع الجزائريون بقلق وحزن شديدين مستجدات الأحداث في غزة، كما يتابعون أيضًا باهتمام اعتصام الطلبة في الجامعات الأميركية والفرنسية احتجاجًا على الحرب على قطاع غزة، إذ عرفت تجاوبًا من قبل النشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي.

البروفيسور محمد عابد لـ" الترا جزائر": النخب الجزائرية والعربية عليها أن تعيد النظر فيما يجري لإخواننا في فلسطين أمام الآلة الصهيونية التي لا تحترم الإنسان

وفي خضم مطالبة طلبة الجامعات الأميركية إدارة جامعاتهم بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب، أثير جدل واسع في الجزائر، حول غياب الجامعات الجزائرية من هذه الأحداث، وتساءلوا عن النخبة الجزائرية وطلبة الجامعات الجزائرية من كل هذا؟

وفي ظلّ التهديد باجتياح معبر رفح لمنع وصول المساعدات الإنسانية لفلسطين، استغربت صفحة طلبة البيولوجيا الجزائريين على منصة الفيسبوك، أن يتحرك طلبة الجامعات الغربية، في حين صمت مطبق لدى طلبة الجزائر، داعية إلى أن قضية فلسطين هي "قضية أمة" وعلى الأقل أن يخرج الطالب الجامعي للشارع ليتحدث.

من جهته، نشر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، توفيق بوقعدة، تدوينة له تضامنا مع غزة قائلًا إن "ثورة الجامعات حول العالم، جيل جديد ضد العفن الدولي".

وأثار هذا المنشور ردود أفعال من رواد التواصل الاجتماعي، إذ تساءل أحدهم: "وماذا عن جامعات العرب؟"، فيما علق أحدهم، بأنه لا يجب ذكر كلمة الجامعات، ولكن " قل مراكز صناعة العقول الحرّة لأن جامعات العرب شوهت هذا الاسم المقدس".

وفي السياق، لفتت الأستاذة فاطمة لبصير إلى أن الجزائر تضم أكثر من 74 ألف أستاذ، وأكثر من مليون طالب جامعي، فمتى تصحو الجامعات الجزائرية من سباتها العميق؟

مواثيق حقوق الإنسان

مازال حراك الطلبة في الجامعات في العالم ضد الاحتلال الصهيوني، يضغط لإنهاء الإبادة الجماعية، بعد حرب غير متكافئة تدخل شهرها السابع، ومازال الفلسطينيون يقاومون الاحتلال الغاصب.وبين احتلال همجي ومقاومة صاحب الأرض، يواجه الفلسطينيون الآلة الحربية بصبر وترقب، رغم آلاف الشهداء والجرحى والثكلى اليتامى، في مقابل ذلك تعري مشاهد المجاز اليومية المرتكبة من طرف الاحتلال الإسرائيلي، الرواية الغربية لبلدان تنادي ظاهريًا بالحريات، بينما تقمح المعارضين للعدوان على الشعب الفلسطيني.

توسعت رقعة الاحتجاجات في الجامعات الغربية، إذ طالب المحتجون بقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، والشركات الداعمة لجيش الكيان المحتل، والدعوة رسميًا لوقف العدوان.

إلى هنا، كتب الناشط النقابي، الأستاذ إلياس مرابط، في صفحته بموقع فيسبوك، قائلًا بأن امتداد الاحتجاجات في الجامعات يبرز ذلك "الواقع المزيف للحريات وحقوق الإنسان في الغرب المنافق".

وشدد النقابي الجزائري على أن ما يقوم به الطلبة في الجامعات الأميركية وفي فرنسا أيقظ البركان النائم، وأزعج القوى الغربية الداعمة للكيان الصهيوني.

من بوابة المصلحة والمصلحة فقط، ما يجري في فلسطين المحاصرة، عرّى كل الأنظمة، كما ذكر العضو في نقابة الأطباء الجزائريين، الطبيب محمد عابد بأن ما يجري في غزة اليوم عرى ووضع كفّة الحريات وحقوق الإنسان في كفة المصالح، وأن البقاء للأقوى".

وأضاف البروفيسور عابد لـ" الترا جزائر" بأن النخب الجزائرية والعربية عليها أن تعيد النظر فيما يجري لإخواننا في فلسطين، أمام الآلة الصهيونية التي لا تحترم الإنسان وتعتدي على شرف الأمة، مشيرًا إلى أن" فلسطين العزة وهي قضية أمتنا الإسلامية".

وفي هذا السياق، اعتبر أن الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان أصبحت اليوم عبارة عن "شعارات فارغة وصماء، تتغنى بها الأنظمة التي تعترف بالمصالح فقط، وهي اليوم أمام لحظة تاريخية بين أجيال من الطلبة الرافضين لحرب إبادة".

ثورة النخب

يعتبر المطلب الرئيسي للمحتجين في الجامعات الغربية، وقف الإبادة الجماعية ودعم الكيان المغتصب، إذ كتبت الإعلامية، ليلى بوزيدي، فكتبت في صفحتها الفيسبوكية بأن استفاقة النخب الشابة وطلاب الجامعات هي أكبر شيء يرعب أميركا والغرب الآن، مضيفة بأن جيل اليوم فهم حقيقة الصراع في فلسطين.

قوة التغيير

تعتقد أستاذة الإعلام بجامعة البليدة، وسط الجزائر، شهرزاد لمجد بأن "الجامعة هي حاضنة التغيير"، موضّحة بأن ما يحدث اليوم في الجامعات المنتفضة "علامة صحية" لكسر شوكة الظلم على إخواننا في فلسطين.

واعتبرت الأستاذة لمجد في إفادتها لـ" الترا جزائر" بأن قوة التغيير تأتي من الوسط الجامعي، والتحق بها من موقع إنساني نضالي لا يحسب حسابات فئوية رغم تنوعه العميق.

واليوم فإن الدفاع عن قضية إنسانية، والتعبير عن موقف وقف الإبادة الجماعية في فلسطين، هناك هوامش حرية للتحرك في الجامعات الجزائرية التي لا تتوقف عن إبداء موقفها وتضامنها مع فلسطين، خاصة وأن لديها كجامعات واتحادات طلابية تقاليد في الحراك الطلابي منذ التأسيس.

كما يشير متابعون للحراك الطلابي عبر العالم، إلى أن معظم الحركات التي كانت لها تأثير في السياسة الأميركية انطلقت من الجامعات، إذ أشار الطالب في سلك الدكتوراه بجامعة وهران غربي العاصمة الجزائرية، أحمد نوي، إلى أنه ما يخيف الساسة الغرب أن الاحتجاجات التي امتدت عبر الجامعات الأميركية والأوروبية مست جامعات مرموقة ولها تاريخ، ويدرس فيها أبناء المسؤولين.

طالب دكتوراه لـ "الترا جزائر": تسجّل هذه الاحتجاجات، سقوط تلك السردية الإسرائيلية التي قادتها "البروباغندا" الصهيونية والتي أثرت على أجيال كثيرة

تسجّل هذه الاحتجاجات سقوط تلك السردية الإسرائيلية التي قادتها "البروباغندا" الصهيونية والتي أثرت على أجيال كثيرة، وأظهرت الحرب على غزة الصورة الحقيقية لـ"الكيان المجرم"، يضيف نوي، لـ “الترا جزائر"، وأنه الغاصب، وبذلك لم يعد هناك ما يبرر تقديم المساعدة له ولا الدفاع عنه.