فريق التحرير - الترا جزائر
قال المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، إن الأقدام السوداء في الجزائر كان يعيشون في وهم أنهم يوجدون في فرنسا مصغرة، لكنهم اكتشفوا زيف ذلك مع انفجار الحرب.
ستورا: الاشتغال على موضوع الاستعمار الفرنسي للجزائر صعبٌ للغاية
وأوضح ستورا في حوار له مع موقع "وست فرنس" بمناسبة الذكرى الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان أن الجزائر لم تكن كغيرها من المستعمرات الفرنسية في المغرب أو تونس أو السنغال أو فيتنام، بل كانت مقاطعة فرنسية كاملة وجزءًا من التراب الفرنسي.
لذلك، يعدُّ الاشتغال حسب ستورا على موضوع الاستعمار الفرنسي للجزائر صعبًا للغاية، حيث يوجد حوالي 3000 كتاب يتحدث عن تلك الفترة لوحدها.
ولفت المؤرخ إلى أن نهاية الجزائر الفرنسية تم استشعارها في فرنسا على أنها بتر لجزء من فرنسا وبالتالي فجر ذلك أزمة الوطنية الفرنسية.
ومع ذلك، لم يكن التعايش بين الجاليات في الجزائر الفرنسية حقيقيًا أبدًا، وفق ستورا، بل كان للأقدام السوداء وهم العيش في فرنسا الصغيرة المعاد تكوينها، ولكن مع مشكلة مركزية، ففرنسا المعاشة في الجزائر لم تكن فرنسا لأن الأغلبية من المسلمين الفرنسيين، لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الفرنسيون، فكان الكل يعيش في نوع من المسرح ومن الخيال.
وأضاف المؤرخ صاحب التقرير الشهير حول الذاكرة، أن الناس عاشوا في نفس المكان ولكن مع تمايز اجتماعي قوي، وحتى المواطنون الفرنسيون حسبه لم يكونوا يتمتعون بالضرورة بوضع اجتماعي أفضل، فقد كان العديد من الأقدام السوداء فقراء.
ويصل ستورا في سياق تحليله للوضع المعقد الذي عرفته الجزائر زمن الاستعمار، إلى أن حرب التحرير الجزائرية لم تكن مجرد حرب كلاسيكية مناهضة للاستعمار، ولكنها أيضًا حربا أهلية، وهو ما يفسر سبب عدم وجود اسم لها لأنه كيف تشن حربًا على نفسك؟ (يتحدث من المنظور الفرنسي).
اقرأ/ي أيضًا: