دعا وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية، أحمد عطاف، إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحديات الناتجة عن التحولات العالمية السريعة.
ستعمل الدبلوماسية الجزائرية على الانتقال إلى السرعة القصوى في العمل الأفريقي المشترك
وأكد عطاف على أنّ المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز العمل المشترك، خاصة في ظل تصاعد التهديدات السياسية والاقتصادية، وزيادة الاستقطابات بين القوى الكبرى، وتراجع تأثير قيم القانون الدولي التي كانت تنظم العلاقات الدولية.
وفي كلمة ألقاها، اليوم الثلاثاء، خلال مراسم استلام المهام كوزير دولة، وتنصيب سلمة بختة منصوري، كاتبة دولة مكلفة بالشؤون الأفريقية، وسفيان شايب، كاتب دولة مكلف بالجالية الوطنية بالخارج، أكد أنّ الجهاز الدبلوماسي الجزائري مطالب بأن يكون "استباقيًا، حيويًا، وسريع التكيف مع المتغيرات، وأن يتحلى بروح ثورية بامتياز".
وبخصوص تدعيم الوزارة بتعيين الرئيس تبون كاتبي دولة، قال عطاف إنّ هذا القرار تأكيدًا على "الأهمية الخاصة والأولوية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية لملفي الشؤون الأفريقية والجالية الوطنية بالخارج، باعتبارهما محورين أساسيين ضمن السياسة الخارجية الجزائرية".
وأوضح قائلا: "من خلال تعيين كاتبة دولة للشؤون الأفريقية، ستعمل الدبلوماسية الجزائرية على الانتقال إلى السرعة القصوى في مسارين: مسار توطيد العلاقات الثنائية بين الجزائر وأشقائها الأفارقة، ومسار تعزيز مساهمة الجزائر في العمل الأفريقي المشترك تحت راية الاتحاد الأفريقي".
كما شدّد عطاف على أنّ "الدبلوماسية الجزائرية ستعمل على تجسيد الرؤية الشاملة التي وضعها رئيس الجمهورية، والرامية إلى تعزيز مكانة الجالية الجزائرية بالخارج في مسار التجديد الوطني ورحاب الجزائر الجديدة".
ولفت إلى ما وصفه بـ"الأشواط النوعية التي قطعتها الدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية، والتي أعادت للجزائر هيبتها ودورها الفاعل إقليميًا ودوليًا".
وفي الإطار ذاته، دعا إلى أهمية التجنّد "صفًا واحدًا" تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون مع بداية عهدته الرئاسية الثانية، والمضي قدمًا في تكريس دور الجزائر كدولة محورية تتبنى المبادئ والقيم التي صقلت هويتها الخارجية، لاسيما الدفاع عن حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها.
من جهتها، قالت سلمة بختة منصوري إنّ هذا التكليف "يعكس حرص الرئيس على تعزيز التضامن والتكامل مع دول القارة الأفريقية".
وأضافت أنّ التحولات العميقة التي تشهدها القارة، خاصة منطقة الساحل، تفرض تعزيز العمل الإفريقي المشترك لتمكين دول القارة من الدفاع عن مصالحها وقضاياها العادلة بصوت موحد".
وفي سياق متصل، قال شايب، إنّ "استحداث منصب كاتب دولة مخصص للجالية الوطنية بالخارج يعكس توجهًا استراتيجيًا لتعزيز الروابط مع الجالية وإشراكها بفعالية في مسار التنمية الوطنية".
كما شدّد على ضرورة "اعتماد مقاربات متجددة للتفاعل مع تطلعات الجالية وتحقيق إنجازات نوعية تواكب الرؤية الرئاسية".