26-أبريل-2023
عطاف مالي

(الصورة: فيسبوك)

أكد وزير الخارجية أحمد عطاف استعداد الجزائر لتكثيف مساعيها لبلورة التوافقات الضرورية بين مختلف الأطراف في مالي لتحقيق السلم والاستقرار في هذا البلد الجار.

زيارة عطاف إلى مالي هي الأولى له منذ توليه رئاسة الدبلوماسية الجزائرية خلفًا لرمطان لعمامرة

وأوضح عطاف الذي يزور باماكو في محادثات مع نظيره المالي عبدو اللاي ديوب، أن "الجزائر مستعدة لتكثيف مساعيها الرامية لاستعادة وتعزيز الثقة بين الأطراف المالية الموقعة على الاتفاق ومرافقتها نحو بلورة التوافقات الضرورية للمضي قدما في تجسيد مضامين الاتفاق على أرض الواقع بما يحفظ وحدة البلاد وشعبها". 

وأبرز أن هذا الأمر يأتي "من منطلق حرص بلادنا على أمن واستقرار جمهورية مالي الشقيقة، وبحكم توليها قيادة الوساطة الدولية ورئاسة لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي"، وفق ما أفاد بيان لوزارة الخارجية.

وفور وصوله بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، أجرى عطاف محادثات ثنائية مع نظيره المالي، السيد عبدو اللاي ديوب، بمشاركة وزير الدفاع الوطني وقدماء المحاربين إلى جانب وزير المصالحة الوطنية المكلف باتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر.

وتوسعت المحادثات الثنائية بعدها، يضيف نفس المصدر، لتشمل وفدي البلدين في جلسة عمل تركزت حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين إلى جانب آفاق تجاوز العقبات التي تعترض حاليا جهود استكمال مسار السلم والمصالحة في مالي.

وفي هذا الإطار، استعرض الطرفان التعاون الثنائي في المجالات المتعلقة بالاتصالات السلكية واللاسلكية، الألياف البصرية، المحروقات، التعليم العالي، التكوين، ورفع عدد الرحلات الجوية نحو باماكو بغية جعل هذه الأخيرة قطبا جهويا قاريا.

كما تم التطرق إلى أهم الاستحقاقات المقبلة التي تجمع بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلا عن متابعة تنفيذ المشاريع المقررة من قبل السيد رئيس الجمهورية لفائدة منطقة كيدال والتي تتكفل بها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية. 

وبهذه المناسبة، جدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية التعبير عن تضامن الجزائر الدائم ودعمها المتواصل لجمهورية مالي في سبيل تحقيق أولويات المرحلة الانتقالية وتجسيد الاستحقاقات الوطنية التي من شأنها أن تفضي إلى عودة البلاد إلى الوضع الدستوري في الآجال التي حددها مالي الشقيق بصفة سيادية، منوها بجهودها الرامية لمواجهة التحديات الأمنية التي تفرضها التهديدات الإرهابية.

من جانبه، أعرب الجانب المالي على لسان وزير الخارجية والتعاون الدولي، السيد عبدو اللاي ديوب، عن تقديره الكبير للجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون لمساندة جمهورية مالي على مختلف الأصعدة، لا سيما في هذه المرحلة المصيرية من تاريخها المعاصر.

وفي الختام، تم الاتفاق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الطرفين في أفق الاستحقاقات المقبلة، الثنائية منها وتلك المتعلقة بنشاط آليات تنفيذ اتفاق الجزائر.

وكان أعضاء مجلس الأمن، قد طالبوا بداية الشهر الجاري، الأطراف المالية بضرورة التطبيق "السريع والكامل لاتفاق الجزائر"، الذي يظل، حسبهم، حجر الزاوية لسلام واستقرار دائم في مالي.