بعد أن ظلّت عائلته تبحث عنه لمدّة يومين، تبيّن أن عبد الوهاب فرصاوي رئيس جمعية "تجمع-عمل-شبيبة"، موجود في سجن الحراش بالضاحية الجنوبية للجزائر العاصمة، بعد اعتقاله إثر وقفة تضامنية يوم الخميس الماضي.
علم "الترا الجزائر"، أن فرصاوي أودع يوم الجمعة الماضي سجن الحراش بالعاصمة
وعلم "الترا جزائر"، أن فرصاوي أودع يوم الجمعة الماضي سجن الحراش بالعاصمة، بعد أن عُرض على وكيل الجمهورية ثم قاضي التحقيق في اليوم الموالي لاعتقاله، وذلك دون حضور محاميه كما يقتضي القانون.
اقرأ/ي أيضًا: رئيس جمعية "راج" يلتحق برفاقه في المعتقل
من جهته، قال سعيد صالحي، نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إنّ فرصاوي يواجه تهمتين بموجب المادتين 74 و76 من قانون العقوبات الجزائري، وذلك بسبب نشاطه على مواقع التواصل وفي القضايا المتعلّقة بالحراك الشعبي.
وأبرز صالحي في تصريح لـ"الترا جزائر"، أنّ سجن فرصاوي يُعدّ خسارة كبيرة، لأنّه معروف بتغليبه لغة العقل والحوار، وعمل كل ما بوسعه في ائتلاف المجتمع المدني للقيام بدور وساطة بين السلطة والحراك.
وكان فرصاوي قد اعتقل، من قبل عناصر أمن بالزيّ المدني مباشرة بعد مشاركته في وقفة تضامنية نظمتها عائلات ما يُعرف بالسجناء السياسيين أمام محكمة سيدي امحمد بقلب العاصمة الجزائرية.
ويضاف اسم فرصاوي إلى قائمة سجناء جمعية "راج"، إذ يوجد حاليًا كلّ من حكيم عدّاد الرئيس السابق للجمعية وأحد مؤسّسيها، بالإضافة إلى جلال مقراني، وكمال ولد علي، وماسي عيسوس، وحميمي بويدر، بسجن الحراش، بعد اعتقالهم الجمعة ما قبل الماضية بالعاصمة.
قبل أسبوعين من ذلك، أودع كذلك ثلاثة نشطاء من راج الحبس المؤقّت؛ وهم واسي تقرين الذي يُواجه تهمة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكريم بوتاتة وأحسن قاضي المتابعين بتهمة تهديد سلامة الوحدة الوطنية.
وسبق لفرصاوي أن ذكر في تصريح لـ"الترا جزائر"، غداة اعتقال رفاقه، بأنه يشعر بأن ثمة استهدافًا لجمعية "راج" من الأيّام الأولى للحراك الشعبي، إلا أن الأسابيع الأخيرة عرفت حسبه منعرجًا خطيرًا من خلال عمليات إيداع الحبس دون توجيه تهم واضحة.
وكانت "راج" قد منعت في شهر آب/أوت الماضي من تنظيم جامعتها الصيفية بولاية بجاية، بعد أن رفضت السلطات المحلية منحها رخصة لذلك، رغم أنها دأبت على تنظيم هذا النشاط السنوي الخاص بها كل سنة دون إشكال.
واعتبر فرصاوي وقتها، أنّ السبب المباشر لاستهداف نشطاء "راج"، هو المصداقية التي اكتسبتها الجمعية خلال سنوات عملها وفتحها مقرّها أمام كل المنظمات والنقابات التي تتعرّض للتضييق.
جمعية "راج" حافظت على توجّه قريب من توجّهات جبهة القوى الاشتراكية
يُشار أنّ جمعية "راج"، المحسوبة على التيار الديمقراطي، تأسّست في آذار/مارس 1993، وحصلت على الاعتماد بموجب القوانين الجزائرية، وظلّ توجّهها قريبًا من توجّهات جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض في الجزائر.
اقرأ/ي أيضًا: