31-أكتوبر-2021

فريق من الباحثين يستكشف بئر جبن بولاية الشلف (الصورة: واج)

فريق التحرير - الترا جزائر 

نزل فريق من المستغورين والباحثين في الجيولوجيا مساء الجمعة، ببلدية بوقادير (25 كلم غرب الشلف) إلى أعماق "بئر جنب" أو "بئر الجن" كما يسمّى محليًا، لأوّل مرّة لفكّ الأسرار المتعلقة هذا المكان لاسيما فيما يتعلق بالجانبين التاريخي والجيولوجي.

بحسب معلومات أولية تحصّلت عليها "الترا جزائر" من مكان الاستكشاف تفيد  أن فريق الباحثين لم يعثر على أيّ شيء داخل قعر البئر، ولا أيّ مسالك أخرى تربطه بكهوف مجاورة حتى الآن

وأوضح الأستاذ الباحث في تاريخ المنطقة وممثل جمعية الفكر والتواصل لبلدية بوقادير، عبد العزيز صابر، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن استكشاف "بئر جنب "أو "بئر الشيطان" يأتي بالنظر للرمزية التاريخية للمكان على أساس أنه "شاهد صامت" على إعدام ثمانية من أبناء المنطقة خلال سنة 1957، من طرف قوات الاستعمار الفرنسي.

وبحسب معلومات أولية تحصّلت عليها "الترا جزائر" من مكان الاستكشاف، أفادت أن فريق الباحثين لم يعثر على أيّ شيء داخل قعر البئر، ولا أيّ مسالك أخرى تربطه بكهوف مجاورة حتى الآن، مرجحّة أن رفاة الشهداء الذين ألقت بهم قوات الاستعمار الفرنسي، يرجّح أنها تحت الردوم الكثيرة التي حدّثت منذ تلك الفترة حتى الآن، ما يستوجب البدء في عملية الحفر داخل البئر للعثور عليه

أما من الناحية الجيولوجية، يضيف المتحدّث، وبالنظر للطبيعة الجيولوجية، يصنّف البئر ضمن فوهات الإذابة التي تحدث عادة بالمناطق الكلسية، مضيفًا أنه عملية الاستكشاف كانت بالتعاون مع جمعية استكشاف الكهوف والرياضات الجبلية لمدينة بجاية.

هذا البئر، بحسب عبد العزيز صابر، عبارة عن ثقب في الأرض يفوق قطره 50 مترًا ومحاطًا بمجموعة من الكهوف، وترمي العملية إلى توثيق جميع مراحل هذه العملية مع رفع عينات من طبقات الأتربة المكونة له للأساتذة الباحثين المتخصصين في الجيولوجيا.

من جهته، قال رئيس جمعية استكشاف الكهوف والرياضات الجبلية لمدينة بجاية، حميد ياحي، أن محاولتان سابقتان لاستكشاف "بئر الشيطان" لم تكللا بالنجاح بسبب نقص معدات المستغورين، فيما يسعى أعضاء فريقه هذه المرة للوصول إلى أعماق هذا الموقع والمساهمة في كشف أسراره وحقيقته.

أما المستغور عزيوة أمير، فيكشف أن فريقه على أتم الاستعداد لكشف أسرار موقع "بئر جنب" من خلال الإمكانيات والعدّة التي تم تسخيرها، حيث يسعى للوصول لعمق البئر التي تقدر حسب بعض المراجع والمقالات بـ 63 مترًا، مع إمكانية ارتباطها بمغارات وكهوف أخرى مجاورة.

ومن المنتظر أن تتوج رحلة الاستكشاف التي يقودها هذا الفريق بتقرير شامل عن الموجودات بقاع الموقع وطبيعته الجيولوجية، سيرفع إلى السلطات المحلية والجهات المختصة لتوثيقها ووضعها في متناول مخابر البحث العلمي والطلبة، خاصة إذا ما تم اكتشاف رفاة وآثار عن وجود بقايا بشرية يرجّه أنها موجودة داخله.

يذكر أنه وخلال الفترة الاستعمارية حاول صيادان فرنسيان سنة 1890 النزول لأعماق "بئر الشيطان" إلا أنهما لم يتمكنا من العودة، فعرضت سلطات الاحتلال على محكومين بالإعدام كانوا يعملون بإحدى مناجم الفوسفات أن ينزلوا إلى أعماق الموقع لاستخراج جثتي الصيادان مقابل حريتهما، إلا أنهم أيضًا لم يتمكنوا من العودة.

وفي سنة 1957 أقدمت فرنسا الاستعمارية على إعدام ثمانية شهداء من أبناء المنطقة من بينهم إبراهيم قيجونية، جعفر عابد، عتو الطاهر، عيسى سرندي وعبد الرحمان سرندي، برميهم في قاع البئر أحياء.

 

اقرأ/ي أيضًا

بنجامين ستورا: ماكرون يريد تسوية ملف الذاكرة مع الجزائر

ماكرون يشبه الاستعمار بالهلوكست.. اعترافٌ فرنسي أم انتقاصٌ من كفاح الجزائريين؟