فريق التحرير - الترا جزائر
قال المخرج يحيى مزاحم، ردًا عن حملة استهدفت عمله "الدامة" الجاري عرضه في رمضان، بسبب ظهور كتابات حائطية في أحد المشاهد شبيهة برمز حركة "الماك" الانفصالية، إن الأمر لا يستحق في رأيه.
المخرج يحيى مزاحم: ما حدث هو وجود كتابات جدارية في إحدى مشاهد العمل أنجزها بعض الشباب المتأثرين بمسلسل "الحفرة"
وأوضح المتحدث، لدى نزوله ضيفًا على التلفزيون الجزائري في حصة خاصة، رفقة عدد من فريق المسلسل، أن ما حدث هو وجود كتابات جدارية أنجزها بعض الشباب المتأثرين بمسلسل "الحفرة" التركي.
هنا، يشير المتحدث إلى وجود شخص يدعى "ماروكو" ويكون قد التقى بوالده، قبل أن يستدرك أنه لم يشأ الدخول في التفاصيل لأن الأمر لا يستحق برمته.
في سياق حديثه عن العمل، عبّر المخرج يحيى مزاحم، أنه ليس راضيًا كثيرًا عن كثير من الأمور في العمل، إذ أن هناك كثيرًا من الشخصيات أراد تطويرها مع كاتبة السيناريو سارة برتيمة، مرجعًا ذلك لضيق الوقت.
إلى هنا، يعتقد مزاحم، أنه لم يشأ تقديم صورة سطحية، وكان لديه قرار باعتماد طريقة معينة في التصوير، موضحًا ذلك باعتماده على الكاميرا المحمولة.
ويعلق المخرج " أغلب الممثلين في الأدوار الثانوية من حي باب الواد، المكان الذي صُور فيه المسلسل، هذا العمل فيه حب وهذا الحب ظهر في النهاية".
يعتبر مزاحم نفسه ابن حي شعبي، ويعرف تفاصيل هذه الأماكن، وفي السيناريو، حسبه، صورٌ ومشاعر وعلاقات اجتماعية، "وما يهمني أني جدت تفاصيل كثيرة أحببت الاشتغال عليها". وبخصوص اختيار مكان التصوير، يستطرد مخرج "الدامة" أنه "لولا ناس باب الواد لما تمكن من تصوير هذا العمل".
من جهته، يدافع مصطفى لعريبي عن محور المسلسل، وتناوله قضايا المخدرات والجريمة بالقول، إن وظيفة الدراما ليس إيجاد حلول مجتمعية، ولكن هناك أناس هذه وظيفته وليس الدراما من تقوم بذلك على حد تعبيره.
وفي رده على سؤال متعلق باختيار شهر رمضان لبث مسلسل يتناول المخدرات قال لعريبي "لأن الدراما الجزائرية كلها تنتج في رمضان ولا توجد مساحة أخرى".
أما بخصوص رده حول الحملة التي استهدفت العمل، يتساءل الفنان: "إذا كانت هذه الكتابات متعلقة بمسلسل تركي، ألا يجدر بنا التساؤل كيف أثر على هؤلاء الشباب وجعلهم يكتبون اسمه على الجدران في كل مكان؟".
الفنانة ريم تاكوشت بدورها، كانت حاضرة في هذا اللقاء، حيث اعتبرت أن الفن مرآة المجتمع،وأحيانًا نرى سلبياتنا ونضحك عليها، في الشارع.. هناك من يقول لنا أصبحنا نشاهد التلفزيون الجزائري بسبب مسلسل (الدامة)، فالناس،حسبها، أصبحت ترى نفسها في العمل، "لا توجد فيلات فخمة ولا قصور، أما ظاهرة المخدرات فهي موجودة، من واجبنا التحذير منها، لأنها تحكي عن واقعنا ومجتمعنا".
وفي سياق الرد على حملة الانتقادات أشارت صاحبة دور "حورية" في العمل، أنه "مسلسل ناجح، وكل نجاح معرض للانتقاد، وأعتقد أن كل شخص يرى نفسه في هذا المسلسل، نحن نعود بأعمالنا الجزائرية إلى المشاهد، ولا نصنع هوية مصطنعة لا تمت بصلة إلى مجتمعنا".
من جهتها، تحدثت كاتبة سيناريو "الدامة" سارة برتيمة حول الدراما الاجتماعية، واعتبرت أن أحداث العمل يمكن أن تقع في أي مكان سواءً في حي شعبي أو حيّ راق، وكل شخص معرض لهذه الظاهرة، تقصد موضوع المخدرات. وختمت المتحدثة، بأن هناك تطورات في الشخصيات والأحداث، والعمل يحمل مفاجآت كبيرة في قادم الأيام.
يذكر أن سلطة ضبط السمعي البصري، نشرت بيانًا يوم الخمس الماضي، طلبت فيه من التلفزيون الجزائري تقديم توضيحات عن مشهد تظهر فيه كتابات حائطية تشير إلى حركة "الماك" الانفصالية، وقد أثير جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يرى أن الأمر تسيب من لجنة المشاهدة، وبين من يعتبرون أنه لا يمكن محاكمة الأعمال الفنية بشكل تجزيئي، وإخفاء ما هو موجود في الواقع من كتابات جدارية حقيقية.