24-سبتمبر-2022
قعلة الجزائر (الصورة: التلفزيون الجزائر)

قلعة الجزائر (الصورة: التلفزيون الجزائر)

في تشرين الثاني/نوفمبر 2020،  أعلن عن فتح قلعة الجزائر أو "حصن القصبة" إحدى أجمل المعالم التاريخية التي شيّدت في القرن السادس عشر، خلال الحقبة العثمانية، أمام الزوار، مستعيدة بذلك مجدها وبريقها بعد غلقها لنحو 40 عامًا. هذه القلعة وراءها حكايات وأسرار، فما تعرف عن بناء البطاريات السبعة؟

شيد القلعة في العصر العثماني بأمر من القائد عروج بربروس

وتقع "قلعة الجزائر" بجنوب القصبة العتيقة بالعاصمة الجزائر (1516-1592)، وكانت مقر الحكم خلال أواخر العهد العثماني، وتعرف أيضًا بـ "حصن القصبة"، كما يطلق عليها السكان المحليون "دار السلطان".

وحسب اللافتة التعريفية لهذا المعلم "شيّدت القلعة إبّان العهد العثماني (1515-1830) عام 932 هجري، الموافق لـ1516 م، بأمر من القائد عروج بربروس أو "بابا عروج"، وهو عروج ابن أبي يوسف يعقوب التركي، (1474-1518)، ويعتبر قبطانًا وقائد بحرية في العهد العثماني.

قلعة الجزائر

واكتسبت القلعة أهمية خاصّة بعد أن أمر داي الجزائر علي خوجة عام 1817 بتحويل مقر الحكم من قصر "الجنينة" (كان مركز السلطة) إلى قلعة الجزائر.

مرافق القلعة

وتضم القلعة عديد المباني والملاحق مثل قصر الداي الذي بني على عدّة مراحل، في حين كان جناح الحريم هو الأكثر أهمية حسب ما ورد في اللافتة، إضافة إلى مسجد الداي الذي يعدّ آخر مبنى شيّد من طرف الداي حسين ( (1773-1838عند وصوله إلى القلعة عام 1818.

وفيما يتعلق بالحي الإنكشاري كان مقر إقامة الآغاوات، كما كان أول مقر حريم الداي قبل نقله إلى قصر الداي.

ويتكوّن حمام الإنكشارية أو حمام الآغا من جزأين جزء للحمام والجزء الثاني مخصص للموقد، أمّا مسجد الإنكشارية فكان مخصصًا للانكشاريين (الجيش الإنكشاري تأسس عام 1520 م).

وبالقلعة مخزن للبارود أو دار البارود كما تسمى، كان يصنع بداخلها البارود لتزويد الجنود والجيش، وتأتي دار البارود مثمنة الشكل، كما تعكس نموذجًا نادرًا للعمارة في المغرب العربي والدول العربية.

قلعة الجزائر

 ويزين القلعة أيضًا قصر البايات الذي يعود إلى الفترة العثمانية (1515-1830)، كان يستقبل بايلك وهران (غربي البلاد) وبايلك قسنطينة (شرقي البلاد) وبايلك التيطري (شمالي البلاد) عندما يسلّمون الضرائب. كما تحتوي على ثكنة مكونة من ثلاث مستويات، الأول كان مخصصًا لتخزين عتاد الإنكشارية والثاني كان مرقدًا للجنود، في حين كان الثالث مخصصًا للحراسة.

البطاريات الـ 7

وخلال العهد العثماني كانت القلعة محاطة بـ7 بطاريات (أبراج مراقبة)، تعرّضت إحداها للهدم من طرف الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962)، والأخرى حُوّلت إلى سقيفة. كما خصّصت بطاريتان للمراقبة من الجهة الشمالية، في حين استخدمت بطارية أخرى للمراقبة على الجانب الجنوبي من العاصمة (قبالة البحر).

وحسب الوثيقة "انهار جزء من البطارية عام 2012، ما اضطر السلطات إلى التدخل فورًا وإعادة ترميمها".

 من يزور "قلعة الجزائر"، يلاحظ وجود مجسم  صغير يبرز شكل القلعة بكل محتوياتها، والهدف منه التعريف بالمعلم وتقديم شروحات للزائرين حوله.

وبعد عمليات الترميم التي مسّت أجزاء مختلفة منها، بعضها انتهت عمليات ترميمه، في حين لا تزال بعض الأجزاء الأخرى تشهد ترميمات، أصبحت قلعة الجزائر قبلة للزوار خاصة أطفال المدارس وطلبة الجامعات والباحثين، كما تشكل مقصد زوار مدينة الجزائر من سكان الولايات المجاورة والداخلية والسواح الأجانب أيضًا.

قبلة الزوار

وبالإضافة إلى استقبال الزوار، شهدت القلعة استضافة عديد التظاهرات الثقافية والفنّية التي تحتفل بها الجزائر في مناسبات وطنية وغيرها، من بينها احتضانها لشهر التراث الأمازيغي (12-19 جانفي/يناير2021) احتفالا برأس السنة الأمازيغية 2971.. وغيرها من النشاطات خلال السنة الماضية.

 وفي سنة 2022، احتفت القلعة بشهر التراث (18 نيسان/أفريل- 18 أيار/ماي 2022)، تحت شعار "تراثنا اللامادي هوية وأصالة" وسط تسطير برامج ثرية تقدمتها معارض متعددة حول البناء وكيفية الترميم ومعرض حول الأرشيف الفوتوغرافي والألبسة التقليدية وكذا ندوات ورشات حول صناعة الأواني التقليدية والأكلات التقليدية والأطباق الشعبية.. وغيرها.

قلعة الجزائر

كما برمجت بمناسبة الاحتفال بعيد الطفل الأفريقي المصادف لـ16 جوان/يونيو من كل عام، وكذلك عيد الطفولة زيارات مؤطرة لمختلف مرافق القلعة قام بها تلاميذ مدارس تمثل جهات مختلفة من العاصمة، إضافة إلى نزول وفود سياحية أجنبية ضيوفًا على القلعة ومن بينهم وفد لأعضاء البرلمان الألماني الذي زار القلعة شهر أيار/ماي الماضي،.. وغيرهم.

ويأتي احتفاء الجزائر بهذه القلعة من خلال استقطاب الزوار والطلبة والباحثين، بعد أن ظلت لأربعة عقود مغلقة جراء تدهور حالتها، بسبب عدّة ظروف، خاصة إبّان فترة العشرية السوداء سنوات التسعينيات من القرن الماضي.

 كما أنّ تأخر ترميمها بحسب باحثين يرجع إلى إجراء دراسات وبحوث على القلعة استغرقت وقتًا من أجل إعادة ترميمها بمعايير عالمية ودقيقة وفتحها أمام الجمهور، وهو ما حدث بعد الانتهاء من ترميم بعض الأجزاء المهمة من بينها "حي الإنكشاريين"، "الحمام الإنكشاري"، "الحصن رقم5"، و"مسجد الداي" وفق مختصين.

استغرقت عملية ترميم القلعة وقتًا طويلًا نظرًا للبحوق والدراسات التي أجرييت حولها 

وبلغت عمليات الترميم وإعادة التهيئة مراحل متقدمة بمواقع بالقلعة مثل قصري الداي والبايات ومصنع البارود ومخازن الإنكشاريين.